في تطورات متلاحقة، تأزمت الأوضاع داخل أرمينيا بسبب المواجهة بين رئيس الوزراء الحالي سيرج سركيسيان، والمعارضة بزعامة النائب البرلماني نيكول باشينيان، الذي اعتقلته الشرطة مؤخرا، حيث تطالب المعارضة بإقالة رئيس الوزراء وتوجه له تهم الفساد والمسؤولية عن تدهور الوضع الاقتصادي. وعلى مدار العشرة أيام الماضية، خرج عشرات الآلاف في تظاهرات احتجاجية، بالعاصمة الأرمينية "يريفان" بزعامة المعارض نيكول باشينيان؛ للمطالبة بإقالة رئيس الوزراء الحالي سيرج سركيسيان، وانتخاب رئيس وزراء جديد يمثل الشعب، وتشكيل حكومة مؤقتة، وتحديد موعد لإجراء الانتخابات البرلمانية القادمة. من جهته، دعا الرئيس الأرميني الجديد أرمين ساركيسيان، الذي أدى اليمين الأسبوع الماضي، جميع الأطراف إلى التوقف والتفكير في التداعيات التي قد تنجم عن هذه المواجهة، وقال: أعبر عن قلقي الشديد إزاء الوضع الحالي في جمهورية أرمينيا، لقد بلغت أجواء التعصب ذروتها. وكانت تعديلات دستورية جرت في الآونة الأخيرة، أفضت إلى تقليص الصلاحيات الدستورية لرئيس الجمهورية مقابل توسيع صلاحيات رئيس الوزراء وتحويل نظام الحكم من رئاسي إلى برلماني، وفي الوقت ذاته، ينتخب الرئيس ورئيس الوزراء من قبل أعضاء البرلمان. ورغم الاحتجاجات المستمرة صوت أعضاء البرلمان الأرميني لصالح المرشح الوحيد سيرج ساركسيان، بعدد 77 صوتا من أصل 105، وصادق الرئيس الجديد على تعيينه رئيسًا للحكومة يوم الثلاثاء الماضي. وأكد الرئيس الأرميني الجديد أن المواجهة المفتوحة لن يكون فيها فائزون وخاسرون، بل سيكون الجميع والبلاد خاسرين في هذه المواجهة، معلنا استعداده للقاء زعيم المعارضة، نائب البرلمان نيكول باشينيان، من أجل تخفيف التوتر الراهن عبر الحوار بين القوى السياسية المختلفة. وتوجه الرئيس الأرميني، مساء السبت، إلى ساحة الجمهورية في وسط العاصمة "يريفان" للقاء زعيم المعارضة نيكول باشينيان، في اليوم التاسع من الحركة الاحتجاجية المناهضة للحكومة، وتبادلا حديثًا استمر لنحو عشر دقائق. وبعد لقائه المقتضب مع الرئيس، قال نيكول باشينيان، أمام المتظاهرين أنه قبل بالتفاوض مع السلطات ولقاء سيرج ساركيسيان، لكنه شدد على وجوب أن تنحصر المفاوضات في رحيله عن السلطة، وعلى أن تجرى المفاوضات في منطقة محايدة مثل فندق "ماريوت" غير البعيد من ساحة الجمهورية التي تتمركز فيها المظاهرات. والتقى سيرج سركيسيان، ونيكولا باشينيان، اليوم الأحد، لعقد المفاوضات التي نقلت في بث تليفزيوني من فندق ماريوت لكن سركيسيان، غادر الاجتماع بعد بدئه بثلاث دقائق فقط، مدينًا محاولة ابتزاز المعارضة له، بعد ما قال له نيكول "جئت لأناقش مسألة استقالتك" . وصرح سركيسيان، قبل انسحابه من الاجتماع "هذا ليس حوارا بل ابتزاز" وأضاف "لا يمكنني إلا أن انصحك بالعودة في إطار قانوني وإلا ستتحمل مسؤولية ما يمكن أن يحدث" ليرد عليه نيكول "أنتم لا تدركون الوضع في أرمينيا، السلطة الآن بين أيدي الشعب". واعتقلت الشرطة الأرمينية نيكول، عقب الاجتماع، واستخدمت قنابل الضوء الخاصة لتفريق المتظاهرين ووقف تحركهم في شوارع المدينة.