محمد مرسي أول رئيس مصرى يزور إيران منذ قيام الثورة الإيرانية 1979.. نعم، أكثرمن 33 عاماً لم يقابل فيها رئيس مصر رئيس إيران، وبدت الخصومة بين البلدين عميقة ولايمكن التقريب بينهما. القطيعة بدأت تحديداً منذ قيام الثورة الإسلامية وإعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية هناك، وما تبع ذلك من عداوة إيران الشديدة لإسرائيل التى عقد معها الرئيس الراحل أنور السادات اتفاقية "سلام" فى نفس العام،كما استقبل الشاه رضا امبراطور إيران الذى قامت عليه الثورة من الإمام الخومينى هناك. وإذا أضفنا علي كل هذه الأسباب للقطيعة تسمية إيران لشارع "خالد الإسلامبولى"فى طهران، وخالد هو الذى قتل السادات فى حادث المنصة الشهيرة، نستطيع أن نسأل: هل من الممكن نسف القطيعة نهائياً عندما يزور الرئيس محمد مرسى إيران غداً لحضور قمة دول عدم الانحياز، حيث يسلم رئاسة الحركة لطهران فى الجلسة الافتتاحية للدورة هذاالعام؟، أم ستبقى مصر فى الحلف الأمريكى وتتجاهل نداء المصالح الذى يحتم عليها تكوين تحالف فى المنطقة، ضد توغل المصالح الأمريكية لاستعادة مكانة مصر من جديد؟ ويُرجع المحللين موقف الرئيس مرسي من زيارة إيران لرؤية جماعة الإخوان المسلمين لطبيعةالحكم فى إيران، حيث تنتمى الجماعة إلى "الحلف السنى" مع المملكةالسعودية بحسب تصريحات الرئيس أثناء زيارته الأولى للملكة، و يحمل الإخوان تخوفات من "المذهب الشيعى" الذى تحمله إيران ويرونه خطراً على المنطقة، وهو مايراه الشاعر الفلسطينى "عمى" وذلك لتجاهل موقف إيران من أمريكاوإسرائيل العدو الأول لمصر، على حد قوله. ويبدو الرابط الوحيد المشترك بين مصر وإيران من وجهة نظر الإخوان هو "حركة حماس" التي ترتبط بعلاقات وثيقة مع نظام أحمدى نجاد بناءً على مصالح المقاومة ضد إسرائيل، وتقول صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أنه لو تمكن الإخوان من قطع علاقة حماس بالنظام السورى المرتبط أيضاً بالنظام الإيرانى، فإن الإخوان ومرسى يستطيعون اتخاذ موقف صارم من إيران وتجاهلها، وكلا الموقفين فى صالح إسرائيل بالطبع. جريدة "يديعوت آحرونوت" الصهيونية اعتبرت أيضاً زيارة مرسى "جرس إنذار يجب الحذرمنه"، وقالت أنه لوحدث تحسن فى العلاقات بين الإخوان وإيران فإنه من الممكن ان يكون على حساب إسرائيل فى النهاية، وتساءلت الجريدة عن موقف الجماعة مثلاً من تهديدات إسرائيل المستمرة بضرب إيران، وهو السؤال الذى يعد تحدياً لحكم الإخوان لمصر وتحديد أولوياتها ورؤيتها الخارجية فى المرحلة القادمة. وبدأت مقدمات الزيارة عندما وصل حميد بقانى نائب الرئيس الإيرانى إلى القاهرة مطلع الشهر الحالى فى زيارة خاصة حيث سلم الرئيس دعوة رسمية من الرئيس أحمدى نجاد لحضور القمة، ولكن الرئاسة لم تعلن موافقتها الفورية على الدعوة وبدت مترددة تجاه الزيارة التى قال البعض أنها ستغضب أطراف عديدة فى المنطقة بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وظل تردد الرئاسة قائماً لفترة حتى تم الإعلان رسمياً عن أن الرئيس سيطير إلى طهران لحضور القمة بعد الانتهاء من زيارته للصين التى بدأت أمس، وترددت أنباء عن أن مرسى لن يمكث فى طهران أكثر من ساعات لحضور الجلسة الافتتاحية فقط وتسليم رئاسة الدورةالحالية إلى إيران. على جانب أخر تسعى إيران إلى غلق الفجوة التى بدأت فى عهد أنور السادات وعمًقها خلفه حسنى مبارك، حيث أبدت اهتماماً كبيراً بحضور مرسى، كما أكد نجاد فى مقابلة مع وفد إعلامى مصرى منذ فترة قال أن إيران جاهزة تماما لتضع خبراتها وانجازاتها في مختلف الميادين تحت تصرف مصر. ويظهر للعيان أن إيران ترى فى مصر لاعباً هاماً فى المنطقة وبامكانها التأثير على مجريات الأمور بقوة من خلال حلف يجمع مصر بإيران بتركيا حتى يكون ثلاثى يصنع قوة ما يستطيعون بها الإمساك بزمام الأمور فى المنطقة وحل "الأزمة" السورية وخلق مناخ تجارى واقتصادى بين الدول الثلاثة يؤهل فيما بعد للخروج من الدائرة الأمريكية. الأمر فى النهاية يرتبط بمصالح تصل إلى أمريكا وقطر والمملكة السعودية ورؤيتهم لإيران و"خطرها" وموقفهم من سوريا المعارض لبشار الأسد، واتفاق مرسى فى هذه الأمور من عدمه سيحدد طبيعة العلاقات مع إيران بعد ذلك، ولكن المثل الشعبى يقول"أنا وأخويا على ابن عمى.. وأنا وابن عمى على الغريب"، وربما يتحقق هذايوماً ما. مرسى يزور إيران بعد الصين ويسلمها رئاسة "عدم الانحياز".. والقمة فرصة لنسف الخلافات العلاقات المصرية الإيرانية مقطوعة منذ الثورة الإسلامية 1979: السادات استضاف الشاه وطهران فيها شارع ل "الإسلامبولي" جماعة الإخوان تخشى"المذهب الشيعى".. وتتجاهل أن طهران تعادى إسرائيل.. و"حماس"الرابط المشترك بين البلدين الصحافة الإسرائيلية:زيارة مرسى "جرس إنذار" وعودة العلاقات ستكون على حساب إسرائيل