قال مسؤولون دفاعيون إسرائيليون اليوم الثلاثاء إن الحكومة السورية ما زالت تسيطر تماما على مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية محاولين على ما يبدو تهدئة المخاوف من احتمال أن تكون حرب غير تقليدية على الأبواب. وأثار الصراع المستمر في سوريا منذ 16 شهرا القلق بخصوص احتمال سقوط ترسانة الأسلحة الكيماوية التي اعترفت دمشق لأول مرة أمس الاثنين بوجودها في أيدي جماعة حزب الله اللبنانية أو أن يستخدمها الرئيس بشار الأسد في محاولة أخيرة يائسة. وقالت حكومة الأسد إن هذه الأسلحة آمنة ولن تستخدم إلا كملاذ أخير ضد أعداء سوريا الأجانب في إشارة إلى التدخل العسكري الخارجي. وأدت هذه التصريحات إلى زيادة الطلب في إسرائيل على الأقنعة الواقية من الغاز التي تمولها الدولة والتي جرى توزيعها على مدى السنوات الاخيرة في إطار استعدادات أوسع لمواجهة محتملة بشأن برنامج ايران النووي. وقال عاموس جلعاد مستشار وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك لراديو اسرائيل "مبعث القلق بالطبع هو أن النظام سيتداعى والسيطرة كذلك ستتداعى." لكنه أضاف "حاليا نظام الأسلحة غير التقليدية بأكمله تحت سيطرة النظام الكاملة." أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان تحدث بلهجة مختلفة أثناء زيارة لبروكسل وقال إن أي مؤشر على أن أسلحة كيماوية أو بيولوجية سورية على وشك الوصول الى يدي حزب الله سيكون "خطا أحمر" و"دعوة واضحة للحرب." وقال للصحفيين "سنتحرك بحسم ودون تردد أو تحفظ ونتطلع إلى تفهم من المجتمع الدولى." وإسرائيل في حالة حرب مع سوريا رسميا وتحتل مرتفعات الجولان. ولم تشتبك الدولتان عسكريا على مدى ثلاثة عقود لكن كشف حكومة الأسد عن امتلاكها أسلحة كيماوية يشير إلى أنها لن تقيم اعتبارا لشيء إذا أصبح وجودها مهددا من قبل قوات أجنبية. والأقنعة الواقية من الغاز إجراء احتياطي آحر. ويقول بعض المنتقدين إن الأقنعة التي تكلف الدولة ما بين 60 و175 دولارا أجهزة مكلفة محدودة الفائدة في التصدي لغازات الأعصاب. ولكن الإسرائيليين يقبلون العرض احتياطا. وقالت شركة البريد الإسرائيلية التي تقوم بتوزيع الأقنعة لحساب الجيش إنه جرى تسليم 3700 قناع واق أمس الاثنين مقارنة بالمتوسط اليومي الذي يبلغ 2200 قناع. وقالت المتحدثة باسم الشركة ميراف لابيدوت "الزيادة مرتبطة بلا شك بما يحدث في سوريا." واضافت لابيدوت أنه من بين 7.8 مليون إسرائيلي حصل 4.2 مليون على أقنعة والبقية سيحصلون عليها في ستة أشهر. ومن بين منتقدي هذا المسعى عاموس يادلين القائد الأسبق للمخابرات العسكرية. وقال يادلين الذي يدير معهد دراسات الأمن في جامعة تل أبيب "أعتقد أن الذعر الذي يجري بثه في الجمهور فيما يتعلق بالأسلحة الكيماوية السورية مبالغ فيه ومن الأفضل تخفيف حدة النبرة. Comment *