قتل 11 شخصا الأحد في مدن سورية عدة بينهم سبعة مدنيين سقطوا في قصف للجيش السوري على مدينة الرستن (ريف حمص) بعدما بسط سيطرته على حي بابا عمرو في حمص الذي لا يزال ينتظر دخول المساعدات الإنسانية التابعة للجنة الدولية للصليب الأحمر. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن “7 أشخاص قتلوا في قذيفة سقطت على منزل في الرستن” موضحا أن بين الضحايا “ستة من أسرة واحدة بينهم سيدة وأربعة أطفال”. وتعرضت المواقع التي تتمركز فيها مجموعات المنشقين في الناحية الشمالية من مدينة الرستن لقصف عنيف منذ ساعات الفجر الأولى، بحسب المرصد. ويتوقع كثير من الناشطين أن تكثف قوات الجيش النظامي هجومها على الرستن وعلى بلدة القصير التي يسيطر المنشقون على جزء كبير منها وخصوصا بعدما سيطر الجيش على حي بابا عمرو في مدينة حمص الخميس. وأوضح مدير المرصد أن “هاتين المدينتين مركز للمنشقين في وسط البلاد حيث من المتوقع أن تكونا مسرح المرحلة القادمة من عملية استهداف النظام للمنشقين”. وأشار عبد الرحمن إلى أن “أحد الضباط المنشقين أعلن في الخامس من فبراير أن الرستن مدينة محررة”. وفي هذه المنطقة أيضا، ذكر المرصد أن قريتي جوسية والنزارية “تعرضتا لسقوط قذائف عدة من قبل القوات السورية التي تمركزت بالمنطقة وبدأت حملة مداهمات بحثا عن عناصر منشقة”. وأضاف “كما تعرضت قريتا الصالحية والنهرية لإطلاق نار من رشاشات ثقيلة” لافتا إلى عدم سقوط ضحايا “حتى اللحظة”. وتابع المرصد في بيان أن شابا قتل في بلدة الجلمة (ريف حماة) برصاص الأمن الذي نفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة حيالين، كما استشهد شخص في دير الزور (شرق) وأصيب نجله بجروح إثر إطلاق الرصاص على سيارتهما. وفي ريف إدلب (شمال غرب)، ذكر المرصد: “دارت اشتباكات فجر اليوم الأحد في بلدة كفرنبل بجبل الزاوية بين الجيش النظامي السوري ومجموعات منشقة هاجمت احد الحواجز في البلدة تبعه إطلاق نار من رشاسات متوسطة وثقيلة”. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مدني وجندي من الجيش النظامي وإصابة عناصر من المجموعات المنشقة، بحسب المرصد. ويأتي ذلك بالتزامن مع بدء اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع المساعدات الإنسانية على قرية نزح إليها بعض سكان حي بابا عمرو في حمص. وأفاد المتحدث باسم اللجنة صالح دباكة إن “اللجنة بدأت اليوم توزيع المساعدات في قرية ابل الواقعة على بعد ثلاثة كيلومترات من حي بابا عمرو والتي نزح اليها عدد كبير من سكان هذا الحي”. وتضمنت هذه المساعدات المواد الغذائية وأدوات النظافة والأغطية. وتوقع المتحدث أن “تمتد عمليات توزيع المساعدات إلى حي الإنشاءات” المجاور لبابا عمرو” مشيرا إلى أن “المناقشات لا تزال جارية لدخول بابا عمرو”. ولا يزال فريقا اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الهلال الأحمر السورية ينتظران منذ الجمعة الحصول على إذن للدخول إلى حي بابا عمرو في حمص الذي سيطر عليه الجيش السوري لتقديم المعونات الإنسانية. وكان رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر جاكوب كيلنبرجر ندد بعدم تمكين قافلة اللجنة من دخول حي بابا عمرو في حمص الجمعة، رغم الوعود التي قدمتها السلطات السورية بهذا الصدد. في هذه الأثناء، تستمر الحملة العسكرية في ريف درعا (جنوب)، حيث انتشرت القوات العسكرية في بلدة المليحة الغربية وأطلقت الرصاص من الرشاشات الثقيلة خلال اشتباكات مع منشقين، بحسب ما ذكر عبد الرحمن. وأشار عبد الرحمن إلى انقطاع الاتصالات واعتقال عشرات الاشخاص في هذه البلدة التي تقع شمال درعا. وأضاف الناشط الحقوقي أنه تم خطف أحد الضباط في أجهزة المخابرات كما توفي مواطن من بلدة انخل متاثرا بجروح أصيب بها الجمعة إثر إطلاق الرصاص عليه خلال كمين نصبته له قوات الأمن السورية. كما أطلقت قوات حفظ النظام قنابل مسيلة للدموع لتفريق أكثر من 1000 طالب كانوا يتظاهرون في كلية الزراعة بجامعة حلب (شمال). وفي دمشق، تجمع سوريون موالون للنظام أمام السفارة الروسية الأحد شاكرين لموسكو دعمها للرئيس بشار الاسد وداعين الروس إلى التصويت في الانتخابات الرئاسية التي تجري اليوم في روسيا لمصلحة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. ونددت صحف سورية الأحد بالدعوات إلى تمويل المعارضة معتبرة أن الانقسام داخل المعارضة مرده الصراع على “إدارة المال المنتظر”.