استنكر عدداً من المؤسسات الدينية في العالم العربي عرض مسلسل تاريخي عن حياة "الفاروق عمر بن الخطاب" خلال شهر رمضان القادم علي قناة الام بي سي ، فيما قررت شركة O3 وقناة MBC وتليفزيون قطر منتجي المسلسل عرضه خلال شهر رمضان القادم علي قناة ام بي سي وام بي سي دراما. بينما عادت فكرة تناول الشخصيات الاسلامية في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم من خلال اعمال درامية لتثير الجدل مره اخري بين حرية الابداع في تناول شخصيات الانبياء والصحابة وأل البيت وبين رفض المؤسسات الدينية لها، ولم يقف التصدي لهذه الاعمال عند حدود المؤسسات الدينية ولكنها امتدت الي رفع عدد من الدعاوي القضائية في بعض الدول العربية ومنها مصر تطالب فيها بمنع عرض المسلسل علي الفضائيات واغلاق أي قناة تقوم بعرض المسلسل. بينما تصدت قناة الام بي سي وهي احدي الجهات المنتجة للمسلسل الي هذا الهجوم واثرت علي عرضه ودبلجته لاكثر من لغة ليشاهده اكبر قدر ممكن من الجمهور خارج العالم العربي. المسلسل يعد اضخم انتاج خليجي وعربي علي الاطلاق حيث بلغت ميزانيته حوالي 100 مليون دولار،أي ما يوازي نصف ميزانية الاعمال الدرامية في الوطن العربي خلال هذا الموسم،بالاضافة الي انه يضم أكثر من 550 ممثلا من مختلف بلدان الوطن العربي. ويتكون المسلسل من31 حلقة مدة كل منها ساعة ، ويتناول جانبًا مهما من تاريخ حياة الفاروق عمر بن الخطاب، حيث يجسد سيرةَ عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويتعرض لشخصيته المركزية التي يدور حولها العمل، وللدور الاستثنائي الذي لعبه في تاريخ الدعوة، وتأسيس دولة الإسلام، فضلا عن مزايا تلك الشخصية وفضائلها الخاصة التي جعلت منها مرجعا وأنموذجا هاديا للمسلمين حتى وقتنا الحاضر. فيما قام بعض الشباب بتدشين صفحة علي موقع الفيس بوك بعنوان "حملة انا مع عرض مسلسل "عمر بن الخطاب" في رمضان" اشاروا فيها انه لم يكن هناك اعتراض على المسلسلين الايرانيين يوسف عليه السلام و عيسى عليه السلام , رغم انهم انبياء و تم تحريف نصوص ثابته في القران. و لم يعترض احد على المسلسلات التركيه المدبلجه التي وصفوها بالاباحية ،واشاروا ان المسلسل يقدم حقائق راجعها علماء يزيد عددهم على 7 و دعوا الي مشاهدة المسلسل والتعليق عليه بعد المشاهدة. بينما علق د. سيد خطاب رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية أن هناك علاقة بين الدوائر المختلفة لتفسير علاقة الفن بالتاريخ الاسلامي وعلاقة الفن بالابداع. وأضاف خطاب أن الازهر الشريف ومجمع البحوث الاسلامية في مصر أقروا بعدم ظهور المبشرون بالجنة والخلفاء الراشدين والانبياء والرسل في أي عمل إبداعي. وتابع ان هناك دوائر اخري لتفسير هذه العلاقات منذ سنوات ، تظهر في السموات المفتوحة والفضائيات من خلال الاعمال الايرانية التي عرضت علي قنوات كثيرة في الوطن العربي ولاقت استحسان الجمهور مثل مسلسل "يوسف الصديق" و "مريم". وأعرب خطاب عن امنيته في إعادة النظر في رؤية الازهر لتجسيد هذه الشخصيات واعادة فتح الحوار حول طبيعة عمل الرقابة في عصر السموات المفتوحة. بينما وصفت الناقدة ماجدة موريس دعوات منع عرض مسلسل " عمر" بالعبثية متسائلة لماذا لم ينفعل هؤلاء عندما تم عرض مسلسلي " يوسف الصديق" و" مريم" وهما انتاج ايراني وفي النهاية تم عرضه علي فضائيات مصرية خاصة. وأكدت موريس انه لا يوجد نص قانوني او ديني يمنع عرض هذه المسلسلات التي تتعرض لشخصيات الصحابة والانبياء ،موضحة انه لا حدود للابداع الفني ولا سلطان علي الفضائيات ولا علي البث الالكتروني. وتسائلت موريس لماذا لا ينظر رافضي عرض هذه الاعمال الي القيمة الفنية والتاريخية التي تقدمها في مضمونها، فهي تحمل رسالة وفضيلة تتلائم مع أجواء الموسم الرمضاني، وتابعت أنه لا فائدة من دعوات منع مسلسل نظراً للفضاء المفتوح علي الفضائيات الخاصة، وأشارت قائلة :" أن رجال الدين أو الازهر الشريف أومجمع البحوث الاسلامية لا يملكوا سلطة منع أي عمل درامي". وأشادت موريس بمؤلف العمل الكاتب وليد يوسف قائلة انه واحد من المؤلفين المتميزين في كتاباته والذين اثبتوا نجاحهم في العشر سنوات الماضية، مشيرة أن مسلسله يقدم مستوي فني جيد. وتوقعت موريس ان يحقق المسلسل نسب مشاهدة عالية كما حدث العام الماضي مع مسلسل "الحسن والحسين" الذي هوجم ايضا من جانب بعض المؤسسات الدينية بسبب تجسيدة لشخصية الحسن والحسين. Comment *