أشادت المنظمات الدولية بأداء الصين الذي يعد استقرارا للاقتصاد العالمي، حيث كان أفضل من المتوقع خلال النصف الأول من العام الجاري، كما أكد المحللون أن اقتصاد الصين قوي وصامد أمام التحديات. وسجلت الصين خلال النصف الأول من العام الجاري زيادة في الناتج الإجمالي المحلي بلغت 6.9%، ليكون أعلى من المتوسط العالمي، وجاءت التوقعات العالمية بشأن الأداء الاقتصادي الصيني مرتفعة، حيث رفع صندوق النقد الدولي توقعات النمو في بكين لعام 2017 إلى 6.7%، ليصبح الارتفاع الثالث لهذا العام. وتتوقع مؤسسة بلومبرج أن يرتفع الناتج الإجمالي المحلي في الربعين الثالث والرابع بنسب 6.6%، 6.7% على التوالي، أي زيادة متوقعة بنسبة 0.1% عن توقعاتها السابقة، وعدّل بنك ستاندرد تشارترد، توقعاته بنمو الاقتصاد الصيني لهذا العام من نسبة 6.6% إلى 6.8%، قائلا إن بكين ستحقق نموا سنويا متسارعا للمرة الأولى منذ عام 2010. ويعد الاقتصاد الصيني أكثر مرونة، ويعزز توسعه في السوق الاستهلاكية وقطاع الخدمات، ووفقا لتقرير صادر عن مجموعة بوسطن الاستشارية، فإن سوق المستهلكين في الصين ينمو بمعدل 10% في المتوسط، أسرع من أي بلد آخر، وساهمت نفقات الاستهلاك في النصف الأول من العام الجاري بنسبة 93.4%، وصناعة الخدمات بنسبة 59.1% في النمو الاقتصادي، كما أن استمرار الدور الأساسي للاستهلاك وصناعة الخدمات يعدان أمران حيويان للصمود الاقتصادي في الصين. وقال مدير معهد العلاقات بين الصين واستراليا، بوب كار، إن الاستهلاك في الصين مرتفع ويعمل على استقرار الاقتصاد، كما أن الاستهلاك النهائي يعد أكبر مساهم في نمو الناتج المحلي الإجمالي، ما ساهم في استقرار النمو الاقتصادي، مضيفا أن لدى بكين طبقة متوسطة لها قدرة كبيرة على الشراء وسيزيد عدد هذه الطبقة بحلول عام 2030 ليبلغ 850 مليون شخص، وبحلول ذلك الوقت، سيصل إنفاق الصين إلى 14.3 تريليون دولار، ما يمثل 22% من الإجمالي العالمي، وأعلى من الولاياتالمتحدة بنسبة 7%. اتباع استراتيجية التنمية القائمة على الابتكار منذ بداية العام، تقود إلى تعزيز التكنولوجيات والصناعات الجديدة وأشكال جديدة من الأعمال التجارية، وأصبحت صعود هذه الصناعات الجديدة محركا جديدا للنمو الجديد، ويعتقد صندوق الأبحاث الأوروبي، أن الصين تسرع الآن لتجاوز العديد من البلدان المتقدمة من حيث الابتكار العلمي، حيث أنفقت على البحث والتطوير العلمي أكثر من الاتحاد الأوروبي، ولها الآن العديد من المنشورات العلمية مثل الولاياتالمتحدة، ولها أبحاث عديدة في العلوم الطبيعية والهندسة. يعتقد صندوق الأبحاث الأوروبي أن الصين قادرة تماما أن تصبح رائدة في الابتكار العلمي، ودفع نمط البحث العلمي العالمي المتعدد الأقطاب بحلول عام 2050. لا يمكن تحقيق المرونة الاقتصادية للصين بدون أساسيات سليمة، كما أن استمرار الدعم المادي والموارد البشرية الوفيرة، ووجود إمكانيات السوق الضخمة، كل ذلك يساهم في توفير أساس سليم وحالة للنمو الاقتصادي المستدام. في النصف الأول من عام 2017، التحقت نحو 16 ألف شركة جديدة بالسوق الصينية، وفي الربع الثاني، وصل مؤشر النمو بين الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر إلى 96.5% وهو الأعلى مقارنة بالعامين الماضيين. وقالت إحدى أكبر شركات خدمات التدقيق في العالم (ديلويت) في تقرير لها، إن الحكومة الصينية تتخذ بشكل استباقي إجراءات لمواجهة التحديات الناجمة عن التحضر والشيخوخة للسكان، عن طريق تزوير دوائر اقتصادية مدتها ساعة واحدة، لتعزيز النقل والتجارة بين المناطق الريفية والحضرية، بالإضافة إلى تطوير خدمات المعاشات التقاعدية والخدمات الطبية، واستكشاف فرص التنمية مع تزايد عدد السكان بسرعة. المقال من المصدر: اضغط هنا