نشرت صحيفة لوس انجلوس تايمز تقريرا تشير فيه إلى أن المصريين الأثرياء يرون أن أحمد شفيق، أحد رموز نظام مبارك هو أهون الشرين، مقارنة مع الإسلامى محمد مرسي، مرشح جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت الصحيفة أن هؤلاء يعتقدون أنه الشخص الذى سيحميهم من الإسلاميين المتطرفين ومن معدلات الجريمة المتزايدة. ومن الثوريين "المزعجين" بهتافاتهم التي لا نهاية لها، ومن الاضطرابات . ومن حى مصر الجديدة الراقى تقول الصحيفة أن التوتر يخيم على فيلات مصر الجديدة، وهو حي القاهرة الذى يأمل أن عودة النظام تقع على عاتق شفيق، الطيار السابق وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك، والذى هو الآن واحد من الاثنين المرشحين الباقين فى سباق الرئاسة. فشفيق "الفظ والقوي" هو كل ما يقف بين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي وبين قيادة هذه الأمة المنقسمة . وهذا ما يجعله على مضض مرشحا لمناطق الأثرياء، مثل حى مصر الجديدة، حيث هناك ضجر من الاضطرابات وعدم الاستقرار الاقتصادي الذي اجتاح مصر منذ سقوط مبارك . ونقلت الصحيفة عن محمد عبد العزيز، صاحب أحد محلات المنسوجات أنه خسر 40٪ من أعماله منذ العام الماضي، ويعتبر أن "شفيق سيعيد العقلانية إلى البلاد"، وأضاف: "إن صورة مصر ستكون أفضل أمام العالم الخارجي والمتسوقين سيعودون مرة أخرى إلى مصر والسياح سيعودون . وأصحاب الأموال لا يريدون أن ينفقوها الآن لأنهم لا يعرفون ماذا سيحدث غدا". وتشير الصحيفة إلى أن شفيق يخاطب القلق الذي يشعر به الأقباط والمهنيين وغيرهم من الطبقات الراقية من المجتمع المصري. وموضوعه الرئيسي هو أن مرسي وجماعة الإخوان، التي تسيطر على نحو 50٪ من البرلمان، تتبني مفهوما متطرفا للإسلام من شأنه أن يميل بالبلد نحو "العصور المظلمة".كما تعهد شفيق أيضا بشن حملة على احتجاجات الشوارع والجريمة التى تغذيها الأسلحة المهربة من ليبيا والسودان. وتضيف الصحيفة أن حقيقة أنه خدم، حتى لو لفترة قصيرة، فى منصب رئيس وزراء مبارك يثير غضب الليبراليين، لكن معظم أنحاء حى الأثرياء مصر الجديدة يتم اعتبار هذا كعنصر مطمئن لعودة عصر القانون والنظام بالنسبة للطبقة الثرية التي أرسلت أبنائها إلى مدارس أجنبية ويقضون إجازاتهم في أوروبا ويتجنبون كل من الإسلام المحافظ وسياسات آلة مبارك. فأبناء الطبقة الثرية لم يكونوا في خدمة مبارك، لكنه سمح لهم بالكسب والثراء، ونادرا ما كانوا يسعون إلى إسقاطه. وفى الوقت ذاته يعمل مرسى على تصوير شفيق بوصفه نسخة مبارك التى تعشق حكام العسكريين للبلاد أكثر من المثل الديمقراطية. وتصاعدت هذه الاستراتيجية في حملته بعد أن تم الحكم هذا الشهر على مبارك بالسجن المؤبد وتم تبرئة ستة متهمين آخرين من كبار قادة الشرطة بشأن مقتل مئات المتظاهرين في انتفاضة العام الماضي. لكن لوس انجلوس تايمز تعتبر أنه لا شفيق ولا مرسي يجسدون روح هذا التمرد. ونقلت الصحيفة عن محي جمجوم، الذي يدير محل بقالة صغير في مصر الجديدة "لا أحد يعطينا إجابات مباشرة"، وأضاف"شفيق يتحدث بغطرسة عن الشعب.. ومرسي إسلامي متشدد". وتشير الصحيفة إلى أن شفيق يواجه تحديات أخرى، بما في ذلك حكم المحكمة الدستورية المتوقع صدوره والذى يمكن أن يستبعد ترشيحه ويجعل البلاد تنزلق إلى حالة من التخبط الخطيرة . فقد أقر البرلمان مؤخرا قانونا يحظر كبار المسؤولين في عهد مبارك من الترشح للرئاسة . ووافق المجلس العسكري الحاكم عليه ولكن لجنة الانتخابات استبعدت هذا القانون . لكن إذا أقرت المحكمة هذا القانون، فيمكن أن تفسد الانتخابات، وربما يشتعل العنف في الشوارع. ولكن لا يوجد سوى عدد قليل في شوارع مصر الجديدة ممن يريدون أن يتم استبعاد شفيق. وتذكر الصحيفة بمشهد حدث قبل ساعات من تخلى مبارك عن السلطة العام الماضي، حيث صاح حشد من أصحاب المتاجر وأصحاب الأعمال يسبون المتظاهرين الذين كانوا فى مسيرة احتجاج تتجه نحو قصر الرئاسة فى حى مصر الجديدة . وتقول الصحيفة أن هذه الصورة أنذرت بأن هناك سنة ضارية قادمة: نشطاء يضغطون من أجل التغيير وحرس قديم يناور لحماية ما أكتسب. لذلك أصبح شفيق الاختيار لدى كثير من المصريين ليحل محل رئيسه المخلوع . ورغم أن شفيق يتحدث عن دولة قوية وهدد المعارضين بالإعدام، الا أنه ليس واضحا موقفه من اقتصاد السوق الحر أو ما هى رؤيته لرفع نحو 40٪ من سكان البلاد من مستوى الفقر . فجمله المقتضبة، خصوصا عندما يستهدف مرسي وجماعة الإخوان، تترك قليلا من الغموض. فقد قال فى خطاب مؤخرا "تاريخي واضح ومكشوف للجميع، لكن تاريخ مرشحهم هو غامض . أنا أمثل الاستقرار . وهم يمثلون الفوضى". ونقلت الصحيفة عن عمر أحمد، وهو بائع حقائب يد ومجوهرات، قوله أن "شفيق سيجعل الأمور مثل ما كانت قبل الثورة، إنه رجل عسكري"، وأضاف: "الثورة كانت جيدة، ولكن من لا علاقة لهم بها يستخدموها لخلق حالة من الفوضى." وأضافت الصحيفة أن أشخاصا آخرين سيصوتون لشفيق باعتباره الأقل ضررا . فقالت كاميليا واصف، وهي امرأة قبطية في منتصف الخمسينات من عمرها: "لا أصوت لشفيق لأنني أعتقد أنه سيصلح أي شيء. ليس لدى أمل فيه، لكنه أهون الشرور وليس لدينا خيار آخر" . ووافقت نادية الدبجى، وهى أمرأة مسلمة غير محجبة، على ذلك الرأى . وقالت "لا أثق بكلامه، سيكون دائما رجل مبارك . ولكن أنا ضد فكرة المقاطعة ولا أستطيع إعطاء مرسي الفرصة للفوز"، وأضافت أن الإخوان المسلمين "أفسدوا صورة الإسلام بأفكارهم المتطرفة". وقالت مايا مدحت، إن "شفيق هو الشخص المناسب في الوقت المناسب"، واضافت "إنها ما يحدث حاليا هو الفوضى". وتوقعت أنه إذا تم انتخاب شفيق "ستكون البلد أكثر استقطابا، لكن إذا جاء الإخوان للسلطة، فسأذهب إلى كندا". Comment *