نشرت صحيفة " هاآرتس " الإسرائيلية اليوم مقال للكاتب الإسرائيلي " عامير أورن " ، المعروف بقربه من وزارة الدفاع الإسرائيلية ، تحدث فيه عن محادثات السلام التي تمت بين مصر وإسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق سلام، وعن الجهود التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر عام 1975. وبدأ أورن مقاله في الصحيفة الإسرائيلية متحدثا عن جهود وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر في هذه المحادثات، مؤكدا على أنه بذل مجهودات قوية في مارس عام 1975 مع القاهرة وتل أبيب من أجل التوصل إلى اتفاق بين البلدين حول سيناء، وعد " أورن " في مقاله الشخصيات الإسرائيلية التي شاركت في المفاوضات بين الجانب المصر والإسرائيلي وهم رئيس الوزراء إسحاق رابين ووزير الدفاع شمعون بيريز ووزير الخارجية يجئال ألون ورئيس الأركان موتا جور، وأشار الكاتب في مقاله إلى أن العقبة الرئيسية التي واجهت هذه المفاوضات هي رفض إسرائيل سحب جيشها للمنطقة الشرقية. وتطرق عامير أورن إلى غضب كسينجر خلال هذه المحادثات، موضحا أن الشيء الذي أغضب وزير الخارجية الأمريكي هنري كسينجر هو ضعف الإسرائيليين وفقرهم للخبرة السياسية هذا بالإضافة إلى صراعاتهم الداخلية، وهذا ما دعا كسينجر إلى تشبيه هذا الوضع بغارة. وأوضح أورن في مقاله أنه كانت هناك لقاءات منفردة بين الرئيس المصري الراحل أنور السادات ووزير الخارجية الأمريكي كسينجر ، مستدعيا موقفا من هذه اللقاءات وهو ما كان في أسوان قائلا في إحدى المحادثات التي تمت بين وزير الخارجية كسينجر والرئيس المصري أنور السادات في محافظة أسوان وبعد خروج وزير الخارجية المصري إسماعيل فهمي ووزير الدفاع محمد عبد الغني الجمسي من الغرفة التي كانوا يجلسون بها جميعا، قام كسينجر بتسليم السادات رسالة شخصية من رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، ووصف أورن في مقالة لحظة تسليم كسينجر الرسالة إلى السادات بأنها " لحظه هامه وخاصة ". وعن هذه الرسالة التي نقلها كسينجر من رابين إلى السادات، قال أورن أن كسينجر أكد للرئيس الأمريكي جيرالد فورد أن حديثة الذي دار مع السادات كان منفردا ولم يحضره أحد، وأنه قام بنقل رسالة من رابين إلى السادات مشيرا إلى أن رسالة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين تضمنت أسمى المشاعر والتعبيرات الإنسانية، حيث أعلن فيها رابين عن رغبته في التوصل إلى أتفاق مع السادات، وحسب ما نقله كسينجر لفورد فإن رسالة رابين كان له تأثير قوى على مشاعر السادات وأنه لم يتمالك نفسه وسالت دموعه، وعقب السادات على هذه الرسالة قائلا أنه يريد شيئا مثل هذا الاتفاق على أن يكون هذا الاتفاق بشكل دائم، ووصف كسينجر شعور السادات بأنه شعور سيكولوجي جيد. وأعرب أورن في مقاله أن الرسالة التي بعثها رابين للسادات يعتقد أنها لم تنشر حتى الآن، وذكر أورن جزء من هذه الرسالة " إنني أعلم جيدا أنه لا يوجد أتفاق قائم بدون قرارات صعبة، ولكنني مستعد لذلك من أجل إقامة السلام بين بلدينا ". وأوضح أورن أن هذه الرسالة التي وصلت السادات عن طريق كسينجر كانت قبل عامين ونصف من المفاجأة التي قام بها السادات، حيث زار السادات بعدها إسرائيل عام 1977 م والتقى مع خليفة إسحاق رابين وهو رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيجن. وعقبَ أورن عن الدمعة التي سالت من عين السادات بعد قراءته لرسالة رابين، مرجعاً ذلك إلى أن السادات كان يعلم جيداً أن رابين ليس له حول ولا قوة خاصةً في ظل معارضة اليمين الإسرائيلي له. الكاتب: الرسالة كانت تحمل دعوة من رابين للسادات للاتفاق .. والرئيس المصري الراحل بكى بعد قراءتها مقالة للكاتب تكشف دور هنري كسينجر في التمهيد للمفاوضات بين مصر وإسرائيل والتي انتهت بزيارة القدس