قالت وكالة "معا" الفلسطينية إنه لأول مرة منذ 12 عاما، تمكن عشرات آلاف من الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية من الوصول إلى شواطئ الأراضي الفلسطينيةالمحتلة في تل أبيب ويافا للاستجمام بعد أن منحتهم إسرائيل تصاريح "زيارة" خلال عطلة عيد الفطر. ونقلت الوكالة عن طلال التميمي، صاحب مكتب سياحي من الخليل، قوله أن عدد الذين وصلوا خلال ايام العيد إلى تل ابيب وحيفا وعكا بنحو 150 ألف فلسطيني. واوضح "هذه أول مرة يحصل الناس على هذا العدد الكبير من التصاريح، كان الأمر مفاجئا ولا نعرف السبب، ربما لتحسين الوضع الاقتصادي الإسرائيلي". وأضاف:"مكاتب السياحة في الضفة الغربية استأجرت جميع أتوبيسات القدس السياحية لنقل الناس من المعابر إلى يافا وتل ابيب وحيفا وعكا" في فلسطينالمحتلة. وأوضح التميمي أن الأتوبيسات، نقلت الاثنين، ثاني أيام عيد الفطر، "أكثر من 25 الف فلسطيني من معابر الضفة إلى شاطئ العجمي فقط في يافا". ولا يوجد للضفة الغربية أي منفذ على البحر، ولا يستطيع سكانها البالغ عددهم نحو مليونين ونصف مليون الانتقال خارجها الا بتصريح من سلطات الاحتلال. وقالت جيهان زيد الآتية من بلدة دير عمار القريبة من رام الله، "لم أر البحر منذ كان عمري عشر سنوات. سمحوا لنا بإحضار كل شيء، الأكل والقهوة والمعجنات". وعبرت عن فرحتها لرؤية مدينة يافا بقولها "أنا سعيدة جدا.. كل أفراد العائلة حضروا ونزلنا البحر"، وأضافت:"لمياه البحر طعم وسحر خاص. ليتهم يسمحون لنا في المستقبل بان نشم رائحة البحر". وقالت حماتها عيشه زيد (51 عاما) "قدمت للحصول على تصريح في رمضان فرفضوه. ثم سمعنا ان الناس يحصلون على تصاريح بسهولة فقدمنا مرة ثانية وقبل يومين فوجئت بالموافقة في المساء. لم نفكر مرتين وجئنا". واكد محمد دعيس (18 عاما) الآتي من مدينة يطا جنوب الخليل، وهو يتأمل الماء، "هذه المرة الاولى التي ارى فيها البحر في حياتي. منظر البحر رهيب. لم يسبق لنا أن زرنا مدينة في حياتنا مثل حيفا او يافا او عكا". وقدر احمد (45 عاما) القادم من مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، عدد الذين حصلوا على تصاريح من المدينة بنحو 25 الفا. واضاف "على الأرجح هم يريدون ان ينفسوا عن الفلسطينيين في الضفة الغربية الذين يعيشون في ضغط نفسي واقتصادي حتى لا ينفجروا بانتفاضة ضد إسرائيل. إنهم يريدوننا ان ننتفض بالماء، يريدون انتفاضة بحر". وأوقفت اسرائيل منح تصاريح لفلسطينيي الضفة الغربية للدخول الى اراضيها بعد انطلاقة الانتفاضة الثانية في العام 2000، ولم تكن تصاريح الزيارة تعطى إلا لعدد محدود من الأفراد وللضرورة أو في مناسبات خاصة. وقال مدير الارتباط المدني لمنطقة الخليل محمود المطور لوكالة فرانس برس "لقد حصلت منطقة الخليل على 26 ألف تصريح، ولا يحتاج الأطفال حتى 12 عاما إلى تصريح.. ربما أعطت اسرائيل التصاريح بسبب الوضع الأمني المستقر"، في إشارة إلى عدم تنفيذ عمليات كبيرة ضد اهداف اسرائيلية منذ سنوات. واضاف "برأيي ان الهدف هو إنعاش الاقتصاد، فكل فلسطيني يصل الى تل ابيب سيصرف على الاقل نحو 50 دولارا في اليوم. وهذه الالاف التي تذهب يوميا إلى هناك ستنشط الاقتصاد". Comment *