أجرت صحيفة الشرق الأوسط حواراً مع المبعوث بريطانيا الخاص للمعارضة السورية جون ويلكس أوضح فيه أن بريطانيا "لا تريد نشوب حرب في سوريا"، وأن مساعدات بريطانيا للمعارضة السورية تقف عند المساعدات الغير قتالية مثل المساعدات الطبية وأجهزة الاتصال، وتدريب كوادر المعارضة على إدارة الأزمات إلى "تقديم مبلغ إضافي بقيمة 5 ملايين جنيه إسترليني للمساعدة غير الفتاكة والآن نتفق في وزارة الخارجية على المشاريع المعينة، بما في ذلك تقديم مساعدة طبية، أي مواد طبية، للمعارضة وأجهزة اتصال وأيضا تدريب كوادر من المعارضة قادرة على توثيق انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم التي ارتكبت من قبل النظام في سوريا وأيضا تدريب كوادر في إدارة الأمور محليا في سوريا بعد التغيير.. لا بد أن ندرب ناشطين على إدارة الأمور في المدن والقرى في سوريا لفترة ما بعد التغيير". ويلكس أضاف للصحيفة أن بريطانيا لا تريد التدخل بشكل مباشر في الصراع في سوريا، موضحاً أن دور بلاده لا يشمل سوى المساعدة في التخفيف عن المدنين السوريين عن طريق مساندة المعارضة قائلاً" إننا نقدم دعما غير قاتل إلى المعارضة السياسية لا المعارضة المسلحة. ولأسباب قانونية لا نريد أن نتدخل في الصراعات داخل سوريا..نريد أن نساعد المعارضة في حماية المدنيين، فهناك مدنيون أبرياء في المدن والقرى السورية يعانون بسبب الهجمات الشرسة من قبل النظام"، وأضاف عد سؤاله عن كيفية إدخال المساعدات إلى سوريا:" المساعدات الطبية وغيرها تدخل عن طريق الحدود السورية – التركية وغيرها من حدود، كما أننا ندرب الكوادر من داخل سوريا في دول جوار ومن ثم يعودون". وبسؤال الصحيفة عن حاجة المعارضة لخلق مناطق آمنة وعازلة في الأراضي السورية لحماية المدنين وتقوية جبتهم أمام النظام السوري قال ويلكس:" إنشاء مناطق آمنة تحتاج إلى تدخل عسكري مثل حظر جوي وكيفية ضمان المناطق الآمنة، وطبعا بريطانيا والدول الغربية ككل، لا نريد أن نتدخل في حرب في سوريا، فنحن نريد التغيير ونريد نظاما أكثر احتراما للتعددية في المجتمع السوري ولكن أيضا نود أن نجتنب الفوضى في سوريا، لا نريد أن نصب الزيت على النار في سوريا ولذلك دائما نبقي الباب مفتوحا للحل السياسي مع كل المشاكل بسبب تصرف النظام والهجمات الشرسة على الشعب السوري. ولكن نود أن نبني قدرات على إدارة أمور البلاد قبل سقوط النظام" وبسؤاله عن تحضيرات ما بعد سقوط نظام الأسد وعن اتصال بريطانيا مع المنشقين عن النظام السوري مثل رياض حجاب ومناف طلاس قال ويلكس:" حتى الآن لم أجلس مع رئيس الوزراء السابق ولكن المنشقون سيلعبون دورا بناء في المفاوضات السياسية لحل الأزمة السورية. لأنه في نهاية المطاف، حتى وإن استمرت هذه الصراعات في سوريا لفترة ما، في النهاية لا بد أن نجد حلا سياسيا وهذا يحتاج إلى مفاوضات مع بعض العناصر من النظام وبعض العناصر من المعارضة..ليس لدينا اتصال معه وهذه الأمور متروكة للسوريين، يعني نحتاج لصوت قوي وواضح سوري حول مستقبل البلاد ومن يلعب دورا في هذه الفترة الانتقالية. وأنا أعتقد أن من الواضح من أجل تجنب الفوضى في سوريا نحتاج إلى مشاركة أكثرية المجموعات السياسية المختلفة. والمعارضة عموما قالت: إن أي سوري من النظام لم تلطخ أياديه بدماء السوريين له دور إذا تبنى رؤى المعارضة السورية لإنشاء دولة مدنية حديثة تحترم التعددية في المجتمع السوري". وحول القلق من وجود "متشددين" في صفوف المعارضة قال ويلكس:"نتابع هذا الموضوع عن كثب وبعناية، كلنا نخشى من استغلال الفوضى من قبل المتطرفين والمتشددين، ولكن هناك إشارات مشجعة من المجموعات المسلحة للجيش الحر والمجموعات السياسية في البلاد بأنهم يرفضون وجود القاعدة أو جبهة النصرة كما يسمى، والمجموعات المتطرفة، لأن أغلبية السوريين معتدلون ولا يريدون طائفية أو قوى تستقطب البلاد. ولا بد أن نبني على الأغلبية السورية التي ترفض التطرف. ولكن بالتأكيد هناك قلق حول الوجود للمتطرفين وقلق حول إذا كان هناك فوضى في سوريا ومشكلة الأسلحة الكيماوية، لا نريد أن تحصل مجموعات متطرفة على تلك الأسلحة. والوجود حتى الآن محدود (للمتشددين) ولكن يزداد ونخشى من التأثير على الدول المجاورة ونخشى من وجود دائم للمتطرفين وإفساح مجال لهم للتخطيط لعمليات في الخارج". Comment *