يعاني معهد القلب بإمبابة من نقص كبير في الإمكانيات الفنية، على رأسها صمامات ودعامات القلب، إلى جانب أجهزة منظمات القلب والقساطر وأكياس البول، إضافة إلى نقص الماسكات والوايرات، ما دعا المركز المصري للحق في الدواء إلى مناشدة لجنة الصحة بمجلس النواب لإنقاذ آلاف المرضى. وأوضح المركز في بيان له أن إغلاق المعهد لمدة عامين بأمر من رئيس الوزراء السابق إبراهيم محلب لإعادة بنائه، أدى إلى تحويل المرضى إلى معاهد ومستشفيات أخرى، ما زاد العبء عليها ولم تستطع الوفاء باحتياجات المرضى، ومنها مستشفى معهد ناصر وأحمد ماهر والأحراز بالزقازيق والساحل وشبين الكوم ومعهد دمنهور ومعهد سوهاج من نقص الإمكانيات، ومنها ما ترفض الحالات التي تتقدم للعلاج. وأضاف المركز أن بعض الخدمات البسيطة أصبحت تحتاج لشهور؛ مثل تركيب جهاز هولتر لمدة 24 ساعة يحتاج إلى فترة انتظار 70 يومًا وإجراء مسح ذري لمرضى الحالات الحرجة انتظار 125 يومًا، مؤكدًا أن مرضى التأمين الصحي يعانون بسبب تحملهم أعباء اقتصادية أخرى لا يستطيعون الوفاء بها، وتوقفت عمليات القسطرة والقلب المفتوح لهم، ويرفض المسؤولون الموافقة على إجراء العمليات إلَّا بعد دفع مبالغ مرتفعة، بحجة أن هيئة التأمين الصحي لا تفي بتلبية مطالبات المعهد المالية، رغم أن تلك الأعباء تم فرضها من قِبَل مدير المعهد بشكل كبير، حتى أدى الأمر لاختفاء الخدمات المجانية. وطالب المركز لجنة الصحة بمجلس النواب بسرعة تلبية رغبات المرضى الممنوحة لهم بالدستور والقانون، خاصة أن النقص الهائل يعود لسبب ارتفاع أسعار الدولار أمام الجنيه، الأمر الذي أدى إلى إحجام شركات المستلزمات الطبية والأدوية إلى التوريد للمستشفيات، لعدم تنفيذ رغبات هذه الشركات بزيادة الأسعار وعدم شراء المستلزمات؛ لدخول الدولة في صفقة مستلزمات موحدة منذ سنة، والمعروفة إعلاميًّا بمناقصة برلين. وقال الدكتور محمد نصر، أستاذ الجراحة بمعهد القلب القومي: بالفعل هناك نقص في المعدات بمعهد القلب والسبب هو المركزية في الشراء، والتي تتم عن طريق القوات المسلحة، التي تشتري المعدات للمستشفيات بأسعار مخفضة، وأضاف ل«البديل» أنه رغم الحصول على تلك النواقص بأسعار مخفضة من مصادرها إلَّا أنها تحدث أزمة، حيث إن كل مستشفى أعلم بنواقصها، وتحدد المتطلبات التي تحتاجها المستشفى، مشيرًا إلى أن معهد القلب كان يجري 14 عملية قلب مفتوح في اليوم الواحد، والآن أصبح غير قادر على إجراء ثلاث أو أربع عمليات. من جانبه، ذكر الدكتور أحمد عبد الكريم، أخصائي أمراض القلب، أن المعهد بالفعل يعاني من نقص شديد في الإمكانيات، لكن ليس النقص في الإمكانيات فقط بل في الأدوية والأسرّة أيضًا، مما يجعل المرضى ينتظرون أدوارهم خارج المعهد لفترة طويلة، مضيفًا أن مجانية الصحة في مصر أصبحت في خطر بالفعل، فحتى بعض المستشفيات الحكومية أصبحت لا تقدم الخدمات المجانية كافة للمرضى؛ بحجة أنها لا تتبع للتأمين الصحي، كما أوضح أن وزارة الصحة يجب أن تتدخل لإنقاذ آلاف المرضى الذين ينتظرون أدوارهم للدخول إلى معهد القلب. وقال الدكتور مجدي مرشد، عضو لجنة الشؤون الصحية بمجلس النواب، ل«البديل»: من المفترض أنه تم استيراد عدد كبير من تلك النواقص من ألمانيا لتوزيعها على المستشفيات، وكان من المفترض أن يتم توزيعها خلال أبريل الماضي، لكن التوزيع تأخر، مما فاقم من أزمة نقص المعدات، موضحًا أنه إذا لم يتم حل تلك الأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة ستتقدم لجنة الصحة بطلب إحاطة للدكتور أحمد عماد الدين، وزير الصحة، لسؤاله عن أسباب تأخير توزيع تلك المعدات على المستشفيات. يذكر أن معهد القلب يضم نحو 462 سريرًا داخليًّا و160 سرير رعاية خاصة و9 غرف عمليات و7 غرف قساطر و6 أجهزة أشعة وجهاز رنين مغناطيسي و15 عيادة خارجية، ويستقبل المعهد أكثر من 200 مريض يوميًّا ويتحمل 45% من العمليات التي تتم في مصر لأمراض القلب المختلفة، في وقت مازالت أعمال الصيانة لم تنته بشكل نهائي ونقص واضح في المستلزمات الطبية.