رغم اختلاف المناطق والمراكز بمحافظة الجيزة، إلا أن مشكلة مياه الصرف الصحي، التي تحملها عربات "الكسح" من المنازل بمركز العياط والبدرشين والحوامدية ومنيل شيحة، وتلقي بها في الترع والمصارف الزراعية، تتسبب في معاناة مشتركة ومتشابه لدى الأهالي. والمشكلة أكبر لدى الفلاحين، أصحاب الأراضي، المجاورة للمناطق التي اتخذها سائقو عربات "الكسح" مصرفًا لهم للتخلص من الحُمولات، التي تتسب في تلوث مياه الزراعة والشرب، وينتج عن الاختلاط إصابة الأرض والمزروعات النباتية بالأمراض، ما يتسبب في تفشي الأمراض لدى الأهالي، ورغم ذلك، يتحرك المسؤولون على استحياء لحل المشكلة. وفي العياط، يعاني الأهالي من مشكلة انتشار عربات "الكسح"، التي تعمل بشكل عشوائي ولا تخضع لأي جهات رقابية، حيث تسحب مياه المجاري من خزانات البيوت والمنازل وإلقائها في وسط الطريق السريع، أو في الترع والمصارف، بما تحويه من ملوثات كثيرة. وقال محمد طه، أحد الأهالي، ل"البديل"، إنه لا يمر أسبوع، حتى يشاهدون صورا على "الفيس بوك" لبعض العربات المحملة بالصرف الصحي، أثناء تفريغها في المصرف الزراعية ومصرف المدينة، القريب من محطة المياه التي تغذي مياه الشرب للمدينة والقرى المحيطة.
وأوضح آخر، أنه رغم الشكاوى التي تُقدم لرئيس مجلس المدينة، إلا أنه يتجاهل المخالفات التي ترتكبها عربات الصرف الصحي، أثناء تفريع الحمولات بالترع المخصصة للزراعة، أو التفريغ بجانب إحدى الطرق الرئيسية على مرأى من الأهالي، الذين عانوا من المشكلة، وأدت لحدوث مشاجرات عديدة بين مع أصحاب العربات. أما في مدينة البدرشين، دائمًا يشتكي أهالي قرية أبو رجوان القبلي، والبحري، والمرازيق، والطرفاية، وميت رهينة، والعزيزية، والشنباب، من غياب الرقابة والردع من قبل المسؤولين بمجلس المدينة، والمجالس المحلية التابعة لها، على الترع والمصارف الزراعية؛ لوقف تفريغ عربات "الكسح" محتوياتها في أماكن غير مخصصة وقريبة من البيوت. وقال أشرف محمد، أحد المزارعين من أهالي الطرفاية: "إحنا تعبنا من كتر الكلام والحديث مع المسؤولين بمجلس المدينة وأصحاب عربات الصرف، بسبب مشكلة رمي الصرف في الترع، وبقلنا سنين بنتكلم ونناشد ونطالب المسؤول عن الري بالمجلس يتحرك يوم ويقعد شهور"، مضيفًا: "حدثت مشاجرات كثيرة، والمحاصيل الزراعية تصاب بأمراض بسبب اختلاط مياه الصرف بالمياه المخصصة للزراعة". وتحدث آخر من قرية أبو رجوان القبلي، قائلا، أن الأهالي أصابها الإحباط بسبب المشكلة التي لم يتحرك المسؤولون لحلها، مضيفا أن عربات "الكسح" تسرب محتوياتها من مياه المجاري أثناء سيرها على الطريق وسط السيارات، وتبعث الروائح الكريهة وتنشر الأمراض، خاصة في الأماكن المجاورة للبيوت والأراضي، ما أدى لارتفاع نسبة حالات الفشل الكلوي. وخلال السير على الطريق السريع، أمام شارع الجيش بقرية تموه أو أمام مصنع المعادن بمنيل شيحة، تظهر عربات "كسح" أثناء تفريغ حمولاتها في الترعة الرئيسية، الموجود على جانبيها الأراضي الزراعية ومشاتل الزهور، ما يؤدي إلى اختلاط مياه المجاري بمياه الزراعة، وينتج عن الأمر كوارث صحية وبيئية لا حصر كبيرة. وأكد أهالي المنطقة، أن الواقعة تتكرر يوميًا دون أي تدخل من الجهاز المحلي للمدينة، أو مساءلة من أي جهة حكومية، وليس بتلك المنطقة فقط، لكن يتم تفريغ مياه المجاري في عدة مناطق متفرقة بالقرى التابعة للمراكز، وفي حالة تعرض المواطنين لهم يتشاجر معهم العاملون على العربات. وطالب الأهالي، في مختلف المراكز، بتدخل المسؤولين بديوان محافظة الجيزة؛ لحمايتهم، كما أبدوا استياءهم من أن مراكز مهمة تتبع محافظة كبيرة، بها ومعالم سياحية تعود لآلاف السنين، لا تزال تعاني إهمالا شديدا ومشكلات قابلة للحل في وقت سريع، لكن الإهمال والتجاهل يسيطران على الأمر.