أصدرت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) بياناً أدانت فيه الحريق الذي أدى إلى تدمير المئات من المحال في سوق حلب خلال أعمال القتال الضارية التي وقعت للسيطرة على المدينة بين القوات النظامية لبشار الأسد وقوات الجيش السوري الحر المعارض وذكّرت المديرة العامة لليونيسكو إيرينا بوكوفا جميع الأطراف بالالتزامات التي تقع على عاتق الجمهورية العربية السورية بفعل توقيعها اتفاقية لاهاي لعام 1954 بشأن حماية الممتلكات الثقافية في حالة نزاع مسلح. ولفتت إلى أن مدينة حلب القديمة قد أدرجت في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1986 تقديراً "لأنماط الهندسة المعمارية العربية النادرة والأصلية" التي تتسم بها ولما تتضمنه من معالم تشهد على التطور الثقافي والاجتماعي والتكنولوجي الذي عرفته المدينة منذ حقبة المماليك. وتجدر الإشارة أخيراً إلى أن مدينة حلب القديمة هي أحد المواقع السورية الستة المدرجة في قائمة التراث العالمي. وصرحت المديرة العامة بأن الأخبار التي وردت بشأن مدينة حلب مؤلمة للغاية ، فمعاناة الناس بسبب الوضع الراهن قد بلغت أقصى حدودها وتأتي أعمال القتال التي باتت تطال التراث الثقافي الشاهد على التاريخ العريق للجمهورية العربية السورية ، وهو تاريخ يُنظر إليه بعين التقدير والإعجاب في شتى أنحاء العالم، لتزيد من حدة هذه المعاناة الشديدة. وأضافت ، "شكلت أسواق حلب جزءاً نابضاً من الحياة الاقتصادية والاجتماعية للجمهورية العربية السورية منذ تاريخ إنشاء المدينة، وهي تشهد على أهمية حلب بوصفها ملتقى طرق للثقافات منذ الألفية الثانية قبل الميلاد". وأكدت استعداد ال"يونسكو" لتوفير كل ما بإمكانها من خبرات ودعم لحفظ مدينة حلب القديمة وجميع ممتلكات التراث الثقافي الاستثنائي للجمهورية العربية السورية، حالما تسمح الظروف الأمنية بذلك ، واعتزام إيفاد فريق عمل لتقييم الوضع القائم وتوفير المساعدة الخاصة بحالات الطوارئ من أجل حماية هذا التراث ، لافتةً إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو التخفيف من آثار هذه المأساة وتفادي المزيد من الأضرار Comment *