بات بقاء داعش ووجودها في مناطق امتداد نفوذها الكبيرة كسورياوالعراق مسالة وقت، بما في ذلك الجيوب الصغيرة لها كما هو الحال في لبنان، وفي كل يوم يضيق الجيش العربي السوري والجيش العراقي الخناق عليها وهو الأمر الذي يعجل بفنائها. وعلى الرغم من أنه لا توجد مواعيد دقيقة لبدء الهجوم البري على قضاء تلعفر، لكنه على ما يبدو بات وشيكًا، فالضربات الجوية على مواقع داعش في تلعفر تتواصل والأسلوب العسكري المعتمد سيركز على تدمير دفاعات داعش وتحصيناته تمهيدًا للهجوم البري. قضاء تلعفر تحت الحصار من أغلب الاتجاهات، والقوات العراقية المشتركة تنتظر الضوء الأخضر من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، للشروع في عملية التحرير، وقال النائب في البرلمان العراقي هلال السهلاني: "خلال الفترة القليلة القادمة سيتم تحرير تلعفر". لا توجد تقديرات دقيقة لأعداد داعش في قضاء تلعفر، لكن معطيات الميدان تؤكد أن أهل القضاء فروا مع سيطرة داعش عليه، ما يشير إلى أن المتبقين فيه أغلبهم من قيادات التنظيم الإرهابي وعائلاتهم، وسيمهد تحرير قضاء تلعفر إلى اندفاع القوات العراقية المشتركة بثقل كبير باتجاه الحدود العراقية السورية، والتي تشهد هي الأخرى تحركات ضد داعش. وكانت مصادر عراقية تحدثت عن سعي أمريكي في بداية عمليات تحرير مدينة الموصل من عناصر "داعش" إلى إبقاء المحور الغربي من هذه العمليات مفتوحًا لتأمين هروب قادة وعناصر هذتا التنظيم نحو مدينة الرقة السورية؛ معقل وعاصمة التنظيم المزعومة في سوريا. واتهمت جهات عراقية واشنطن بأنها قامت، وبالتنسيق مع حلفائها الإقليميين وفي مقدمتهم تركيا والسعودية، بإنقاذ الجماعات الإرهابية في سورياوالعراق التي تعيش أسوأ أيامها في الوقت الراهن، بسبب ضغط القوات العراقية في الموصل والقصف الجوي المركز للمقاتلات الروسية ضد مقرات ومواقع هذه الجماعات في سوريا. ورغم الضغوط التي مارستها الإدارة الأمريكية لمنع مشاركة الحشد الشعبي في عمليات تحرير الموصل بحجة الخشية من اندلاع حرب طائفية في هذه المدينة التي تسكنها غالبية سنّية، فقد أمسكت قيادة الحشد وبالتنسيق مع حكومة رئيس الوزراء بالمحور الغربي من عمليات تحرير الموصل لسد الطريق أمام هروب قادة وعناصر "داعش" من هذه المدينة إلى الرقة السورية، ويوضح الحشد الشعبي أن هناك نحو 11 ألف مسلح من أبناء تلعفر يمثلون كافة الطوائف والقوميات ينتمون للحشد وهم جزء أساسي منه، وستكون مشاركتهم باستعادة مناطقهم من قبضة التنظيم أمرا طبيعيا، وبالتالي فالتهويل الأمريكي بالخوف من اندلاع حرب طائفية إذا ما شارك الحشد لا مبرر له، إلا إذا كانت واشنطن لا ترغب بالدور الذي سيلعبه الحشد بمحاصرة داعش ومنع تدفقه إلى الرقة السورية. وفيما يخص الجبهة السورية، فقد أفادت مصادر عسكرية بأن الجيش السوري سيطر على مناطق جديدة في البادية بعد معارك مع داعش، وتحدثت المصادر عن أن الجيش اقترب من فرض حصار كامل على التنظيم في حدود البادية المتاخمة لريفي حمص الشرقي وحماة الشمالي. ومهدت سيطرة الجيش السوري على السخنة أكبر معاقل داعش في أقصى الريف الشرقي لحمص إلى زيادة وتيرة سرعة تقدم قواته في أقصى الريف الشمالي الشرقي للمحافظة، السيطرة على موقع الكوم التاريخي فيها وعدة مواقع مجاورة له يعزز عمليات الجيش بفرض حصار على التنظيم في ريفي حمص وحماة الشرقيين بعد أن تجاوزت مساحة سيطرته هناك أكثر من 8 آلاف كيلو متر مربع. ميدانيا، قال مصدر عسكري، إن وحدات مشتركة من الجيش والقوى الرديفة والحلفاء بسطوا، بعد ظهر أمس، سيطرتهم الكاملة على تلة أبو الفوارس الاستراتيجية الواقعة شمال غرب بلدة حميمة بأقصى الريف الشرقي لمحافظة حمص بعد معارك عنيفة مع تنظيم داعش الإرهابي، سقط خلالها أعداد من مسلحي التنظيم قتلى ومصابين. وأشار المصدر، إلى أن قوات أخرى من الجيش والقوات الرديفة والصديقة اشتبكت مع مسلحي داعش على الاتجاه الشمالي لجبل شاعر بريف حمص الشرقي وأوقعت أعداداً منهم بين قتيل ومصاب. وفي محافظة حماة، سيطرت وحدات مشتركة من الجيش والقوات الرديفة والحليفة في سياق العمليات العسكرية المتواصلة ضد داعش في ريف حماة الشرقي، على تلة جب المزارع المطلة على قرية صلبا وطرق الإمداد المؤدية إليها من جهة الغرب، وعلى عدة نقاط على طريق عقيربات إلى الشمال الغربي من مدينة تدمر بعد اشتباكات ضارية مع الدواعش كبدته خلالها خسائر فادحة بالأرواح والعتاد. وإلى شرق البلاد، حيث ذكرت وكالة الأنباء السورية سانا، أن حامية مطار دير الزور، اشتبكت مع مجموعات إرهابية من تنظيم داعش في محيط المطار. وحملة البادية السورية هي عملية عسكرية نوعية للجيش السوري بدأت في البداية على طول الطريق السريع من دمشق إلى الحدود مع العراق ضد فصائل المعارضة السورية خلال الأزمة السورية. وتهدف الحملة إلى الاستيلاء على الطريق السريع ومعبر "التنف" على حد سواء، وبالتالي تأمين ريف دمشق من هجوم محتمل للفصائل المعارضة، وفي وقت لاحق، فتحت جبهات أخرى متعددة كجزء من العملية في جميع أنحاء البادية، إضافة إلى عملية "الفجر الكبرى" ضد داعش، بهدف إعادة فتح الطريق السريع بين دمشق وتدمر والتحضير لشن هجوم نحو دير الزور.