* انقسام في صفوف المعارضة حول البقاء في الميدان وإجراءات الحكومة كتب: أحمد شهاب الدين: نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً عن وضع المعارضة في روسيا، أشارت فيه إلى أن السلطات الروسية أفرجت عن المتظاهرين الذين اعتقلتهم يوم الإثنين، ويواجه البعض غرامات، والآخرون عقوبات بالسجن ولكن الجميع يتساءل في روسيا عن التكتيكات التي سوف تدعم احتجاجاتهم بشكل أفضل. تقول الصحيفة أن الاعتقالات، ولأول مرة في هذا العام، ألقت الضوء على الفلسفات المختلفة للحركات الروسية المعارضة والمتنوعة، وتضيف الصحيفة أن الليبراليين والاشتراكيين والقوميين والسياسيين السابقين، حشدوا للمطالبة بانتخابات عادلة و حكومة أمينة، منذ انتخابات 4 ديسمبر البرلمانية، وانطلقت الشكاوى بتزوير الانتخابات، ويتفق الجميع على أن أمامهم أشهر شاقة وطويلة من العمل في محاولة لتطوير القيادات والمنظمات السياسية مع استمرار الحماس. ولكن بعد يومين من الانتخابات الرئاسية التي حصل فيها بوتين أكثر من 63 في المائة من الأصوات، وتضيف الصحيفة أن المعارضة المستجدة مكرهة على أن تحدد إستراتيجية طويلة الأجل، وقد انقسم أعضاء المعارضة حول سؤال أساسي: هل يلتزمون بالحدود التي وضعتها السلطة، أم يتخطونها ويتجاوزونها؟ وتستشهد الصحيفة على هذا الانقسام بما حدث ليلة الاثنين حيث تظاهر أكثر من 15000 متظاهر أو أكثر اتبعوا القواعد، وتركوا ساحة بوشكين قبل التاسعة مساء، وهي المدة التي حددتها لهم الشرطة للتظاهر، والتزم هؤلاء المتظاهرون بما حدد لهم بشكل صارم منذ أوائل ديسمبر، يقول المحتجون أنهم لا يريدون تخويف الناس من التظاهرات الجديدة على مجتمعهم. وتقول الصحيفة أن مجموعة صغير ظلت في ميدان بوشكين ورأت أن ذلك من حقها، وبحلول الساعة العاشرة مساء أخرجتهم قوات مكافحة الشغب من الميدان، بالغاز والدروع والهراوات. وكان على رأس تلك المجموعات التي فضلت البقاء في الميدان المعارض سيرجي أودالتسوف – 35 سنة – رئيس جبهة اليسار الاشتراكي، يقول أودالتسوف ” لن أترك الميدان حتى يغادر بوتين” وتصف الصحيفة المشهد بأن المسيرة انتهت، ووقف أودالتسوف قرب النافورة في الساحة، وانضم إليهم اليكسي نافانلي – 35 عاما مدون ضد الفساد وملهم العديد من المتظاهرين – ، وإيليا ياشين – 28 عاما – ناشط في “الاستيراتيجية 31′′ وهي المجموعة التي شرحت حرية التجمع كحق كفله الدستور الروسي، تقول الصحيفة أن بضع المئات من أنصارهم طوقتهم الشرطة واعتقلتهم – وكما جاء في تصريحات الشرطة – نحو 250 شخص. ونقلت ” واشنطن بوست ” تغريدات المعارضين على الإنترنت الذين ناقشوا فيها عن حكمة البقاء في الميدان بعد الوقت المحدد لهم، جاء في تغريدة لسيرجي ميتروخين زعيم حزب يابلوكو ” استفزازات مثل هذه سوف تقلل عدد الناس الذين خرجوا للاحتجاج، مافعله أودالتسوف ورفاقه عبثت به أيدي الشرطة”. وانتقدت يفجينيا تشيريكوفا رئيس حركة البيئة السلطات لاعتقالاتها ولكنها تساءلت حول البقاء في الميدان وأنه لم يكن قرارا مشتركا. وجاء في تغريدتها “لا عقلانية التشتيت أمس تفوقت على لاعقلانية الجلوس في النافورة بالطقس البارد” ودافع إيليا بونوماريوف العضو النشط في البرلمان وفي الحركات الاحتجاجية عن قرار البقاء في الميدان وقال في لقاء معه نقلته “واشنطن بوست” أنه من حقهم أن يفعلوا ذلك تماما. وتقول الصحيفة أن شرطة مكافحة الشغب اقتربت من بونوماريوف عضو البرلمان والذي تحول مؤخرا من الاتجاه الشيوعي إلى الديمقراطية الاشتراكية، وأعلن أن نائب مجلس الدوما لديه الحق في الوقوف في ميدان بوشكين والتحدث مع ناخبيه، ولكن الشرطة لم تسمعه ولم تعتقله، يقول النائب ” القانون يقف إلى جانبنا، والاعتقالات التي حدثت هي انتهاك للقانون”،ويكمل ” إذا كانوايريدون عذرا ليضيقوا الخناق فسيجدوا ذلك “. ودافع الملياردير الروسي والمرشح للرئاسة ميخائيل بروخوروف عن الذين بقوا في الميدان رغم مغادرته له، وانتقد اعتقال الشرطة لهم فهم ببساطة يقفون في الميدان بلا لافتات أو شعارات. وتقول الصحيفة أن نافالني وأودالتسوف واجهوا اتهامات بانتهاك تصريح المظاهرة، وعقوبات بالغرامة نحو 70 دولار، واتهم ياشين بعصيان أوامر الشرطة وحصل على 15 يوم سجن، ويدرس المدعون الجنائيون تهما أخرى ضد بعض المعتقلين تصل إلى الدعوة لعصيان شامل، والذي تصل عقوبته لسنتين. وشهدت التغريدات معركة أخرى بين السفير الأمريكي ووزرير الخارجية الروسية حول ماقامت به السلطات من اعتقال للمتظاهرين، في تغريدة السفير الأمريكي مايكل ماكفول في تغريدته “من المزعج أن تشاهد اعتقال المتظاهرين السلميين في ميدان بوشكين” بينما كان رد الخارجية الروسية في تغريداتها ” الشرطة في ميدان بوشكين كانت أكثر إنسانية من الشرطة الأمريكية التي فرقت متظاهري احتلوا وول ستريت”. وتشير الصحيفة إلى أن الاعتقال تجاوز ميدان بوشكين كما ذكرت وكالات الأنباء أن هناك عشرة أو أكثر تم القبض عليهم في ميدان بوشكين بتهمة التحضير لتجمع معارض واعتقلت آخرين في شارع سانت بطرسبرج وفي ميدان القديس إسحاق. وتشير ” واشنطن بوست ” إلى أن منظمي المظاهرات يريدونها قانونية لأنها لو أصبحت غير قانونية أو شرعية فإن العديد من الطبقة المتوسطة سيتعرضون لمخاطر وأن المظاهرات بلاحشد تفقد من الحماس للتغيير، وتخفف من الضغوطات على الحكومة. ونقلت “واشنطن بوست” عن جينادي جودكوف عضو البرلمان وأحد منظمي المسيرات، رأيه في أن عرقلة السلطة للمسيرات قد يدفع إلى أخرى وبدون تصريح، وأضاف ” السلطات تعرض القسوة عندما كان ينبغي عليها أن تظهر الحكمة”.