تشهد اليونان اليوم إضرابا عاما في جميع أنحاء البلاد احتجاجا على السياسات الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة، وعلى الحزمة الجديدة من إجراءات التقشف، نتج عنه إصابة الحركة في البلاد بالشلل. ومن المقرر أن يشارك موظفو القطاع العام والعمال في مظاهرات حاشدة بعديد من المدن اليونانية للتعبير عن رفضهم لسياسات الحكومة التي تتبعها في إدارة الأزمة الاقتصادية التي تتعرض لها البلاد منذ فترة. كما يشارك في الإضراب أعضاء العديد من النقابات المختلفة، وعمال الموانئ والبحارة، حيث سيتم إيقاف كافة أشكال المواصلات البحرية، الأمر الذي سيؤدي إلى توقف حركة المرور بين العديد من الجزر، كما أن حركة الملاحة الجوية ستتوقف بالعاصمة أثينا لمدة 3 ساعات ابتداء من العاشرة صباحا. ينظم الإضراب كلا من الاتحاد العام للعمال، والهيئة العليا لاتحادات موظفي القطاع العام. كما أنهما دعوا إلى مظاهرات حاشدة في اليوم الذي ينطلق فيه عمل قمة الاتحاد الأوروبي والتي من المتوقع أن توافق على تقديم حزمة جديدة من المساعدات لليونان تبلغ قيمتها 31.5 مليار يورو، مقابل تطبيق أثينا للمزيد من إجراءات التقشف. كان المحامون والمفوضون القضائيون والأطباء والمهندسون والصيادلة والصحفيون قد بدأوا إضرابهم أمس، ولذلك لم تصدر في اليونان اليوم أية صحف، كما أغلقت مؤسسات القطاع العام والمدارس والجامعات وبعض المحلات التجارية في جميع أنحاء البلاد. ينظم العمال اليونانيون الإضراب للمرة الثانية خلال ثلاثة أسابيع، ليبعثوا برسالة إلى زعماء الاتحاد الأوروبي في بروكسل مفادها أن أي إجراءات جديدة لخفض الأجور ومعاشات التقاعد ستزيد من محنتهم بعد خمس سنوات من الكساد. تعيش اليونان أسوأ أوقاتها منذ الحرب العالمية الثانية، وعليها أن تجري تخفيضات تبلغ قيمتها على الأقل 11.5 مليار يورو لإرضاء "الترويكا" حتى تحصل على الدفعة التالية من خطة إنقاذ قيمتها. Comment *