منذ الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والمسجد الأقصى مقصد الصهاينة، فلا يتركون فرصة إلا ويحاولون تدنيسه ومنع دخول المصلين، آخرها غلق أولى القبلتين عدة أيام، وبعد فتحه، وضعت بوابات أمنية بشكل مهين واستفزازي على مداخله. وفي الثاني والعشرين من أغسطس عام 1969، وقع حريق ضخم بالجامع القبلي، أدى إلى سقوط قسمه الشرقي بالكامل واحتراق منبر صلاح الدين، على يد يهودي متطرف يدعى ما يكل دينس روهن، وعلى إثر الحريق، عقدت قمة للدول الإسلامية بالرباط، وتكفلت الأردن بترميم المسجد الأقصى والمنبر عام 1972.
تآمر عضوان بمنظمة غوش إيمونيم "الحركة اليهودية السرية"؛ وهما شوشان ويهودا اتزيون، وأقبلا على تفجير المسجد الأقصى وقبة الصخرة، رغبة منهما في بناء المعبد الثالث بالقدس مكان الأقصى. خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، أصيب ما يقرب من 40 مصلٍ؛ نتيجة إلقاء قوات الاحتلال الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع. وكان أبرز أسباب الانتفاضة، التضييق الأمني في دخول الحرم الشريف وأماكن العبادة، وبناء المستوطنات واحتلال القدس وإعلانها عاصمة لإسرائيل. وبعد مرور ثلاث سنوات، قتل 22 فلسطين خلال الاحتجاجات على "جبل الهيكل" الذي شرع عدد من اليهود بوضع حجر الأساس للهيكل المزعوم. أجرى عدد من أعضاء حزب الليكود المسجد الأقصى عام 2000، ما أثار غضب الفلسطينيين، لتنشأ مناوشات بينهم بالحجار والغاز المسيل للدموع، ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي القيود على دخول الأقصى، وتم تحديد أعمار المصلين وعدم السماح بدخول من دون 45 عاما، بالإضافة إلى استخراج تصريح لسكان الضفة الغربية لدخول المسجد. منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي إقامة شعائر صلاة الجمعة من المسجد الأقصى وإغلاق الأبواب حتى إشعار آخر، يوم الجمعة الماضي. بعد حادث إطلاق النار بالقرب منه، ما أدى مقتل إسرائيليين وإصابة ثالث، وبعدها دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إلى التواجد على الحواجز وفي الساحات لإقامة صلاة الجمعة، قائلا «لا قوة على وجه الأرض ستمنعهم من التوجه للأقصى وإقامة صلاة الجمعة فيه».