دعا البلتاجي عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) في ساعة مبكرة من فجر اليوم الاثنين إلى لم شمل القوى الوطنية الثورية وجماعة الإخوان بعد ما ألم به من جراح، واعتراف جماعة الإخوان المسلمين بأخطائها التي ساهمت في تباعد تلك القوى- حسب تعبيره ليس غرورا ان نقول ان موقف البلتاجى هذا والمعبر عن اعترافه بإرتكاب الأخطاء التى كرست الفرقة والإنقسام فى الشارع المصرى ، موقف لم نكن نتوقعه منذ اللحظة الأولى التى تخلت فيها جماعة الأخوان المسلمين والجماعات السلفية المتمثلة فى حزب النور وحزب الفضيلة عن الثورة وأصحابها الحقيقيين ، بل كنا ومازلنا نتوقع أكثر من مجرد الإعتراف بالخطأ ..نتوقع إعلان الندم عما أرتكبته الجماعات الاسلامية جميعها بلا استثناء بحق الشارع المصرى الذى انتخبهم ورفعهم الى القمة فداسوا عليه بأحذيتهم ، وأنحنوا رضوخا واستسلاما لمجلس الإجرام العسكرى . والرد الوحيد الذى يليق بحضرة النائب وجماعته الذى يجب ان يسمعه من كل القوى الثورية والسياسية التى يناشدها فى بيانه داعيا إياها بلم الشمل والتوحد هو : كان على عينى يا حبيبى . كان على عينى رفض طلبك ..فأنتم من ترك الميدان وهرول وراء عمر سليمان تعقدون معه الصفقات الخفية المشبوهة التى تؤمن لكم الوصول للسلطة ، وفصلتوا أنفسكم عن الشارع من أجل كراسى السلطة . كان على عينى رفض طلبك وانتم من اخترتم التفرغ للانتخابات فى الوقت الذى كان يقتل فيه شبابنا واولادنا فى ماسبيرو وشارع محمد محمود بالرصاص الحى والغازات الكيماوية ، ويسحل فيه بناتنا وتعرى امام مجلس الوزراء ، وليتكم التزمتم الصمت فقط ، بل واتهمتم شبابنا الابطال الثوار اصحاب الفضل فيما وصلتم اليه بأنهم خونة وعملاء واصحاب اجندات خارجية . كان على عينى رفض طلبك ومازال الثوار بالآلآف فى السجون الحربية والمعتقلات يحاكمون محاكمات عسكرية وانتم كل ما كان يشغل بالكم هو تبرئة خيرت الشاطر واخوانه من التهم والقضايا التى اتهموا فيها زمن النظام البائد . كان على عينى وانتم الذين تبرأتم من ست البنات واعتبرتوها عميلة ترتدى عباية بكباسين تسعى لتدنيس شرف المجلس العسكرى والجيش المصرى العظيم ، ولكن الله فضح نواياكم الخبيثة ونفاقكم الكاذب . كان على عينى دم الضحايا فى استاد بورسعيد الذى لم يجف بعد وانتم من تاجرتم به واتخذتموه ذريعة لإنتزاع السلطة التنفيذية ( الحكومة ) الى جانب سلطتكم التشريعية ، وفشلتم فى سحب الثقة من الحكومة رغم انكم تعلمون ان المسؤول الأول عن الجريمة هو المجلس العسكرى ( ورغم ذلك تركتم الحمار ومسكتم فى البردعة ) ونصبتم مجلس تأديب لزياد العليمى الذى نطق بكلمة حق لم تخرج من أفواهكم . كان على عينى يامن غركم نجاحكم فى الإنتخابات وحصولكم على نسبة الاغلبية فى البرلمان وتعاليتم على من انتخبكم واعتقدتم ان هذا النجاح سيف تقطعون به الرقاب ومبررا للإستئثار بالسلطة البرلمانية ( شعب وشورى ) وباللجنة التأسيسية لوضع الدستور وبالحكومة ، ثم بالرئاسة . كان على عينى لو اعتقدتم ولو للحظة اننا أغبياء لانفهم مغزى دعوتكم المشبوهة بلم الشمل واعترافكم الخبيث بالخطأ من أجل حث الشارع على الخروج لتأييدكم فى مواجهة مع المجلس العسكرى ومن ثم الانقلاب على الشارع المصرى مرة آخرى من أجل مصالحكم انتم لا مصلحة مصر وأهلها ، لقد خبرنا تكتيكم ونفاقكم ، اذهبوا وحدكم بأغلبيتكم التى تتفاخرون بها وتتباهون بطولها وعرضها ..وجاء دورنا لنقف متفرجون . لقد أثبتت الأيام انكم وشركاءكم من السلفيين والعسكريين ..جميكم لا تستحقون شرف الصعود للسلطة فى مصر ، فمن يعتلى حكم مصر لا يتآمر على ثوارها ويعقد الصفقات فى الخفاء مع لصوصها ومخربيها ومفسديها ، من يرفع راية الاسلام لايكذب ولا ينافق ولا يسعى باسم الدين لتكريس مصالحه الذاتية ، من يدعى حب مصر وشعبها لا يصمت امام جرائم قتل وتعذيب وتجويع وتعرية بنات بلده امام العالم مهما كان الثمن ثم يدعى الشرف والأمانة ويرفع شعار الحرية والعدالة . انتزعوا بأغلبيتكم الساحقة التى كنتم ومازلتم تتباهون بها منصب الحكومة والرئاسة ، وفصلوا دستورا على مقاسكم ، واجهوا العسكر حليف الأمس وعدو اليوم ، وانتزعوا من تحت بيادته ما سلبه منكم من كرامة وسيادة ، وأنقذوا أنفسكم من الأفخاخ التى نصبها لكم ، ومن الشباك التى أحاطكم بها ، ولا تنسوا اننا يوما استصرخناكم ونصحناكم بالا تتخلوا يوما عن الثورة ..ولكنكم اخترتم لانفسكم عارا لحق بتاريخ الجماعة ، ومصيرا سيكتب نهايته مبارك وتلامذته بفخر واعتزاز بأنهم هم من استدرجوكم الى ساحتهم وأسقطوا أقنعتكم المزيفة لتظهر وجوهكم القبيحة التى تشتهى السلطة حتى ولو كانت على حساب دماء الابرياء ، ذوقوا مما صنعت أيديكم لعل الله يغفر لكم ما فعلتموه بالثوار ..أما نحن فلن نغفر ولن نسامحكم فى كل قطرة دم نزفت من جسد شهيد ، بل سندعو الله ( اللهم اضرب الظالمين بالظالمين واخرجنا من بين ايديهم سالمين ) . 26- 3 – 2012م