هاجم الشيخ ياسر برهامي القيادي بالدعوة السلفية من انتقدوا الدعوة بسبب تأييدها للدكتور عبد المنعم أبو الفتوح فى الانتخابات الرئاسية، واتهموا إياها بالخيانة والعمالة وعقد صفقة مع "المجلس العسكري"، قائلا : سيتعجب البعض: كيف تؤيدون فلانًا وأنتم تنتقدون مواقفه؟ نقول: سيظل الموقف دائمًا أن كل مَن خالف الحق بيَّنَّا له ونصحناه، وأنكرنا عليه مخالفته عند استحقاقها الإنكار، مراعين فقه الخلاف السائغ وغير السائغ، ومِن هنا قلنا: لم نختر د.عبد المنعم أبو الفتوح على أنه سلفي حتى يحاسبنا البعض عن تصريحاته الحالية أو السابقة أو المستقبلية، نحن اخترناه "بطريقة مؤسسية مبنية على الشورى" على أنه الأنسب للمرحلة، والممكن المتاح دون الإخلال بالمحافظة على المثالي المطلوب المرجو الذي سيظل واضحًا لدينا نسعى إليه، والعمل الدعوي والبنائي والتربوي لا يزال منهجنا في تغيير الواقع. وأضاف برهامي فى مقال له بعنوان " هل تناقضنا باختيار أبو الفتوح" موجها حديثه لمن اتهم الدعوة السلفية بالتباعد عن الفكر " الأيدولوجية " لصالح المصلحة باختيارهم أبو الفتوح بأنهم لا يعرفون طبيعة "المنهج السلفي" في ترتيب الأولويات، وفي الموازنة بين المستطاع والممكن وبين المرجو والمطلوب، وفي قضية مراعاة المصالح والمفاسد بميزان الشريعة، وفي فقه التعامل مع الواقع المخالف للشرع مع المحافظة على الثوابت، وحدود التنازل عما يمكن التنازل عنه بالشرع أيضًا، وعدم إمكانية التنازل عن الولاء للشريعة ونصرتها مهما كانت المعطيات. وتابع برهامي مستنكرا من يهاجمون الدعوة السلفية ويتعجبون من تأييد فلانًا وهو الذي يقول كذا... ويصرِّح بكذا... ؟ نقول: ألم يكن محتملاً عندنا منذ قليل، وعند غيرنا مِن أبناء العمل الإسلامي أن نختار مرشحًا غير إسلامي بالمعني الاصطلاحي إذا لم يوجد غير ذلك؟! وكنا نقول: نبحث عمن لا يعادي المشروع الإسلامي، ويضمن حرية الدعوة، ويمنع الظلم والاستبداد، وبالتأكيد له مواقف مخالفة؛ لأنه ليس محسوبًا على التيار الإسلامي؛ فلتعتبروا اختيارنا مِن نفس منطلق هذه الموازنة، ولكن مع زيادة أن مرشحنا ابن من أبناء الحركة الإسلامية يبدي أكبر قدر من المرونة في قبول النصح والإصلاح، وعامة مواقفه المخالفة ليست صادرة عن عناد أو قبول لما يصادم النصوص، بل عن تأويل أو فهم بعيد تبع فيه مَن تتلمذ عليه من شيوخ سبقوه، هو في النهاية قابل للأخذ والرد، والحوار العلمي ، مشيرا إلى ان السلفية تضع في أعلى الأولويات الثبات على العقيدة والمنهج في مقام الفهم والاعتقاد، ثم في مقام البيان والدعوة، فلا يمكن عندنا أن نداهن على حساب الدين والعقيدة لتحقيق مصلحة سياسية أو مكسب إعلامي مؤقت بأن نقر باطلاً، أو ننكر حقًا دل عليه الكتاب والسنة وإجماع السلف. كما نفى برهامي أن يكون إختيار أبو الفتوح يحمل تنازلا عن مبادئ الدعوة وثوابتها قائلا :لم يكن قرارنا -مثلاً- بالمشاركة السياسية بمعطياتها الحالية متضمنًا لتنازل عن الفكر، بل قبولاً لما يمكن قبوله من العروض، ورفضًا لما يحتمله القبول، وفي ذلك المحافظة تمامًا على الثوابت والمطلقات، وبقاء "المثالي" مطلوبًا مرجوًا محدد المعالم في القلوب والأذهان، وعلى الألسنة في الدعوة والبيان للناس، في حين نأخذ عمليًّا بالممكن المستطاع امتثالاً لقول الله -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن:16) ، ولم يكن هذا تنازلاً عن "الأيديولوجية" لصالح "المصلحة"، ولا تناقضًا مع المواقف السابقة التي لا تزال ثابتة لم تتغير، والتأييد لشخص مرشح معين لم ينلها، بل بالعكس دعمها ببذل النصح والإصلاح، مع التأكيد على بقاء الإنكار على المخالف بالدليل والكتاب والسنة أمس واليوم وغدًا -إن شاء الله-؛ فليس عندنا أن الحاكم -فضلاً عن المرشح- فوق النقد، بل والإنكار عليه، ولسنا بالذين نقدِّس "ولاة الأمور" ونمتنع من بيان مخالفتهم، لم نفعل ذلك في أشد عصور الاستبداد والطغيان؛ فكيف في عهد الحرية؟ وقال القيادي السلفي أن مَن يظن أن قرارنا نابع من حزبية وعصبية وعناد، وإرادة المخالفة لغيرنا؛ فإنا نذكرهم فقط بأن استعدادنا بالأمس لقبول التأييد لمرشح الفصيل الإسلامي المنافس الذي اقتنعنا بشخصيته وكفاءته -والكل يعلم ذلك- رغم ما عرضنا لانتقادات داخلية حادة وعنيفة، بل واحتمال انقسامات - هذا الاستعداد كافٍ لدحض هذه الشبهة ونقدها، فلسنا بالذين نفرِّق ونشق الصف، ولسنا بالذين نقدِّم مصلحة الجماعة الخاصة والولاء لها على مصلحة الأمة. وأضاف: "أما الفريق الذي يتهمنا بالخيانة والعمالة ويسيء الظن رغم التصريح والتوضيح، بل والقسم على أنه لم يكن هناك قط صفقة ولا مؤامرة ولا ضغط، بل ولا حتى تلميح، ولم نكن لنقبل ضغطًا تحملنا أضعافه إبان "النظام السابق"! والكل يعلم أننا -بحمد الله- لم نترك قضايانا الكبرى: كالحكم بما أنزل الله، والولاء والبراء، وباقي قضايا التوحيد، ومجرد التواصل الذي يفعله الكل -إلا ضعيف العقل متشنج المواقف- لا يعني مطلقًا قبول التبعية على حساب الحق، نقول لهؤلاء: إلى الله المشتكى... إنما نشكو بثنا وحزننا إلى الله". لم نختاره سلفيا ليحسب علينا.. وهو من أبناء الحركة الإسلامية يبدي أكبر قدر من المرونة في قبول النصح والإصلاح