المشوار الفني للفنانة غادة عبد الرازق يشبه المنحني به عدد من المنحدرات وعدد يماثله من القمم ، اختلف حوله النقاد والجمهور، حتي اصبح كل عمل فني نقطة ارتكاز هامه في مشوار غادة ، منها اعمال اخرت نجوميتها وهي بعض الاعمال السينمائية التي قدمتها في مرحلة الانتشار، لكن سرعان ما رفعت الاعمال الدرامية التي قدمتها لاحقا رصيدها عند الجمهور ابرزها مسلسلي سوق العصر وعائلة الحاج متولي اللذين لفتوا انتباه المنتجين الي موهبة غادة عبد الرازق،ومنها دخلت غادة الي مدرسة خالد يوسف السينمائية، واستسلمت لنصائح خالد الذي اخرج طاقة كبيرة منها لم يلتفت اليها المخرجين التي عملت معهم قبل يوسف في السينما،حتي حصر يوسف مع الوقت تلك الموهبة في قالب الاثارة مما افقد العمل مع خالد يوسف بريقه، ولعب بعدها ذكاء الفنان دوره في الخروج من تلك الدائرة الي ادوار اكثر تنوع سواء في السينما التي لم تحقق فيها غادة نفس النجاح الملحوظ الذي حققته وهي في قبضة خالد يوسف، لكنها حققته علي المستوي الجماهيري في ثلاثة أعمال درامية اخيرة قدمتها علي مدار السنوات الماضية، اهمها دورها في مسلسل الباطنية التي ابتعدت فيه عن تقليد الفنانة نادية الجندي بطلة الفيلم ، وتبعته بدور سمارة العام الماضي الذي لاقي استحسان الجمهور، اما النقاد فقد اجمع بعضهم ان النضج الفني لغادة عبد الرازق كان من خلال دورها في مسلسل "محمود المصري". لكن غادة حطمت تلك الفكرة هذا العام في مسلسلها الجديد "مع سبق الاصرار" الذي اعاد اكتشاف موهبتها علي يد المخرج محمد سامي، رغم ان العمر الفني لسامي لا يقارن بمشوار غادة حيث انه قدم عمل سينمائي واحد ومسلسل العام الماضي ومع سبق الاصرار هو العمل الدرامي الثاني له، الا ان نجاحه العام الماضي في اكتشاف موهبة الفنان تامر حسني ، اكده هذا العام مع غادة عبد الرازق، التي كانت علي وشك الوقوع في فخ تكرار الشخصيات التي تقدمها في الدراما. أكثر ما يحسب للسيناريو انه قدم شخصية المرأه من زوايا عديدة، يصعب علي المشاهد ادانتها او التعاطف معها ، فنري تلك المحامية الصلبة التي لا تكسر، وهي الزوجة الخائنة، والام التي تحاول الحفاظ علي اولادها، و الابنه التي تنصاع لأوامر والدها،والام التي تنهار بعد وفاة ابنها، وتتحول في لحظة الي بركان يسعي للانتقام، كلها تناقضات جمعتها شخصية "فريدة" وكل وجه منها يزيد الفنان عبء الانتقال السريع من انفعال الي اخر ، ولا يستطيع اي فنان تحمل هذا العبء الا اذا كان يتمتع بسرعة بديهة كبيرة وتمكن من الشخصية ووعي تام بتوقيت الانتقال من انفعال الي اخر، وهذا ما اجادته غادة بحرفية كبيرة خصوصا في الحلقات الاخيرة السابقة ، عندما انهارت بسبب وفاة ابنها،وسرعان ما استقامت وعادت الي شراستها السابقة لتنقذ ابنها الاخر من الادمان، وصعدت بجبروتها النسائي الطبيعي للانتقام لأبنتها. ولم يعيد سامي اكتشاف موهبة غادة فقط، بل قدم معظم ابطال المسلسل في شخصيات جديدة حررتهم من الدائرة التي اعتدنا مشاهدتهم داخلها ، منهم الفنان طارق لطفي الذي قدم مشاهد قليلة في المسلسل لكنها الابرز خلال اعماله الدرامية جميعها، والفنانة روجينا التي عادت في شكل جديد من خلال شخصية "سهي"، ويواصل سامي تميزة في ابتكار شكل جديد لتتر المسلسل حيث قامت الفنانة العمانية شيماء المغيري بطلة الموسم الأول من برنامج Arabs Got Talent برسم التتر علي الرمال، وزينته كلمات الاغنية التي قامت الفنانة اليسا بغنائها. الممثلة المثيرة للجدل تنجح في الخروج من حصار الشخصية الشعبية بمساعدة المخرج محمد سامي