أشارت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية أن وفداً كبيراً عالي المستوى من المسؤولين الأمريكيين ورجال الأعمال تعهدوا بتعزيز الاستثمار والتعاون الاقتصادي مع مصر، ويأتي ذلك كما قالت الصحيفة وسط معركة إقليمية للتأثير على الحكومة الوليدة في مصر. وقالت الصحيفة أن مجموعة من وزارة الخارجية ومسؤولين في البيت الأبيض، يرافقهم ممثلو عشرات الشركات الممتازة الأمريكية، قابلوا نظرائهم المصريين لجذب المزيد من التجارة فيما وصف أنه أكبر رحلة إلى القاهرة لا يقودها الرئيس الحالي. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين تحدثوا إلى جانب كبار رجال الأعمال وهشام قنديل، رئيس وزراء مصر، في وجبة إفطار يوم الأحد، في مساعي لدعم مشروعات الاستثمار في مصر. ونقلت الصحيفة عن توماس نايدز نائب وزير خارجية الولاياتالمتحدة قوله:"نأمل أن يعود هذا الوفد إلى وطنه مع رسالة بسيطة جدا: مصر مفتوحة للأعمال التجارية". ونقلت الصحيفة البريطانية عن قنديل قوله" إن البلاد قد أنهت فترة الارتباك" وأضاف رئيس وزراء مصر على عدة مئات تجمعوا يوم الأحد "الفترة الانتقالية لم تنته، ولكن على الأقل أمامنا طريق واضح". وقالت الصحيفة أنه على الرغم من الدعوات الخطابية للعدالة الاجتماعية والإيماءات القليلة إلى أمور مثل الخدمة المدنية ورفع رواتب الجنود، إلا أن الإخوان في مصر داعمة ثابتة لسياسات السوق الحر، وأضافت الصحيفة أن حكومة مرسي تواصل العمل على أجندة مبارك الاقتصادية، بالإضافة إلى الالتزام المعلن بمكافحة الفساد. وأشارت الصحيفة البريطانية أن ما حدث يوم الأحد كان مخططا له منذ شهور من قبل الغرفة الاقتصادية المحلية الأمريكية، وأكدت الصحيفة على أن ذلك يأتي في سياق التسابق بين قوى إقليمية لبناء نفوذ في دولة محورية خارجة من عقود قضتها في حالة من الركود الدبلوماسي، ومؤخرا أعلنت قطر حزمة استثمارية تقدر ب18 بليون دولار لمصر، وأعلنت تركيا عن رحلات إضافية من استنبول، والسعودية، الدولة الأولى التي زارها مرسي بعد تنصيبه، عرضت 4 بليون دولار على شكل قروض. ونقلت الصحيفة عن نايدز قوله أن رجال الأعمال كانوا يسافرون إلى مصر على نفقتهم الخاصة، وشدد على أهمية السوق المصرية للتجارة الأمريكية ودبلوماسيتها، قال مايكل فرومان، مسؤول إدارة أوباما خلال مؤتمر عبر الهاتف يوم الجمعة، "نحن نعتبر مصر شريكا حاسما في المنطقة" وفي اجتماع الإفطار قال فرومان أن مؤسسة استثمار فيما وراء البحار الخاصة ستدعم 150 مليون دولار في أصول أموال لتطلق صندوق بقيمة 400 مليون دولار للشركات الصغيرة والمتوسطة في العالم العربي. وأضاف أن الوكالة الأمريكية للتنمية، ذراع وزارة الخارجية الأمريكية للتنمية الدولية، سوف تدفع منح إلى مصر لإجراء دراسة جدوى لمركز البيانات، وتحسين مطار القاهرة وتعزيز قدرات البلاد في التعامل عن طريق الإنترنت. ووصفت "فاينانشيال تايمز" الشركات الغربية في مصر على أنها جزء حيوي من الاقتصاد الذي ليس سوى جزء صغير من حجم شركات كبيرة حكومية ومحلية مملوكة للدولة وشبكات أعمال تجارية غير رسمية إلى حد كبير. ووصف قنديل إعادة تشغيل السياحة في المنتجعات والمناطق الأثرية القديمة بأنها "ثمرة دانية" لتنشيط الاقتصاد، وطلب من الدول أن ترفع تحذيرات السفر التي تخيف السياح ومنظمي الرحلات السياحية، وقال "هذا بلد يستحق الزيارة وإنه لآمن". وأكد السيد قنديل أن إدارة مرسي تهدف على المدى المعلن تسهيل التجارة في مصر والحد من متاعب المستثمرين الأجانب، قال قنديل لممثلي شركات مثل دو، إكسون موبيل، ماريوت، ميتليف، كوكاكولا "نريدكم هنا للاستثمار وتحقيق الأرباح". وقال قنديل إنه يهدف إلى تسهيل دخول وخروج رأس المال على الشركات الأجنبية، وليس "أن تركب الجمل بخمسين دولار ثم تنزل منه بخمسين دولار" في إشارة إلى حيلة تستخدم لابتزاز السياح الأجانب في المواقع الأثرية المصرية. Comment *