أزمة طاحنة استمرت أكثر من أسابيع بين دول الخليج وقطر، على خلفية اتهامات بدعم الإرهاب وتصريحات منسوبة لأمير دولة قطر تميم بن حمد يتحامل فيها على السعودية والإمارات والبحرين، في ضوء قمة الرياض التي جمعت ترامب بزعماء الدول العربية والخليجية بدعوة سعودية، لكن يبدو ان الأمور قد تهدأ في المستقبل القريب لاسيما بعد صفقة الأسلحة الأمريكية إلى قطر التي تم الموافقة عليها أمس. وبعد حملة شديدة الانتقاد نحو قطر بسبب تعاظم دورها في المنطقة، وعلاقتها المؤثرة في الإقليم مع الجماعات المتشددة والتي تصنف كإرهابية، يتوقع كثيرون ان يكون للصفقة العسكرية التي عقدت بين الدوحةوواشنطن أثر إيجابي على حل الأزمة الخليجية. ووافق البنتاجون الأربعاء على صفقة شراء قطر لطائرات مقاتلة بقيمة بلغت 12 مليار دولار، في اتفاقية وقعها وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس مع نظيره القطري خالد العطية، خلال زيارة الأخير لواشنطن. وتزامن ذلك مع استمرار إعلان عدد من الدول العربية قطع العلاقات مع قطر، كما أنه جاء بعد أيام قليلة من تصريحات للرئيس الأمريكي يوبخ فيها قطر بشكل قاسٍ. وقال ترامب في اجتماع مع فريقه الرئاسي داخل البيت الأبيض، متحدثًا عن جهود وقف تمويل الإرهاب: «إن من أهم الأمور التي قمنا بها وترونها الآن، مع قطر ومع كل ما يحدث الآن.. نحن نقوم بوقف تمويل الإرهاب، والسعودية تقوم بوقف تمويل الإرهاب.. إنها ليست معركة سهلة، لكنها معركة سنفوز بها». لكن وعلى الرغم من كل هذا النقد الموجه من ترامب للدوحة بأنها تدعم الإرهاب، تمت الصفقة العسكرية بين قطر وأمريكا بعد أيام من هذه التصريحات، ليظهر للمتابع أن الأمر لا يتعلق من قريب أو من بعيد بارتباط قطر بالإرهاب، لاسيما وأنه أمر ليس بجديد، إلا أنه يبدو في الآفق أمور أخرى قد تتعلق بعدم توافق واشنطنوالدوحة خلال قمة الرياض على المواقف السياسية أو على شكل الصفقة العسكرية او لتضاؤل حجمها بالمقارنة بالصفقة السعودية الأمريكية التي تخطت مئات المليارات من الدولارات. ترامب أكد أكثر من مرة عبر تصريحات له خلال حملته الانتخابية على وجوب دفع الدول الحليفة وبالأخص السعودية وقطر «ثمن الحماية الأمريكية» متهمًا إياها بعدم المساهمة بشكل عادل في كلفة الدفاع الأمريكي عنها، قائلًا «يجب دفع الدول أتعاب الدفاع لتلقيها الحماية من الولاياتالمتحدة من جديد»، ذاكرًا قطر وعدد من الدول الأخرى، ومكررًا تصريحات له بأنها «دولة ثرية». وعبَّر هذا التصريح الذي أطلقه ترامب خلال حملته الانتخابية عن سياساته المحبذة تجاه ما أسماه بالدول الثرية والغنية في الخليج كرجل أعمال أمريكي لديه القدرة على التسويق لمنتجاته، فما إن دخل الملياردير الأمريكي البيت الأبيض إلا وبدأ ينفذ استراتيجته في جلب الأموال، عبر الصفقات العسكرية، لكن يبدو أن الاتفاق على شكل الصفقة بين الدوحةوواشنطن لم يخرج إلا بعد هذا الضغط الأمريكي والخليجي الذي يبدو في مراحله الأخيرة، لاسيما بعدما هدأ وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس من اللهجة التصعيدية تجاه قطر، حيث أكد أن أمير قطر ورث "تركة صعبة" في قطر وأنه "يحقق تقدمًا" على الصعيد السياسي ووضع المجتمع على المسار الصحيح، وذلك في رد منه خلال جلسة استماع في مجلس النواب الأمريكي على سؤال حول الموقف الأمريكي من قطر. وخلال لقاء وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره القطري في واشنطن ناقش الطرفان آخر تفاصيل الاتفاقية العسكرية التي سترفع بحسب المتحدث باسم البنتاجون جيمس ماتيس التعاون الأمني والعمل المشترك بين الولاياتالمتحدةوقطر، كما ناقش وزير الدفاع الأمريكي مواضيع أمنية مع نظيره القطري، ومن ذلك سير العمليات ضد تنظيم "داعش"، وضرورة تخفيف التوتر بين كل الأطراف في منطقة الخليج، حتى "يتسنى التركيز على خطوات الأهداف المشتركة".