يبدو أن فرصة المملكة العربية السعودية للنيل من المغرب بسبب موقفها المحايد من الأزمة القطرية، قد جاءت على طبق من ذهب، إذ هددت السعودية، المملكة المغربية بعدم الوقوف بجانبها في صراعها الشرس لنيل شرف استضافة كأس العالم لكرة القدم 2026. وتخوض الحكومة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، صراعا شرسا من أجل الحصول على شرف تنظيم النسخة الثالثة والعشرين من مسابقة كأس العالم المقرر إقامتها عام 2026، حيث ينافس ملفها لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الملف المشترك الذي تقدمت به كندا والمكسيك والولايات المتحدةالأمريكية. وتحتاج المغرب إلى كل صوت من أجل تحقيق حلم شعبها وحلم كل عربي في نيل شرف تنظيم الحدث الأبرز في عالم الساحرة المستديرة، بعدما قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم تطبيق نظام جديد في اختياره للبلد المضيف للمونديال يطبق لأول في مونديال 2026. ومن المقرر أن تقام نسخة كأس العالم 2026 بمشاركة 48 منتخبا للمرة الأولى بدلًا من 32 منتخبا، وهي الأولى أيضا التي سيتم اختيار الدولة المضيفة بواسطة 211 عضوا ب«الفيفا»، وليس من خلال اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي مثلما كان يحدث في الماضي، وهو ما يجعل المغرب في حاجة إلى كل صوت من أجل الحصول على النسبة الأعلى مع نهاية التصويت. رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة في السعودية، تركي آل الشيخ، وجه رسالة إلى المغرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ قائلًا : «لم يطلب أحد أن ندعمه في ملف 2026، وفي حالة طُلب منا سنبحث عن مصلحة المملكة العربية السعودية أولا.. اللون الرمادي لم يعد مقبولا لدينا..!». ويقصد تركي آل شيخ، في حديثه «المغرب» حيث هي الدولة العربية الوحيدة المتقدمة لاستضافة منافسات البطولة، بعدما فضلت الوقوف على الحياد فيما يخص الأزمة الخليجية، ورفضت الانضمام لدول الحصار، ليس هذا وحسب، بل قامت المغرب بإرسال طائرات محملة بمواد غذائية إلى قطر مع بدء الحصار عليها. لم يقف تركي آل الشيخ، عند هذه التدوينة، فقد قام بنشر أخرى وكتب بها: «هناك من أخطأ البوصلة إذا أردت الدعم فعرين الأسود في الرياض هو مكان الدعم، ما تقوم به هو إضاعة للوقت دع «الدويلة» تنفعك..! رسالة من الخليج للمحيط». من جانبه، قال المحلل السياسي المغربي، رشيد لزرق، في تصريحات لموقع «سبوتنيك» الروسي، إن تصريحات آل شيخ، تهدف بالأساس إلى تذكير المغرب بحاجتها إلى الدعم السعودي في ملف استضافة كأس العالم 2026، والذي يتنافس فيه المغرب على تنظيمه مع أمريكا والمكسيك وكندا. وأضاف لزرق، أن تصريحات رئيس هيئة الرياضة لا تعبر عن الموقف الرسمي السعودي، وإنما تحمل رسالة سياسية مفادها، أنه على المغرب أن تختار بين السعودية وبين قطر، وأوضح أنه من ناحية المغرب، فإنها تحتاج للشراكة الخليجية، مما يجعلها معنية بضرورة إنهاء الخلاف بين دول المنطقة، خاصة أنها تعول على الشراكة مع هذه الدول في ضمان أصوات دول إفريقيا، وذلك عبر تحقيق شراكة مزدهرة بين المغرب ودول مجلس التعاون الخليجي. وكانت السعودية والبحرين والإمارات ومصر قد أصدرت، في يونيو 2017، بيانات متزامنة بقطع العلاقات مع قطر وإغلاق المنافذ الحدودية معها، إلى جانب وقف مشاركتها العسكرية ضمن قوات التحالف المشاركة في عمليات دعم الشرعية في اليمن، واتهمت الدوحة بدعم الإرهاب وتمويله. السعودية ربما تقود حملة ضد الملف المغربي إن لم تراجع المملكة المغربية موقفها «الرمادي» كما أطلق عليه تركي، فيما يخص الأزمة الخليجية، مثلما قادت، مع الإمارات حملة من أجل سحب تنظيم مونديال 2022 من قطر، وطالبت الإمارات الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» بإسناد شرف التنظيم لها بدلًا من قطر بداعي أنها حصلت على شرف تنظيم البطولة بطريقة غير مشروعة من خلال دفع بعض الرشاوى إلى أعضاء المكتب التنفيذي للفيفا. من ناحية أخرى، قوبل تصريح آل الشيخ بسيل من التعليقات من مواطنين ومسؤولين من مختلف الشعوب العربية، منها: