ارتفعت معدلات الولادات القيصرية في مصر إلى مليون و375 ألف حالة سنويًا بنسبة 52%، كما ارتفعت فاتورة بيزنس القيصرية ل 14مليار و525 مليون جنيه فى مقابل الولادات الطبيعية التي بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه، بنسبة 48%، وذلك بحسب المسح الصحي الصادر مؤخرًا عن وزارة الصحة والسكان. الزيادة الأكبر في معدل الولادات القيصرية تضاعفت بين عامي 2008 و2014 من 26.7% إلى 51.8%، لتضع مصر في المركز الثالث عالميًا بعد البرازيل وجمهورية الدومنيكان، والمركز الأول في الشرق الأوسط، وفق دراسة حديثة أعلنها صندوق الأممالمتحدة للسكان الخميس الماضي، والذي وصف ذلك المعدل بأنه إفراط في الولادات القيصرية، إذ إن 10% من تلك الحالات كان يمكن توليدها ولادة طبيعية. وبرغم ارتفاع فاتورة الولادة القيصرية مقارنة بالولادة الطبيعية، فقد أشارت نتائج الدراسة إلى أن الاستخدام المفرط للولادات القيصرية كلف المنظومة الصحية في مصر ما يزيد على 900 مليون جنيه، وأن متوسط تكلفة الولادة القيصرية 1076 جنيهًا بينما يبلغ متوسط تكلفة الولادة الطبيعية 664 جنيهًا. وعن أسباب انتشار الولادات القيصرية في مصر كشف الدكتور عبد الباري عطوة، أن الأطباء والمستشفيات ينظرون إلى الولادات القيصرية من ناحية مادية متجاهلين مخاطرها وتأثيرها على الأم، فهي أعلى أجرًا وأقل وقتًا، مشيرا إلى وجود نقص في عدد الأطباء والمسكنات اللازمة وأكياس الدم، مع نقص المهارات والتدريب على طرق الولادات الطبيعية، إضافة إلى أن الأطباء يخافون المشاكل التي تحدث في الولادات الطبيعية التي كثيرًا ما تنتهى بمقاضاتهم، وفي حالات عدة لا يعطي الطبيب السيدة الوقت الكافي للولادة الطبيعية. وأضاف عطوة ل"البديل" أن هناك أسبابا طبية تتعلق بحالة المرأة الصحية ووضع الجنين داخل الرحم كعدم سقوط رأس الجنين إلى الرحم استعدادًا للولادة، أو زيادة حجم ووزن الجنين مع ضيق عنق الرحم، أو إصابة الأم بأمراض خطيرة، كما أن كثيرًا من السيدات يفضلن الولادة القيصرية هربًا من الألم، وبعضهن يجهلن عيوب وأضرار ذلك النوع من الولادات، فيفضلن القيصرية لسهولتها، وقصر وقتها. وأوضح أن المزيد من التدخلات والإجراءات التي تتبعها المستشفيات عند الولادة كتسريع الطلق من خلال الحقن والحبوب لا داعي لها، وقد تأتي على سبيل الاستعجال بسبب كثرة الحالات، والأولى أن ينتظر الطبيب ويعطي فرصة كافية لأن تلد الحالة ولادة طبيعية آمنة. وطالب وزارة الصحة بوضع "بروتوكول" يحكم عملية الولادة ويلزم المستشفيات والمراكز الصحية الخاصة باتباع الطرق الموافقة لحالة السيدة سواء كانت طبيعية أو قيصرية، لعدم ترك الأمر برغبة الأطباء والسيدات، وتساءل قائلًا: طالما لم تمر الأم بأية مضاعفات في الحمل وعند الولادة، فلماذا القيصرية؟ وحول عيوب الولادة القيصرية قال مدرس النساء والتوليد بطب المنيا الدكتور أحمد رجب، إن القيصرية هي جرح كبير يشق البطن، يصاحبه ألم ما بعد الولادة قد يستغرق عدة أشهر، ويعوق الحركة اليومية، وفي أغلب الحالات التي تلد قيصيريًا للمرة الأولى تعود للولادة القيصرية في المرات المقبلة، في حين أن الولادة الطبيعية يستغرق ألمها ساعات محدودة في أثناء الولادة، كما أن فرص الإصابة بالعدوى والالتهابات تكون أكبر في القيصرية. وأضاف أن هناك عيوبا تتعلق بالجانب الاجتماعي يتجاهلها الكثير من الأطباء والسيدات اللاتي يفضلن القيصرية، تتمثل في أن عدد مرات الإنجاب قيصريًا من 3 إلى 5 مرات فقط بعكس الولادة الطبيعية، وبالنسبة لبعض السيدات اللاتي لا يمكنهن الولادة قيصريًا لأكثر من 3 حالات فقط، ويكون مقدرًا لهن وفاة أطفالهن، فماذا سيكون مصير الأسرة، هل يلجأ الزوج للزواج أم تطليق زوجته، وضرب مثلًا بحالة أنجبت 3 أطفال إناث ولعدم تمكنها من الولادة مرة أخرى تم تطليقها وتفككت الأسرة.