أوردت صحيفة "لوموند" الفرنسية تقرير عن الرئيس المصري محمد مرسي بعد مرور مائة يوم علي توليه الرئاسة باعتباره أول رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، حيث قامت الصحيفة بإجراء أول تقييم لجهوده الدبلوماسية، وتسائلت الصحيفة عن تغير الموقف المصري بعد أن كانت دعامة للنفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط منذ عام 1970. وذكرت الصحيفة أن وصول قوة الإسلاميين علي رأس مصر جعل مصر أقل ميلا للغرب من فترة حكم الرئيس السابق حسني مبارك، ويقول "جان بيير فيليو" دبلوماسي سابق و أستاذ في العلوم السياسية أن الإخوان المسلمين ليسوا خدم للغرب كما قال عبد الناصر ولا عدوهم اللدود كما قال مبارك ، فهم في النهاية مصريين. وتناولت الصحيفة في هذا الصدد الاعتداء الذي تم علي الجنود المصريين علي الحدود في سيناء في السادس من شهر أغسطس الماضي من قبل مجموعة من الجهاديين أتوا من غزة والذي كشف الحقيقة على حد وصف الصحيفة ، حيث استفاد مرسي من هذا الحادث الذي أودي بحياة 16 شخصا ، وأمر بعملية عسكرية كبيرة في سيناء كانت إسرائيل تطالب بها من فترة طويلة و أغلق معبر رفح بين مصر و غزة. وفي إطار هذا الحادث ساد الدفاع عن السيادة الوطنية علي الوعد المقدم إلي حركة حماس الفلسطينية بإعادة فتح الحدود ، وفي نفس الوقت أحرج مرسي القادة الإسرائيلين حيث طالبهم بمراجعة الاتفاق حول زيادة الوجود العسكري لمكافحة الجماعات الإرهابية، ومن جانبه استبعد "افيغدور ليبرمان" وزير خارجية إسرائيل احتمالية أن تكون القاهرة حريصة علي حشد قواتها على الحدود. كما رأت الصحيفة أن مرسي لعب بشكل "ناعم" عندما طلب من الولاياتالمتحدة التنفيذ الكامل لبنود اتفاقية كامب ديفيد حيث يعتبر هذا هو الضمان لمصير إدارة الأراضي الفلسطينية، وبعد استمرار العلاقات الجيدة مع الولاياتالمتحدة ، تم اختبارها في أحداث الثاني عشر من سبتمبر بعد أن تظاهر نحو ألفين أوثلاثة الاف شخص أمام السفارة الأمريكية احتجاجا علي نشر الفيلم المسيء للرسول من قبل متطرفين أقباط بولاية كاليفورنيا وقاموا بتسلق جدار السفارة، ذُهلت واشنطن من صمت الرئيس لمدة يومين وتقاعس الشرطة المصرية بعد أن قامت بدعم موقفه بفصل الجيش عن الحكم السياسي. وأضافت الصحيفة أن مرسي يحاول إعادة التوازن في العلاقة مع الغرب و زيارته للصين في أواخر شهر أغسطس هو إشارة قوية ، وأيضا حضوره لمؤتمر قمة عدم الانحياز في طهران وأدانته لنظام بشار الأسد، وهي الزيارة الأولي لرئيس مصر منذ سقوط الشاه في عام 1979. وقالت الصحيفة أنه من الواضح أن مصر الجديدة ترغب في إقامة نفسها كقوة إقليمية كبري بدون الانحياز لمحور معين، وهذا يبرر المباردة بالقيام باتصال جماعي بين سوريا و إيران و المملكة العربية السعودية وتركيا، هذه الخطوة لديها فرصة ضئيلة للنجاح في ظل سعي هؤلاء الدول للطموح المتشابه و اتخاذ الموقف في سوريا كمجال للتنافس بينهم. Comment *