في الوقت الذي تتسابق فيه بعض الدول العربية والإسلامية وتهلل للتطبيع مع العدو الإسرائيلي، وتسعى ل"سلام دافئ" في المنطقة، جدد عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، أمس، التذكير بفظائع للكيان الصهيوني يندى لها الجبين، من خلال حملة تدوين للمطالبة بإطلاق سراح الأسيرة إسراء جعابيص، صاحبة ال32 عامًا، من سجن هاشارون الإسرائيلي، وعلاجها بعد أن بتر أطباء صهاينة يدها، جراء سياسة الإهمال الطبي المتعمد التي اتبعتها مصلحة سجون الاحتلال، حيث لم تخضع الأسيرة جعابيص للعلاج اللازم. تعود قصة الأسيرة الفلسطينية إلى 11 أكتوبر 2015، حيث كانت في زيارة لزوجها في مدينة أريحا في الضفة الغربية، وفي كل مرة تزور فيها زوجها كانت تنقل بسيّارتها بعض مستلزمات بيتها الجديد في القدس توفيرا للنفقات بدلا من الاستعانة بسيارات خاصة تتكلف الكثير، وفي تلك المرة تعطلت سيارتها وكان بها اسطوانة الغاز، على بعد عشرات أمتار من حاجز الزعيم شرقي القدس، لتقوم إسراء بركْن السيارة على طريق الباصات. عندما توقّفت إسراء عند الحاجز الإسرائيلي اشتبه بها شرطي إسرائيلي وسألها عن سبب تواجدها بالمكان، ولأنها لا تتحدث العبرية وتعذر التفاهم بينهما سارعت قوات الاحتلال بإطلاق النار تجاهها بدعوى أنها حاولت تنفيذ عملية دهس بسيارتها، الأمر الذي تسبب في انفجار أسطوانة الغاز وإصابتها بحروق خطيرة، كما ألقت الشرطة القبض عليها وأدانتها المحكمة المركزية الإسرائيلية بالقدس وعاقبتها بالسجن 11 عاما بتهمة تنفيذ عملية تفجير من خلال إشعال النيران في اسطوانة غاز كانت بسيارتها على حاجز قرب "معاليه أدوميم" ومنطقة حاجز الزعيم، وشمل قرار المحكمة دفع غرامة مالية 20 ألف شيكل لصالح شرطي إسرائيلي أصيب في العملية آنذاك بجروح طفيفة. على إثر إصابة إسراء بحروق، تم نقلها لمشفى هداسا عين كارم الصهيوني، حيث كانت تعاني من تشوه في الوجه بنسبة كبيرة، وغطت الحروق 60% من جسدها، فيما بترت أصابعها، وبالرغم من حالتها الصحية المزرية لم تسمح لها مصلحة السجون الإسرائيلية باستكمال علاج حروقها. يذكر أن إسراء أم لطفل يبلغ من العمر 9 سنوات، وحاولت أن تخفي حروقها عن طفلها معتصم، الذي قام بزيارتها في معتقلها كي لا يصدم بشكل وجهها وأصابعها المقطوعة، إلا أن معتصم فاجأ الجميع عندما طلب من والدته خلع ردائها، وقال: "ارفعي هاد اللي لبساه أنا بحب أشوف وجهك وإيديك ليش تغطيهم". إلى جانب الاتهام الظالم والحكم الجائر ضد إسراء، تعرضت الأسيرة خلال مراحل التحقيق لمحاولات إذلال وإهانة من قبل جنود الاحتلال، فقد عرضت إحدى مجنّدات الاحتلال أصابعها أمامها ذات مرة، قائلة: "انظري إلى أصابعي الجميلة، أنا لي أصابع، أمّا أنت فلا"، وتحكي شقيقة الأسيرة أن أختها تعرّضت خلال جولات التحقيق المختلفة لشتّى أنواع الضغط والتعذيب الجسدي والنفسي. يذكر أن عدد الأسيرات في سجون الاحتلال، وفقا لتقارير، ارتفعت منذ الهبة الشعبية ضد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن القدس إلى 57 أسيرة يعشن في ظروف قاسية ومحرومات مع التواصل مع العالم الخارجي بشكل كامل، بينهن 7 أسيرات قاصرات، وأضافت التقارير أن من بين تلك الأسيرات 10 أسيرات يعانين من جراح مختلفة أصبن بها برصاص الاحتلال الإسرائيلي أو اعتداءات جنود الاحتلال عليهن خلال عمليات اعتقالهن، وترفض سلطات الاحتلال تقديم العلاج لهن.