* رئيس تحرير الفجر: سألنا سليمان عن لقاء مبارك وبوش الابن وتقييمه لكوندليزا رايس فأجاب “رجليها حلوة” * حمودة متحدثا عن صاحب ملف “التعذيب بالوكالة”: صوت اللواء بقي بعيداً عن الناس.. وحديثه لم يصل إلا لمن يديرون الدولة * سليمان استدعاني للمرة الأولى في 1996 بسبب خبر اختطاف ليبيا لسفينة مصرية فعرضت الاستقالة و”تحمل أي عقاب” * سليمان يري تأمين الحدود بالاستجابة ل”نزوات القذافي” ومد الغاز لإسرائيل وتهدئة “النظام المتأسلم المتآمر” في السودان * حمودة: كانت هناك فكرة لتشكيل مجلس رئاسي يضم سليمان والمشير ورئيس الحكومة بعد التنحي لكن الاقتراح فشل وصف عادل حمودة، رئيس تحرير جريدة الفجر الأسبوعية، نائب الرئيس المخلوع، مدير المخابرات السابق، اللواء عمر سليمان، المرشح لرئاسة الجمهورية بأنه “رجل هادئ متزن، ومتواضع.. يجيد توصيل الرئاسة بسهولة.. صريح.. يستمع جيداً ولا ينفعل.. يكشف ما يفكر فيه بأسلوب مستقيم، ويدلل عليه بكم مناسب من المعلومات تكفي لإقناعك بما يريد”. وتابع:” ما يثير الدهشة في هذا الرجل هو قوة أعصابه وتماسك ملامحه، فهو يعرف بحكم عمله كل شيء عمن يتحدث إليهم دون أن يشعرهم بذلك، ويقول: أخلاقي لا تسمح لي باستخدام معلومة عرفتها بحكم عملي استخداماً شخصياً، هكذا تربيت مثل أهلي في الصعيد ولن أتنازل عن ذلك مهما تعرضت لهجوم وافتراء”. جاء ذلك في مقدمه لحوار حمودة مع نائب المخلوع، نشرته “الفجر” في عددها الصادر الخميس، على صفحة كاملة نصفها المقدمة بقلم حمودة، والنصف الآخر تحتله صورة ضخمة لعمر سليمان. وأثار ترشح سليمان ردود فعل غاضبة، حيث وافق البرلمان على قانون للعزل السياسي يمنعه من الترشح، فيما طالب نواب وقوى ثورية من مختلف الاتجاهات بالتحقيق مع ومحاكمة في جرائم “التعذيب بالوكالة لصالح المخابرات الأمريكية” و”إفساد الحياة السياسية” و”تصدير الغاز لإسرائيل”، فضلاً عن تقارير من الجهاز المركزي للمحاسبات كشفت عن “هدايا” كان يحصل عليها سليمان من صحف حكومية. وعدد الصحفي صفات سليمان ومنها أن رئيس المخابرات السابق “يسافر للإسكندرية لقضاء عطلات نهاية الأسبوع أحيانا في القطار دون حراسة أو مواكب تسد الطرق وتجهز على ما تبقى من أعصاب المصريين”. وقال حمودة إنه التقى سليمان كثيراً، سارداً تفاصيل “اللقاء الأول” بينه وقت توليه مسئولية رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف عام 1996، بسبب خبر نشرته المجلة عن سفينة مصرية اختفت على يد القذافي وكتب:”وصل غضب القذافي إلى مبارك فطلب عمر سليمان مقابلتي”، وتابع أنه عرض على سليمان تقدم استقالته ونشرها في الصحف و”تحمل ما يرونه من عقاب، لكن الرجل قبل بتسوية مهنية للخبر، محطماً في ثوانٍ الصورة المرعبة لمدير المخابرات التي استقرت في أذهاننا منذ عصر صلاح نصر”. وتابع الصحفي متحدثاً عن دور سليمان في نجاة مبارك من الاغتيال في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وظهور أسمه على الساحة “بعد أن وضعت وكالة المخابرات الأمريكية أنفها في القضية الفلسطينية، فيما عرف بتفاهمات جورج تنت، حيث أصبحت السياسة الخارجية في يد مديري المخابرات في المنطقة وأصبح وزراء الخارجية مجرد متحدثين صحفيين يلخصون ما انتهت إليه الاجتماعات ويصرحون بما هو مسموح”. وأضاف الصحفي أن سليمان رغم ظهور اسمه للإعلام “بقي صوته بعيداً لا يصل لغالبية الناس، وظل كلامه غير واصل إلا لمن يعملون في مطابخ السياسية ويديرون مصالح الدولة ويواجهون خصوم الأمة” على حد وصفه. وكان مئات الآلاف قد ردوا على تعيين سليمان نائباً لمبارك خلال الثورة برفع الأحذية في ميدان التحرير ومطالبين بسقوط النظام كله. واستطرد حمودة متحدثاً عن “لقاءات كثيرة” جمعته مع عمر سليمان، منها لقاءات في فندق بمدينة 6 أكتوبر، ومؤتمرات دولية جرت في القاهرة، وأخرى في فندق موفينبيك بشرم الشيخ “بهدف ترميم شروخ في العلاقات مع دول مؤثرة في المنطقة، خاصة ليبيا والسعودية والأردن سببها نشر صور وأخبار عن حكامها”. وأوضح الصحفي أن “اللقاء الأخير معه كان في قصر الرئاسة بعد أن أصبح نائباً للرئيس عقب الثورة، وساعتها وضع أمامنا خيارين لا ثالث لهام، إما الاستسلام لحالة الفوضى المتنامية، أو القبول بانقلاب عسكري”. وأفاض حمودة:”لا أحد يصدق أن عمر سليمان يتمتع بخفة ظل مفاجئة.. سألناه بعد أول لقاء بين مبارك وجورج بوش الابن وعن رأيه في كوندليزا رايس، وزير الخارجية الأمريكية السمراء فقال بهدوئه المعتاد (رجليها حلوة)”. وتابع الصحفي مؤمناً على حديث مدير المخابرات:”بالفعل كانت رايس تتعمد ارتداء ثياب قصيرة، وأحذية متميزة لشد الأنظار إليها بعيداً عن الوجه الذي خاصمته الجاذبية”. وحول موقف سليمان من التوريث قال حمودة:”المؤكد أن عمر سليمان كان ضد مشروع التوريث، كما لعب دوراً مؤثراً في إقناع مبارك في التخلي عن السلطة، وجرى الاتفاق على مجلس رئاسي يضم نائب الرئيس ورئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس الحكومة، و شخصيات أخرى لإدارة شئون البلاد”، ولم يذكر الصحفي أسماء تلك الشخصيات، وكان الفريق أحمد شفيق رئيساً للوزراء في ذلك الوقت. وعن هذا الاتفاق قال حمودة:”سرعان ما تبخرت الفكرة، وعاد سليمان إلى بيته مختفياً عن الأنظار”. وقال الصحفي إن نائب المخلوع شرح لهم وجهة نظره في تأمين حدود “مصر دون توتر أو صدام” على حد تعبير حمودة، وحسب الصحفي فإن سليمان يرى أن هذا التأمين يأتي كالتالي:”الحدود الغربية مع ليبيا تؤمن بسيطرة شخصية على حاكم مغامر ومتهور وغريب الأطوار ومصاب بجنون العظمة، ولابد من التعامل معه على قدر عقله وربما تدليله والاستجابة لنزواته غير المحسوبة” أما عن الحدود الشرقية مع إسرائيل فنائب المخلوع يرى أن تأمين تلك الحدود يتطلب “خلق مصلحة للدولة العبرية في بقائها ساكنة ملتزمة من خلال مشروعات إستراتيجية تحافظ عليها، مثل مد خط الغاز لتوليد الكهرباء، وقبل ذلك مشروع مصفاة ميدور لتكرير البترول في سيدي كرير”، وعن الحدود الجنوبية مع السودان نقل الصحفي عن سليمان قوله إن تأمين تلك الحدود “من خلال تهدئة النظام العسكري المتأسلم والمتآمر هناك”. ويواجه سليمان موجة عاتية من الرفض الشعبي بسبب دوره في نظامن المخلوع إلا أنه فاجئ الصحافة اليوم بموجة من الحوارات الصحفية والتي رأى بعض المحللين إنها محاولة لتمريره وتخفيف حدة الهجوم عليه .