تواصلت الخميس في الخرطوم الاشتباكات بين الشرطة السودانية والطلاب الغاضبين من قرارات رفع الدعم عن المحروقات والسلع الأساسية وذلك لليوم السادس على التوالي. وقال شهود عيان لوكالة الأنباء الفرنسية إن "طلاب كلية المصارف الخاصة، التي تقع على بعد 100 متر من القصر الرئاسي في الخرطوم، رشقوا قوات مكافحة الشغب بالحجارة فردت باستخدام الهراوات لتفريقهم. وكانت شرطة مكافحة الشغب استخدمت الأربعاء الغاز المسيل للدموع لتفريق الطلاب المتظاهرين الذين كانوا يهتفون "لا لا للغلاء" و"الخبز الخبز للفقراء" و"الشعب يريد إسقاط النظام". بدأت الاحتجاجات الطلابية على غلاء الأسعار السبت الماضي في جامعة الخرطوم، أكبر الجامعات السودانية، ثم امتدت لجامعات أخرى وذلك احتجاجا على تدهور الوضع الاقتصادي والذي أجبر الحكومة على إجراء خفض كبير في النفقات أدى الى ارتفاع كلفة المعيشة. من جهة أخرى دعا اثنان من أبرز القادة السودانيين المعارضين الجيش إلى "الانحياز إلى الشعب". وأصدر المعارض السوداني البارز علي محمود حسنين رئيس "الجبهة الوطنية العريضة" بيانا دعا فيه القوات المسلحة وقوات الشرطة إلى "الامتناع عن مواجهة الشعب أو التصدي إلى ثورته" وخاطب حسنين ضباط وجنود الجيش السوداني قائلا "إنكم لستم أقل وطنية من القوات المسلحة في تونس، التي رفضت أن تلحق الأذى بالمتظاهرين وانحازت للثورة". وأضاف قائلا، في البيان الذي تلقت بي بي سي نسخة منه، "إن النظام لا يثق فيكم ولا يعتمد عليكم، بدليل أنه أنشأ تنظيمات من أهل الولاء والطاعة". من جانبه، ناشد أحمد حسن آدم مسئول العلاقات الخارجية في حركة العدل والمساواة القوات المسلحة والنظامية إلى "الانحياز إلى الشعب" ووصف حسين المظاهرات التي شهدتها الخرطوم خلال الأيام الأخيرة بأنها "بداية لثورة حقيقية تعانق ثورتهم في حركة العدل والمساواة والجبهة الثورية" يذكر أن حركة العدل والمساواة المسلحة الناشطة في دارفور شكلت تحالفا مسلحا مع حركتين آخرتين في دارفور إضافة إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال عرف باسم "الجبهة الثورية"، وأعلن أن هدفه هو إسقاط الحكومة السودانية وأعلن وزير المالية السوداني الأربعاء أمام البرلمان السوداني ميزانية جديدة زاد فيها أسعار المحروقات مشيرا إلى أن الحكومة سترفع الدعم عن السلع بصورة تدريجية. ويعاني الاقتصاد السوداني من صعوبات منذ انفصال جنوب السودان في يوليو 2011. حيث أصبح 75% من الإنتاج النفط تحت سيطرة الدولة الجديدة ما أدى إلى ارتفاع معدلات التضخم حتى وصلت إلى 30% وتراجع قيمة العملة السودانية. وكانت قوات الأمن السودانية، قد ألقت القبض على الصحفية المصرية سلمى الورداني قبل ساعات، وأجرت معها تحقيقا، وقالت مصادر دبلوماسية إن السلطات السودانية أفرجت عن سلمى. الشرطة تستخدم الغاز والهراوات.. والمتظاهرون يردون "الشعب يريد إسقاط النظام" قيادات معارضة: ما يحدث بداية ثورة حقيقية.. وعلى الجيش الاقتداء بالنموذج التونسي