تناولت كثير من الصحف الأجنبية اشتباكات العباسية وتأثيره على الحكم العسكري والانتخابات الرئاسية القادمة خاصة في ظل وضع اقتصادي يتردى ويقترب من الانهيار. كتبت صحيفة "الجارديان" البريطانية في هذا الشأن تقول أن حملة الانتخابات الرئاسية تأزمت بموت مالايقل عن 11 متظاهر، تعرضوا للهجوم من قبل بلطجية مسلحين بالبنادق والسكاكين خارج وزارة الدفاع. وتشير الصحيفة إلى أن الاحتجاج بدأه إسلاميون احتجاجا على استبعاد المرشح المحافظ حازم أبو إسماعيل، وانضمت إليهم جماعات أخرى في تظاهرات واسعة ضد حكم العسكر. توفي تسعة من طلقات رصاص، وآخرون تلقوا طلقات نارية في الرأس، واثنان طعنا حتى الموت، وأضافت الصحيفة أن هناك عدد من المرشحين للرئاسة أوقفوا حملاتهم الانتخابية، بما فيهم أبو الفتوح ومحمد مرسي وذلك قبل ثلاثة أسابيع من الجولة الأولى للتصويت. وتقول الصحيفة أن سقوط ضحايا في العباسية زاد الأجواء المحيطة بالانتخابات توترا، خاصة بعد التهديدات المبطنة التي تنسب إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بتأجيلها، حيث يتلقى "العسكري" اتهامات من أطراف مختلفة بأنه يعمل على تقويض نقل السلطة إلى الحكم المدني. وتقول الصحيفة إن الاحتجاجات بدأها أنصار أبو إسماعيل احتجاجا على ابتعاد مرشحهم الرئاسي عن الترشح بسبب جنسية والدته، وشارك أنصار أبو اسماعيل نشطاء شباب وحركة ثوار بلا تيار، ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء الحركة محمد دهبي اتهامه لوزارة الداخلية بتأجيرها للمهاجمين بطلب من الجيش. أما صحيفة "فاينانشيال تايمز" فقالت أن المهاجمين يشتبه في تأييدهم لحكام مصر العسكريين، وترى الصحيفة أن ذلك يظهر المدى التي يمكن أن يصل إليه العنف في الشوارع في الانتخابات الرئاسية المصرية هذا الشهر. ونقلت الصحيفة عن شهود عيان ومتظاهرين أن البلطجية كانوا يرتدون ملابس مدنية ومسلحين بالبنادق، اعتدوا على المتظاهرين الإسلاميين، الذين يخيمون قرب وزارة الدفاع منذ ستة أيام. وتقول الصحيفة أن الاشتباكات الأخيرة أثارت الاتهامات المستترة من الإخوان المسلمين، أن الجيش يثير الفوضى لإحباط العملية الانتقالية. وتشير الصحيفة إلى أن الكثير من المصريين يعتقدون أن الجنرالات تسعى للحصول على نفوذ قوي حتى بعد تولي الرئيس الجديد للسلطة. وننتقل إلى صحيفة "وول ستريت جورنال" حيث نشرت تقرير عن اشتباكات العباسية بعنوان "بلطجية القاهرة يقتلون المتظاهرين" تقول الصحيفة أن العنف بين المتظاهرين المناهضين للعسكر وبين المهاجمين المجهولين خلفت 11 قتيلا على الأقل، ونتج عن ذلك كما ترى الصحيفة، التوتر بين القيادة العسكرية في مصر والمدنيون السياسيون، قبل ثلاثة أسابيع فقط من الانتخابات الرئاسية. ونقلت الصحيفة عن مسئولين في المستشفيات أن العديد من المحتجين ماتوا من أعيرة نارية وضربة سكين، وآخرون تعرضوا للضرب بالهراوات والحجارة. ورصدت صحيفة "وول ستريت جورنال" ردود الأفعال على ما حدث، ذكرت فيه أن الأحزاب السياسية ومرشحي الرئاسة أجمعوا على إدانة الهجمات وعلق أبرز المرشحين للرئاسة حملاتهم الانتخابية، وشنت جماعة الإخوان المسلمين على جنرالات المجلس العسكري الذي يشرف على الانتقال السياسي في مصر. وترسم الصحيفة صورة سياسية اقتصادية لوضع مصر الحالي، فالثقة بين الحكومة التي عينها العسكر والقوى السياسية المدنية تراجعت، والمفاوضات المتعلقة بقرض صندوق النقد الدولي 3.2 مليار دولار تأجلت والذي يعتبر أهم الروافد المالية لاقتصاد مصر المريض. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن العديد من المتظاهرين اعتقادهم بأن العنف حدث برعاية العسكر يوم الأربعاء الماضي كذريعة لإعلان عدم الاستقرار السياسي لتمديد حكمهم الانتقالي، ويضيف المتظاهرون أن ذلك يستحيل تحقيقه، وتحدثوا عن انعدام الثقة بين الشعب والجنرالات الحاكمين. وحول الأزمة المالية التي تعاني منها مصر ذكرت الصحيفة أن هناك حاجة حقيقية إلى الحصول على قرض في غضون الأشهر القليلة القادمة لتفادي كارثة مالية وانخفاض قيمة الجنيه المصري، واحتياطي مصر من العملة الصعبة آخذ في النفاد. وتبرز الصحيفة تناقض موقف مصر حيال القرض فالحكومة المصرية قالت أنها تأمل في الحصول على الموافقة النهائية على برنامج صندوق النقد الدولي بحلو منتصف مايو، وذلك قبل الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية التي تبدأ يوم 23، ولكن الحكومة التي تكافح للحصول على دعم الأحزاب لها في خطة الإصلاح الاقتصادي، تواجه انتقادات من عدة برلمانيين لشدة غموضها. يقول مسعود أحمد مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة الشرق الأوسط ووسط آسيا، أن خطة الحكومة المصرية تحتاج إلى معالجة الاختلالات المالية والاقتصادية، وتوليد ثقة المستثمرين والتعامل مع القضايا الاجتماعية، فضلا عن تلقي الدعم من البرلمان المصري، والقيادة المصرية. ويؤكد أحمد للصحيفة أنه "بمجرد وجود برنامح يعالج كل هذه القضايا سنكن على استعداد لتقديم القرض" وذكر قادة الإخوان أكثر من مرة أنهم لن يوقعوا على قرض الصندوق في ظل الحكومة الحالية، والتي يعتبرونها غير كفؤة وغير جديرة بإدراة الأموار وإطلاق برنامج للإصلاح الاقتصادي. وفي الأسبوع الماضي، صوت ستة أعضاء في مجلس الشعب من أصل 365 عضو لصالح خطة الحكومة الاقتصادية، وعلقت جماعة الإخوان نشاط البرلمان حتى يوافق العسكر على تعديل وزاري في الحكومة المعينة من قبل القادة العسكريين. وتشير الصحيفة إلى أن التأخير المتكرر في مفاوضات كتابة الدستور تهدد بمد حالة عدم الاستقرار السياسي في مصر من جهتها تشير صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن ما حدث في العباسية من اشتباكات وأودت بحياة ما لايقل عن 11 من العتصمين، أدى إلى حالة من التشوش، وأوسعت من الهوة بين القادة العسكريين والمتظاهرين "الذين لم يضغطوا من أجل الانتقال السريع للسلطة إلى حكومة مدنية" تشير الصحيفة إلى أن المحتجين على قناعة بأن المعتدين كانوا موظفين من قبل الجيش أو على الأقل مأجورين، ورصدت الصحيفة ردود أفعال الإخوان ومرشحي الرئاسة وانتقلت الصحيفة لأجواء العباسية مرة أخرى، وتشير إلى أن العديد من المتظاهرين أصروا على أن مهاجميهم ينتمون لأحد فروع الأجهزة الأمنية، على الرغم من عدم وجود أدلة دامغة على هذا، ولكن المتظاهرين استدلوا بإطلاق البلطجية للنيران والغاز المسيل للدموع، يقول شريف محمد – 26 عاما – عضو في حركة شباب 6 إبريل "إنه ليس معقولا أن يكون لدى المدنيين غاز مسيل للدموع" فاينانشيال تايمز: كثير من المصريين يعتقدون أن القادة العسكريين يسعون للحصول على نفوذ قوي حتى بعد تولي الرئيس الجديد للسلطة نيويورك تايمز: أحداث العباسية زادت من اتساع الهوة بين العسكر والمتظاهرين وول ستريت جورنال :الأزمة بين الجنزوري والإخوان تمنع الحصول على قرض صندوق النقد وتزيد من حدة الأزمة الاقتصادية