الاعتداء على الأطباء.. مسلسل مستمر، رغم أن النقابة العامة للأطباء طالبت بتغليظ عقوبة التعدي على أعضائها، دون جدوى، حيث شهد الأسبوع الماضي 3 حوادث تعدٍ بمحافظات مختلفة؛ أبرزها الاعتداء على أحد أطباء قسم المخ والأعصاب بمستشفى شبين الكوم التعليمي بالمنوفية، وإصابته باشتباه في ارتجاج بالمخ ونزيف بملتحمة العين وكدمة حول العين. الواقعة ارتكبها 3 أشخاص من الوافدين على العيادات الخارجية بالمستشفى، تعدوا على الطبيب بسبب رغبة أحدهم في إجراء العملية الجراحية الخاصة به قبل الموعد المحدد وقبل المرضى الآخرين، وتحرر محضر عن طريق إدارة المستشفى، وحجز المعتدي 4 أيام على ذمة التحقيق. كما شهد مستشفى بنها الجامعي واقعة ضرب وسب للأطباء بقسم الأشعة؛ بسبب إجراء الأطباء أشعة عاجلة لطفل مصاب في حادث قبل إحدى المريضات، ما أدى إلى استياء أهل المريضة فتعدوا بالضرب على الأطباء. مسلسل التعدي على الأطباء لم ينته، فشهد مستشفى السويس العام، اعتداء مجموعة من الأشخاص على طبيب أثناء تأدية عمله، ما تسبب له في الإصابة بمناطق مختلفة، وحررت إدارة المستشفى محضرا ضد المعتدي على الطبيب بآلة حادة تسببت في جروح بوجهه وكسر في ذراعه، بعدما أبلغهم بوفاة نجلهم. وقال محسن شاكر، أخصائي أمراض القلب: "ضعف الإمكانيات وقلة الأسرة ونقص الأدوية في المستشفيات، أدى إلى وضع المرضى على قوائم الانتظار بصورة مبالغ فيها، وللأسف، المريض لا يجد سوى الطبيب في وجهه يحمله أزمات وزارة الصحة"، مطالبا الوزارة بإيجاد حلول لأزمات المستشفيات حتى لا يصبح الأطباء عرضة للاعتداءات، مع ضرورة تفتيش المرضى قبل دخول المستشفيات. وأوضح الدكتور أحمد شوشة، عضو مجلس نقابة الأطباء: "رغم مطالب النقابة بحماية الأطباء وفرض حماية على المستشفيات، إلا أن الوضع يسير من سيئ لأسوأ، فمازال التعدي علينا مستمرا، في ظل عدم سن عقوبات رادعة لحماية الأطباء"، مشيرا إلى اتخاذ بعض أعضاء النقابة قرارات بالإضراب، ما يعد أمرا خطيرا ويجب الانتباه، لاسيما أن حوادث التعدي على الزملاء أصبحت تحدث بصورة متكررة. وأضاف شوشة ل"البديل" أن قرارات العمومية التي أعقبت تعدي أمناء الشرطة على أطباء مستشفى المطرية، يجب أن تطبق بحماية المستشفيات والأطباء على حد سواء. وطالب الدكتور رشوان شعبان، عضو مجلس نقابة الأطباء، بضرورة إصلاح المنظومة الطبية بصورة عامة؛ من خلال توفير الأدوية والأسرة وغيرها من المستلزمات الطبية التي يحتاجها المرضى، ونقصها يضع الطبيب في وجه المدفع، بحسب تعبيره، مؤكدا أن الأمر بحاجة إلى تدخل من وزارة الصحة، لأن حماية المستشفيات أمر واجب وضروري، فتكرار مسلسل التعدي على الأطباء، أصبح متكررا.