أصبح الجبن من المواد الغذائية التي تهدد الصحة، على الرغم من أهميته الغذائية، والتي يوصى بها خصيصًا للأطفال وكبار السن، لما فيه من الكالسيوم الهام جدًّا لبناء العظام, كما أنه قليل السعرات الحرارية، فلا يتسبب في زيادة الوزن والسمنة, ولكن كثرت بعض التحذيرات بشأن الأخطار الموجودة في بعض أنواع الجبن، بعد التوجه إلى استخدام الزيوت النباتية بدلاً من دهن اللبن في صناعة منتجات الألبان على نطاق واسع، وذلك بعد تزايد الفجوة في إنتاج الألبان وارتفاع أسعارها، خاصة وأن إنتاج كيلو جبن واحد بدون إضافة أي زيوت يحتاج إلى أربعة كيلو من اللبن، وهو ما يسبب ارتفاعًا كبيرًا فى سعر الأجبان. يؤدي الجبن النباتي إلى الإصابة بالالتهابات، لكونه متشبعًا بأحماض أوميجا 6 الدهنية، التي تتركز في الخلايا، مما يؤثر على أداء وظائف الجسم، وخاصة الجهاز المناعي، وغالبًا ما تؤدي الالتهابات إلى العديد من الأمراض الخطيرة، مثل أمراض القلب والشرايين والتهاب المفاصل والاكتئاب وحتى السرطان في حالة عدم التشخيص المبكر لها. هناك دراسات ربطت بين زيادة نسبة أوميجا 6 في الجبن النباتي وانتشار مجموعة من الأمراض المختلفة، مثل سرطان الثدي، الربو، الإكزيما عند الأطفال والاكتئاب الشديد. ومن جانيه قال الدكتور محمود أحمد، الباحث بمعهد تكنولوجيا الأغذية، إن تعدد أنواع الجبن سهَّل عمليات الغش، وأبسطها تجريد الحليب من الدسم قبل تحويله إلى جبن، وإضافة دهون نباتية من شأنها أن تحافظ على ليونة الجبن، وتضيف له اللون والطعم؛ لتصنع النكهة المطلوبة، ولكن يفتقر الجبن للقيمة الغذائية، لافتًا إلى أن أخطرها الجبن مجهول المصدر، الذي يقدم في عروض مخفضة، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الحالية، والجانب الآخر غياب الرقابة، وبالتالى لا يخضع الجبن لأى معايير لسلامة المنتج، حيث تحتوى هذه الأجبان على مبيضات كيميائية كزهرة الغسيل، ومواد تساعد على الليونة والالتئام بين الجزيئات كالصودا الكاوية، التى تستخدم فى صناعة الصابون، وأنواع رديئة من الدهن النباتي؛ لتعويض دهون اللبن المنزوعة أثناء عملية الغش، وعندما تزيد نسبة الدهون النباتية عن حدود معينة تصبح لها أضرار بالغة على صحة الإنسان، وهو ما انتشر مؤخرًا تحت مسمى جبن الغسالات، حيثُ يوضع هذا الخليط فى الغسالات المنزلية العادية، لأنه يعمل كمقلب أو خلاط بمصانع بير السلم، وتوضع الدهون النباتية مع خلطة من الألبان المغشوشة، وتخلط هذه المواد الضارة بالصحة، وتغمر الأسواق بأسعارها الرخيصة، متسائلاً: كيف يباع كيلو الجبن بسعر 6 جنيهات، في حين أن تكلفة كيلو الجبن الذي يحتاج في صناعته إلى 4 كيلو من اللبن الصافي تصل إلى 24 جنيهًا، بعد الصناعة وهامش ربح بسيط؟ وفي دراسة أجراها الدكتور علي شاهين، باحث بقسم بحوث الألبان بمعهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، ثبت أن معظم الجبن الطري في مصر من الزيوت النباتية فقط، أو مخلوط مع دهن اللبن، وأن معظم العينات احتوت على أعلى نسبة من الأحماض الدهنية المشبعة، خاصة البالمتيك، فيما عدا عينات جبن المصانع، وذلك حسب طريقة التصنيع وظروف التخزين، والتي تؤثر على الثبات ضد الأكسدة للمنتج، مشيرًا إلى أن المستهلك يمكن أن يتعرف على اللبن المضاف إليه زيوت نباتية، أو ما يسمى باللبن المجنس، حيث إن اللبن المجنس طعمه مر إلى حد ما، وعند الغلي توجد رائحة صابونية قليلة وقوام صابوني خفيف بين الأصابع، ويمتاز بأنه قلوي، ويكون مائلاً للاصفرار عند التسخين. وأشار شاهين إلى أن أنواع الزيوت المستخدمة بدل دهن اللبن في السوق المصرية هي زيت الشورتينج (زيت نخيل مكرر)، وزيت بديل زبدة الكاكاو (زيت نواة النخيل المهدرج)، وزيت نواة النخيل، وزيت جوز الهند، أو في صورة مخلوط من مشتقات هذه الزيوت بنسب مختلفة، وكل تلك الزيوت تحتوي على نسبة من الأحماض الدهنية المشبعة والمتحولة نتيجة انخفاض جودة العمليات، التي تجرى على هذه الزيوت بغرض تنقيتها، مثل نزع الرائحة واللون، وتؤدي زيادة نسبة الأحماض الدهنية المتحولة إلى ارتفاع مستوى البروتين قليل الكثافة في الدم، مما يؤدي لمخاطر أمراض الشريان التاجي وتصلب الشرايين، وهنا تكمن الخطورة فيى استخدام الزيوت كبديل.