أكد الدكتور بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة "الديمقراطية" أن العالم الغربي كان له تأثيرا سلبيا في مسيرة النهضة التي بدأت في مصر منذ عهد محمد علي مرورا بمشروع جمال عبد الناصر التنموي، وقال أن الدول الغربية نجحت في زرع إسرائيل في المنطقة ومن ثم إجهاض مشروعات النهضة المصرية. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمه مركز بحوث "الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية" بجامعة عين شمس، تحت عنوان " مشاريع النهضة في مصر من محمد علي إلي الدكتور محمد مرسي "، وأشار عبد الفتاح إلى أن أهم أسباب تعثر مشاريع النهضة تتمثل في شخصنة مشاريع النهضة إذ دائما ما ترتبط بشخص الحاكم، مثل مشروع عبد الناصر، ومشروع محمد علي، ومع انتهاء فترة الحاكم أو وفاته ينتهي مشروعه ليدفن معه، إضافة إلى أن افتقاد العنصر الوطني في بعض المشروعات كان سببا في إجهاض مشروعات النهضة، وخاصة مشروع محمد علي الذي كان يهتم بشكل أساسي بتسليح الجيش مبتعدا عن الجوانب الإنسانية. ومن جهة أخرى أضاف عبد الفتاح أن غياب الديمقراطية كان سببا في عدم استمرار مشروع النهضة لأنها قادرة على محاربة الفساد وتحقيق الشفافية الكاملة، ولذلك أرى أن الديمقراطية يجب أن توضع في الاعتبار قبل مشروع النهضة المطروح الآن. ومن ناحية أخرى قال الكاتب والمفكر الكبير السيد ياسين في حديثه عن فشل مشروع النهضة العربية أن تزامن المشروعات الاستعمارية مع مشروع النهضة العربية كان سببا رئيسيا في إخفاق هذه المشروعات. مشيرا إلى أن القطيعة التاريخية بين خطاب النهضة وخطاب الثورة ساهم في فشل النهضة أيضا، معللا ذلك بأن النهضة تقوم علي حرية الرأي والتعبير والحرية السياسية وهذا قد يتعارض مع التوجه الثوري،وعن مشروع النهضة الخاص بالإخوان قال ياسين "أن المشروع يفتقد للتفكير المنهجي والرؤية الإستراتيجية الواضحة حول مصر، مؤكدا على أن المشروع الناجح دائما ما يمتلك رؤية واضحة حول المجتمع والإنسان والعالم كله". وذكر حامد أبو أحمد أستاذ الأدب الأسباني والمترجم أن مشروع النهضة الحديثة بعد ثورة 25 يناير لن ينجح في ظل حكومة موظفين ضعيفة وليست حكومة ثورية،لأن النهضة الثقافية تحتاج إلى حكام لديهم وعي بأصول النهضة ومعناها، ويجب أن يمتلكوا الوعي بماهية الدولة المدنية وحق المواطنة داخل الدولة الديمقراطية، التي يتساوى الناس فيها في الحقوق والواجبات، ويكون الشعب هو الفيصل في اختيار حكامه والتخلي عنهم إذا ثبت أنهم ليسوا أهل للمسئولية. وقال حامد عن النهضة في الستينيات أن "التاريخ لا يمكن أن يرجع إلى الوراء، ونحن في فترة مختلفة سياسياً وكل فترة لها إجراءات وأصول خاصة بها، وإذا حاولنا تكملة نهضة الستينات فهذا يعني إننا بصدد الرجوع للحكم الديكتاتوري مرة أخرى فنحن نحتاج إلى حكم ديمقراطي حقيقي، أما النهضة الحقيقية فلن تحدث إلا إذا كانت هناك عودة للمثقفين، وأن يكونوا على رأس مشروع التحديث، لكنهم مستبعدين ومهمشين، في حين أن أي نهضة لن تتم إلا على أكتاف الطبقة الواعية، والتي تمتلك الرؤية. ومن جهة أخرى رأى الباحث والروائي زين عبد الهادي أن النهضة ضرورية لمجتمعنا الآن، ويجب أن تكون بالاتفاق بين المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومي، وذلك لمحو الأمية تماما، والاهتمام بخريجي الجامعات والمدارس ليكونوا ذو خبرة ودراية وبناء منظومة تهتم بتعليم الحق والخير والجمال داخل المجتمع المصري لتعيد بناء الإنسان المصري. Comment *