في كلمة متلّفزة قال حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، تعليقا على استقالة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، إن الشكل الذي حدثت من خلاله الاستقالة يكشف حجم ومستوى التدخل السعودي في الشأن اللبناني، وإن هذا الشكل جاء مهينا لكرامة لبنان وسيادته وكرامة سعد الحريري نفسه، بعد استدعاء المملكة له ليقدم استقالته عبر فضائية سعودية بدلاً من تقديم استقالته مباشرةً إلى رئيس الجمهورية، وبعد أيام من تأكيدات على لسانه بأن المملكة تدعم الحكومة وبقائها وستقدم مساعدات لها. وأشار نصر الله إلى أن النص المكتوب والمُسجَل الذي تلاه الحريري لإعلان استقالته لم يكن نصا لبنانيا؛ بل كُتِب سعوديا وقام الحريري بتلاوته، إذ لا علاقة له بأدبيات الحكومة اللبنانية، وأكد أن التغيير المفاجيء في خطاب الحريري خلال أيام معدودة يشير إلى أن الاستقالة كانت قرارا سعوديا تم إملاؤه عليه، مضيفا أنه لا يوجد سبب داخلي لبناني يدعو الحريري للاستقالة وإن القرار جاء مفاجئا لكل اللبنانيين، وإنه يجب البحث عن السبب لدى المملكة السعودية، والذي قد يرجع إلى صراعات داخلية لدى الحكم السعودي، بدليل الاعتقالات في صفوف العائلة المالكة، التي توازت مع الاستقالة، أو إلى عدم رضا سعودي عن الحريري، الذي تمتعت حكومته بالاستقرار، ونجحت من خلال الحوار والتوافق في تحقيق مقدمات لإنجازات كان يجب مراكمتها والبناء عليها لحين إجراء الانتخابات المقبلة، ولم يستبعد نصر الله وجود مخطط سعودي تجاه لبنان لفتح مواجهة معه من خلال الاستقالة. ورفض نصر الله مناقشة مضمون بيان الاستقالة إذ جاء نص البيان سعوديا، مما يعني أن النقاش سيكون مع المملكة لا مع الحريري، وأكّد أن اللهجة والمنطق الذين تحدث بهما البيان لا ينسجمان مع ما قاله الحريري خلال فترة توليه للمنصب، ولا مع تصريحاته في الأيام القليلة التي سبقت ذهابه للمملكة، مشيرا إلى أن السؤال عن مصير الحريري ومكان إقامته حاليا والسبب في عدم عودته إلى لبنان حتى الآن سؤال مشروع، في ظل اعتقال سلطات المملكة للعشرات من الأمراء وأصحاب المناصب، مضيفا أن فضائية "العربية" السعودية كانت المصدر الوحيد للأقاويل عن مخطط اغتيال الحريري، التي نفتها أجهزة الدولة اللبنانية. ودعا نصر الله جميع اللبنانيين إلى الهدوء والصبر في انتظار اتضاح المشهد، وعدم الإصغاء للتهويل والشائعات والتكهنات، ووجّه الحديث إلى كافة اللبنانيين بأن الحزب لن يتعامل مع الوضع الحالي بتشنج أو تصعيد بل بعكسهما، مؤكدا أن الاستقرار والسلم الأهلي هما أغلى ما يملك لبنان، ودعا إلى ابتعاد كل الأطراف عن الشارع وعن التصعيد، متعهدا بالتزام الحزب بذلك، مع إبقاء كل قنوات الاتصال مفتوحة بين الجميع والتعامل مع الموقف وفق المباديء الدستورية اللبنانية، مشيرا إلى أنه في لبنان جهات يناسبها التصعيد لتقوم بتصفية حسابات، انتهازا للفرصة الحالية، حتى داخل صف تيار المستقبل نفسه. ونفى نصر الله أن تكون استقالة الحريري مقدمة، بالضرورة، لعدوان صهيوني على لبنان، مؤكدا أن القرار الصهيوني في سياق كهذا يأتي وفق حسابات أمريكية وصهيونية، لا سعودية، مضيفا أن العدو الصهيوني يعلم جيدا أنه قد لا يستطيع تحمل تكلفة حرب مشابهة وما سينتج عنها من تغيرات استراتيجية كبرى.