تعيش الكونغو في حالة متردية منذ سنوات عديدة، كان أخطرها التصدي للإرهاب المتمثل في حركة M23، ثم الاضطرابات التي تجتاح منطقة كاساي حاليًّا، ولكن رغم حالات القتل والتشريد والاضطراب التي اجتاحات الكونغو، إلا أنها لم تشكل خطورة بحجم خطورة حالة التعليم المتردية حاليًّا، والتي تهدد بفقدان جيل كامل لمستقبله ومستقبل الكونغو، وتركه في يد الجهلة والغوغاء، خاصة وأن حالة التعليم في جمهورية الكونغو الديمقراطية مقلقة للغاية، حيث يوجد 7.4 مليون طفل خارج المدرسة في جميع أنحاء البلاد. قال موقع أوول أفريكا: حذر سيليستين كاموري، منسق برنامج التعليم التابع لمجلس اللاجئين النرويجي في جمهورية الكونغو الديمقراطية، من أن "الوضع المتردي للتمويل التعليمي يعرض العديد من الأطفال لخطر الأمية، ويضع الأجيال القادمة في وضع غير مواتٍ للحصول على عمل في المستقبل". وأضاف الموقع: وعلى مدى العقدين الماضيين شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية صراعات جديدة ومتكررة، أجبرت أكثر من 3.8 مليون شخص على الفرار من ديارهم، وهناك ما لا يقل عن 684،000 من هؤلاء الأطفال في سن الدراسة. وتابع الموقع: عندما يتم إجبار الأطفال على تعليق تعليمهم أو إسقاطهم جميعًا، فإن هذا الإخلال بتطورهم يعرقل تقدمهم الشخصي، وله آثار ضارة بالاقتصاد الاجتماعي للبلد بأسره. وتسبب نقص التعليم في حدة الوضع في مقاطعة كاساي، ومنذ أغسطس 2016 أدى العنف المتصاعد في مقاطعة كاساي الكبرى إلى تشريد 000 850 طفل وتدمير أكثر من 900 مدرسة، حيث تستخدم المدارس المفتوحة كمأوى للعائلات النازحة. كما أن الصراع يضر بأجزاء أخرى من البلاد، كبلدة كاليمي بمقاطعة تنجانيقا، وتبلغ نسبة عدم الالتحاق بالمدارس بين الأطفال المشردين من 6 إلى 11 سنة 92 في المائة. وتتفاقم مشاكل التعليم في حالات الطوارئ؛ حيث إن النظام التعليمي ضعيف، يتعذر عليه استيعاب الصدمات الناجمة عن الصراع المزمن، كما أن انخفاض التمويل البطيء له في حالات الطوارئ هو الفجوة الحقيقية التي ينبغي أن تجعلها الجهات المانحة على جدول أعمال الإغاثة الإنسانية. ولفت الموقع إلى أنه ينبغي للجهات المانحة أن تعترف بأن التعليم هو أيضًا أداة للحماية، فالأطفال الملتحقون بمستويات التعليم المختلفة أقل احتمالاً للانضمام إلى الجماعات المسلحة. ورغم أن التعليم هو مفتاح المستقبل المزدهر، إلا أن الملايين من الأطفال الكونغوليين المحاصرين في الأمية لن يتمكنوا من الوصول إلى هذا المستقبل، لذلك فأوغندا في حاجة للمزيد من التمويل؛ لتوسيع نطاق الدعم التعليمي في حالات الطوارئ؛ حتى لا يتم فقد جيل كامل. ومنذ تأسيس برنامج التعليم في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 2001، تلقى آلاف الأطفال المشردين دعمًا تعليميًّا من خلال برنامج التعليم فيها، وفي عام 2016 قدم المجلس النرويجي للاجئين الدعم التعليمي لما يقرب من 88,000 طفل، واعتبارًا من يونيه 2017 تم دفع رسوم مدرسية لأكثر من 1,600 من الأطفال المتضررين بالأزمات في كانانغا بمقاطعة كاساي الوسطى، ويوجد حاليًّا أكثر من 8000 طفل من النازحين والمستضافين في برنامج الالتحاق بالتعليم.