وجه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في خطاب الأمس، بمناسبة تحرير الموصل، رسائله إلى العراقيين والمنطقة والحلفاء وإلى الولاياتالمتحدة وحلفائها ومن دعم تنظيم داعش الإرهابي، وجاءت الرسائل على خلفية الانتصار على الإرهاب في الموصل. وحول هذا الإنجاز قال الأمين العام لحزب الله إنه انتصار لكل العراقيين ولكل الذين يقاتلون الإرهاب، ودعا نصر الله العراقوسورياولبنان ومن يدعمهم في محاربة الإرهاب إلى اغتنام فرصة هزيمة داعش في الموصل؛ لاستكمال الحرب على الإرهاب وضربه. تأكيد نصر الله على أهمية النصر الذي وصفه بالتاريخي في الموصل يضع المعركة في سوريا على مسار واحد، وإن كان أشد تعقيدًا، لا سيما أن الميدان السوري هو المحدد الأهم لموازين القوى في المنطقة. وقال نصر الله إن الانتصار في الموصل عظيم وكبير جدًّا، ولو قلل البعض من أهميته، وأضاف أن "فتوى المرجعية ونداءها التاريخي في ذلك الوقت لكل العراقيين المفصل الحاسم والبداية الحاسمة لهذه النهايات الجميلة، والانتصارات الكبرى". وبرر حسن نصر الله أهمية التركيز على فتوى المرجع الديني الشيعي، علي الحسيني السيستاني، والتي قضت بتشكيل الحشد الشعبي لمجابهة داعش، حيث قال "الفتوى أخرجت العراقيين والناس جميعًا من الحيرة من الذهول من الارتباك بالقتال من عدمه، وما هو الموقف الشرعي، ففي النهاية نحن نتحدث عن قتال وسفك دماء تقتل وتُقتل، وبالتأكيد الفتوى حسمت هذا الأمر". والحَشد الشعبيّ قوات نظامية عراقية وجزء من القوات المسلحة العراقية، تأتمر بأمرة القائد العام للقوات المسلحة ومؤلفة من حوالي 67 فصيلاً، تشكلت بعد فتوى الجهاد الكفائي التي أطلقتها المرجعية الدينية في النجف الأشرف، وذلك بعد سيطرة داعش على مساحات واسعة في عدد من المحافظات الواقعة شمال بغداد، وأقر قانون هيئة الحشد الشعبي بعد تصويت مجلس النواب العراقي بأغلبية الأصوات لصالح القانون في 26 نوفمبر 2016. وأشاد الأمين العام لحزب الله بموقف علماء السنّة الذين عطلوا الفتنة، وأسقطوا الأفكار التي عملت على تقديم الصراع في العراق على أنه صراع سني شيعي، وقال "الذي عطل هذه الفتنة، وفقأ عين الفتنة، وقطع الطريق على هذا، هو الموقف المخلص والصادق والشجاع لعلماء السنة والقيادات السياسية السنية في العراق، الذين أعطوا البعد الحقيقي لهذه المعركة، وأن هذه القتال ليس بين الشيعة والسنة، وإنما هذه هي معركة العراقيين مع القتلة والمجرمين والتكفيريين، الذين استباحوا الجميع، وهددوا الجميع، وسفكوا دماء الجميع". وأضاف نصر الله أن فتوى المرجعية الدينية في العراق حصلت على تأييد علماء الدين الشيعة والسنّة، وأن الفتوى حسمت شكل المواجهة بعيدًا عن المفاوضات والرهانات. الجدير بالذكر أن نظرة حزب الله ومنذ بداياته تسعى لتوحيد مواقف السنة والشيعة ضد الخطر الأمريكي والإسرائيلي، الذي يتهدد العرب والمسلمين، فرغم ما طال العراقيين من ظلم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، على اختلاف مذاهبهم وقومياتهم، سواء كانوا سنة أو شيعة أو أكرادًا، فقد دعا حسن نصر الله لتسوية وطنية بين صدام حسين والقوى المعارضة العراقية له إبان إعلان أمريكا شن حرب على العراق عام 2003، وذلك لمقاومة الاحتلال الأمريكي، فالوجود الأمريكي في المنطقة سيؤدي إلى إشعال الشرق الأوسط عسكريًّا ومذهبيًّا وقوميًّا. وفي خطابه لفت الأمين العام لحزب الله إلى أن بعض الفضائيات العربية تريد أن تقدم ما حصل في الموصل على انه إنجاز أمريكي، وهذا كذب ومصادرة لجهود العراقيين، لأن أمريكا هي التي صنعت داعش، وهناك اعترافات من مسؤولين أمريكيين أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، والمرشحة الديمقراطية للرئاسة، هيلاري كلينتون، عندما كانت وزيرة للخارجية هما من صنعا وأسسا تنظيم داعش الإرهابي، ودعماه، وسمحا للحلفاء الإقليميين بتقديم الأموال وفتح الحدود له، وبيع النفط الداعشي في حدود كثيرة، كالتركية والأردنية. وذكَّر نصر الله بمقولة الأمريكيين بأن الحرب على التنظيم ستستغرق عقودًا، ولكن واشنطن انضمت متأخرة لتكون شريكة في "النصر الذي بدأت ملامحه تظهر من زنود العراقيين وتضحيات العراقيين ودماء العراقيين وصمود وثبات العراقيين". وكان الأمين العام لحزب الله قد تنبأ في خطاب سابق له في مارس الماضي بزوال دواعش وأخواتها عن المشهد السياسي والعسكري في المنطقة، حيث أشار إلى أن داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية في زوال والمسألة مسألة وقت، لافتًا إلى أن القوى التي دعمتهم ومولتهم تتخلى عنهم الآن، وتقاتلهم؛ لأن السحر انقلب على الساحر، حيث إن تلك القوى اكتشفت أن الأفعى التي جاءت بها أصبحت خطرة وسامة في باريس ولندن وألمانيا وبلجيكا وتركيا وأمريكا والسعودية وغيرها. ورأى نصر الله أن الانتصار في الموصل أعطى فرصة تاريخية لإنهاء ظاهرة داعش، وعدم السماح لقيامها من جديد. ملفات داخلية كما تناول خطاب حسن نصر الله جانبًا من الملفات الداخلية في لبنان، حيث حث الحكومة اللبنانية على التفاوض مع الحكومة السورية بشأن عودة النازحين السوريين، وقال إن حزب الله لا يبحث عن دور سياسي في هذا الشأن. ودعا نصر الله إلى تفعيل عمل الحكومة اللبنانية والنشاط النيابي وحضور النواب جلسات لجنة الموازنة وإقرار سلسلة الرتب والميزاينة العامة للبلد وتمويل السلسلة، ولكن ليس من جيوب الفقراء. وفي موضوع الجماعات الإرهابية في جرود عرسال أشار نصر الله إلى أنها مشكلة حقيقية، وأن جزءًا من الانتحاريين يأتون من الجرود، والعبوات والتهديدات لا تزال قائمة فيها، وهذا الامر يحتاج إلى حل.