توقع تقرير للمكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي أن تبلغ نسبة تعداد اليهود الأرثوذكس”الحريديم” والمواطنين العرب 50%من مجمل عدد السكان في إسرائيل بحلول عام 2059. ونشرت الصحف الإسرائيلية التقرير تحت عنوان “الحريديم والعرب سيفوقون عدد السكان العلمانيين بعد 47 عاما”, وجاء فيه أنه من المتوقع أن يكون النمو السكاني في إسرائيل في عام 2059 قد بلغ 15.6مليون نسمة، سيكون نصف هذا العدد من الحريديم “اليهود المتعصبين”. وأضاف التقرير أنه من المتوقع أن يبلغ عدد ساكني إسرائيل من غير الحريديم عام 2019 إلى 5.84 مليون، مقارنة ب5.27مليون في عام 2009، ومن المتوقع أن يصل غير الحريديم إلى 6.09 مليون نسمة وهو ما يعكس تفوق نسبة نمو الحريديم الذين يحرمون إتباع طرق تحديد النسل، على غيرهم من العلمانيين. الزيادة في نسبة الحريديم لا تأتي فقط من خلال النمو الطبيعي، ولكن من ازدياد عدد الإسرائيليين الذين ينضمون إلى الحريدية، والذي يرجعها البعض إلى المميزات التي تتمتع بها هذه الطائفة، مثل عدم أداء الخدمة العسكرية، والمخصصات المالية لمدارسهم ومعابدهم، وإعفاء بعض الحالات منهم دفع الضرائب. التقرير أشار أيضاً إلى النمو المتوقع للمواطنين العرب في إسرائيل والذي قدر في 2009 ب1.54 مليون نسمة، والمتوقع أن يصل في 2019 إلى 1.96 مليون نسمة وأن يصل عام2059 إلى 4.54 مليون نسمة بزيادة تقدر نسبتها ب196% عن عدد المواطنين العرب في إسرائيل حالياً. يذكر أن هناك تخوف لدى العلمانيين الإسرائيليين من تزايد عدد الحريديم، والذين يفرضون أشكال متزمتة على الحياة اليومية، والتي ليس لها تأثير فقط على المتدينين اليهود، ولكنها في غالب الأوقات تؤثر على الإسرائيلي العادي، بخلاف تزايد نفوذهم الاجتماعي، حيث تبلغ نسبة المدارس الدينية من مجمل المدارس في إسرائيل حوالي 39% بحسب اوري اوفنيري، الناشط الداعم لحل الدولتين بالنسبة للصراع العربي الإسرائيلي، والذي يعتبر من أشد المعارضين لنفوذ الأرثوذكس اليهود الذي وصل لملعب السياسية منذ التسعينات عن طريق الأحزاب الدينية كحزب شاس، وإرهاقهم للخزانة الإسرائيلية بالمخصصات التي تصرف لهم، بخلاف أن كل حكومة إسرائيلية جديدة تحاول استرضاء هذه الأحزاب، لما يمثلوه أعضاء هذه الأحزاب في الكنيست من كتله حرجة، تحسم مسألة الغالبية المطلوبة لتشكيل الحكومة. جدير بالذكر أن التقرير يدخل في إحصاءاته عدد البشر المتوقع هجرتهم إلى إسرائيل حتى 2059، والذي من ضمنهم أفراد غير يهودي الديانة، ودون الإقرار بحق العودة للفلسطينيين الذين هجروا من أراضيهم قبل وبعد 1948.