استفادت مجموعات اللوبي في الولاياتالمتحدة من المواجهة بين قطر والتحالف الذي تقوده السعودية، إذ يملك الجانبان نفوذا لدى الكونجرس وإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. أصبح الشرق الأوسط متقلبا بشكل كبير منذ أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها فجأة مع قطر في الشهر الماضي، حيث ندد التحالف بدعم قطر للإرهاب والجماعات الإرهابية، وفرض حصارا بحريا وبريا وجويا على الدولة الصغيرة. تفوق القطريون في التقرب من واضعي السياسات في واشنطن، خلال منافسة السعودية لهم، حيث حصل القطريون على ولاء 3 جماعات جديدة مع الولاياتالمتحدة، منذ بدء الأزمة، وتعتزم الدوحة الحصول على المزيد. قال باتريك ثيروس، السفير الأمريكي السابق لدى قطر أثناء إدارة كلينتون ويرأس الآن مجلس الأعمال الأمريكي القطري: القطريون يلعبون لعبة اللحاق بالكرة، ولديهم الحد الأدنى من التأثير على جماعات اللوبي قبل الأزمة. لدى الولاياتالمتحدة مصلحة قوية في التوصل إلى حل للأزمة، لأن لديها علاقات مع الدول المعنية، بما فيها قاعدة عسكرية أمريكية هامة في قطر، كما أن واشنطن كانت تأمل في تعزيز جبهة عربية موحدة ضد تنظيم داعش في المنطقة. ذهب ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، هذا الشهر إلى منطقة الخليج في محاولة لإنهاء الأزمة، رغم أن دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، يدعم السعودية في مواجهة قطر، ودائما يلمح إلى أنه يتحد مع السعوديين وحلفائهم، وفي الوقت نفسه، يأمل الجانبان في عدم فرض أي إجراءات عقابية من واشنطن، ويسعيان للحصول على شروط مواتية في أي تسوية بوساطة أمريكية. اعتادت الحكومة القطرية إنفاق 300 ألف دولار شهريا في الأشهر التي سبقت مقاطعة السعودية وحلفائها مع جماعات اللوبي، وفقا لإيداعات وزارة العدل، والآن وصل المبلغ إلى 1.4 مليون دولار شهريا، أما السعودية فاعتادت إنفاق 250 ألف دولار، وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2016 والأشهر الثلاثة الأولى من عام 2017، أنفقت السعودية أكثر من 6.2 مليون دولار لجماعة واحدة فقط. سافر وزيرا خارجية السعودية وقطر، في الأسابيع الأخيرة إلى واشنطن، لمحاولة جذب مزيد من جماعات اللوبي الأمريكي لصالحهم، وقال يوسف العتيبة، سفير دولة الإمارات لدى الولاياتالمتحدة، إنه وفريقه كثفوا اتصالاتهم، وعقدوا مزيدا من الاجتماعات مع أعضاء الكونغرس. حصل السعوديون على ميزة سبقت بها قطر وهي توظيف جماعات اللوبي في منذ العام الماضي، كجزء من حملتهم، غير الناجحة، للهروب من محاكمة ضحايا أحداث الحادي عشر من سبتمبر، في الوقت الذي كان التمثيل القطري أقل في واشنطن. استأجرت قطر شركة إدارة المعلومات في واشنطن بعقد مستقل لمدة 3 أشهر بقيمة 1.1 مليون دولار، ما يعني أن القطريين يتطلعون إلى زيادة وجودهم في الولاياتالمتحدة ليتمكنوا من زيادة الضغط، وقال أحد نشطاء تلك الجماعات إن القطريين يبحثون بنشاط عن جماعات اللوبي وإنهم على استعداد لإنفاق مزيد من المال. لم تؤكد السفارة القطرية أو تنفي سعيها لجذب مزيد من هذه الجماعات، وأصدرت بيانا تقول، إنها في وقت الحصار ونشر الأكاذيب حول قطر، اختارت الاستمرار في التركيز على العمل مع الحلفاء الأمريكيين لهزيمة الإرهاب والتطرف أينما وجد، وتصر قطر على أن هدفها هو هزيمة الإرهاب، ولكن هناك أدلة على أن قطر تحتفظ بعلاقات مشكوك فيها مع بعض الجماعات. بدأ الصراع بين قطر والسعودية حتى قبل قطع العلاقات بين البلدين، وحاولت الدوحة والرياض جذب العديد من جماعات اللوبي لصالحها، حيث تبين أن فين ويبر ومايك ماكشيري، وكلاهما من شركة ميركوري، إحدى شركات الضغط في قطر، التقيا مع لي زيلدين، وهو عضو في اللجنة الفرعية للجنة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التابعة للجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، وحاولا إقناعه بمساعدة قطر في الكونجرس. http://www.politico.com/story/2017/07/19/lobbyists-cash-in-on-qatar-240735