"الثورات هي عمل فوضوي، وفي سوريا هي أكثر من فوضى، ووصل سفك الدماء في سوريا إلى مستويات غير مسبوقة مع تمسك بشار الأسد بالسلطة، والمعارضة تنمو انقساماتها على نفسها، المعارضون في المنفى لا صلة لهم بالناشطين المحليين في الداخل، وينظر المتمردون العلمانيون بعيون الحذر إلى المقاتلين السلفيين، القادة المدنيين والعسكريين يديرون الصراع حول المدن والقرى المحررة، وتذهب القوى الخارجية إلى توحيد المعارضة ضد الأسد" هذه هي الصورة، التي حاولت مجلة "الإيكونوميست" البريطانية أن ترسمها لسوريا الآن، وفي الدوحة الآن يجتمع معارضون سوريون في دعم للخطة التي اقترحها رياض سيف، عضو بارز في البرلمان السابق، وخصم مخضرم لنظام الأسد، وهو شخصية وصفتها "الإيكونوميست" بأنه يحظى باحترام الداخل والخارج السوري، المبادرة الوطنية السورية خطة لتشكيل هيئة جديدة مكونة من 50 شخص، تشمل مزيد من قادة شباب على أرض الواقع تعمل كنوع من الحكومة المبدئية، وتخطط لانتقال سياسي، وتعمل بصفتها قناة وحيدة لتمويل المجالس المحلية المدنية، وأيضا تعد هيئة خاصة بالاتصال مع الجماعات العسكرية. وعن موقف المجلس الوطني السوري قالت المجلة: إن تذمره من تلك الهيئة لا يثير الدهشة، فهذا التجمع يعتبر مظلة لديها طرح سياسي ممثلا المعارضة الرئيسة، وسيكون له في الهيئة الجديدة 15 مقعدا فقط في المجلس الجديد، رئيس المجلس الوطني السوري عبد الباسط سيدا يصرعلى أن يظل المجلس حجر الزاوية. وأشارت المجلة الدولية، ومقرها بريطانيا، إلى أن معظم السوريين سئموا من المجلس الوطني الانتقالي ورحبوا بالتركيز المتأخر على الشخصيات الشعبية، ولكن دبلوماسيين غربيين يصرون على أن الهيئة الجديدة سوف تكون سياسية وليست عسكرية، وستظل علاقتها بالمتمردين الذين يقاتلون غامضة. ورأت المجلة أن السيطرة على المتمردين باتت صعبة، فهم مجزءون ومتعددون، ويخشى دبلوماسيون غربيون أن يكون قد فات أوان السيطرة على تلك الميليشيات. وعلى الأرض كشفت "الإيكونوميست" عن وجود فريق الدعم السوري، الذي يفتح قنوات لكل نوع من المساعدة مع المعارضة المسلحة، وتعمل بشكل وثيق مع الحكومة الأمريكية، لإقناع الميليشيات المتمردة أن تعمل تحت قيادة المجالس العسكرية المحلية، يقول لؤي السقا، من فريق الدعم ل"الإيكونوميست": من الصعب جدا توحيدهم، لأن دول مثل تركيا وقطر لها صلات شخصية ببعض المقاتلين أو الجماعات. وأشارت المجلة إلى جماعة مثل كتيبة الفاروق، والتي ظهرت في حمص وانتشرت في المحافظات الشمالية من إدلب والرقة، واستوعبت العصابات الصغيرة، وأقنعتها بالانضمام إلى الجماعة، ولكنها تتعاون مع جماعات إسلامية متطرقة مثل "النصرة" الجماعة الجهادية، التي أعلنت مسئوليتها عن تفجيرات انتحارية، يقول أبو صالح، من كتيبة الفاروق للمجلة: إننا لا نحبهم ولكن من المنطقي أن نتعاون معهم، موضحا أن الجماعتين تنسقان هجماتهم في الرقة. فريق الدعم السوري يقدم مساعدات للمسلحين ويحاول ضمهم تحت لواء الجيش السوري الحر