توافدت عشرات السيارات التي تقل بدو قبيلة الترابين القادمين من مدن القناة وجنوبسيناء لمساندة ذويهم في قتال وملاحقة الإرهابيين جنوب رفح بالتعاون مع عناصر الجيش والشرطة. وقال الشيخ سلمان موسى، أحد مشايخ "الترابين"، إن القبيلة نجحت في طرد عناصر تنظيم داعش من معقلهم الرئيسي وحرق عششهم، كما طاردتهم في الصحراء للقضاء عليهم بعد اشتباكات ومواجهات نشبت الأسبوع الماضي ومطلع الأسبوع الجاري بين أفراد من القبيلة والجماعات الإرهابية في منطقة البرث جنوبي مركز رفح، وراحضحيتها قتلى ومصابين من الطرفين. وأضاف موسى أن أبناء القبيلة سيطروا بشكل تام على مداخل ومخارج قرية البرث والمناطق المجاورة شمال وجنوب القرية، كما أن سيارات أبناء القبيلة تجوب الشوارع الداخلية والرئيسية، وتقوم بعمل كمائن متنقلة بالقرب من الصبات والعجراء والكيلو 21 جنوب رفح، بتنسيق كامل مع قوات الأمن والقوات المسلحة، خاصة عقب استهداف طائرة حربية موقعًا للتنظيم المسلح بمنطقة البواطي شمال سيناء، أصيب فيه أفراد من القبيلة كانوا بإحدى السيارات. وتابع موسى أن قبيلة الترابين أغلقت سوق الأحد الأسبوعي لقرية البرث؛ من أجل منع عناصر التنظيم المسلح من التبضع وشراء احتياجاتهم، ما أصابهم بضرر بالغ، مؤكدا أن التنظيم الإرهابي بدأ بالفعل خسارة أهم مواقعه جنوب رفح. وقال سعيد سلمان، أحد أبناء قبيلة الترابين، إن ما يقرب من 50 سيارة دفع رباعي مشطت قرية البرث بحثًا عن مجموعات أخرى من الجماعات المسلحة الإرهابية، مضيفا: "تمكنا من القبض على اثنين منهم، وتحفظنا على سلاحهم وبعض المتفجرات التي كانت بحوزتهما، وسلمناها إلى قوات الأمن"، متوقعا مواجهات شرسة بين الأطراف المتنازعة خلال الساعات المقبلة بعد حشد الطرفين عناصرهما جنوب رفح، خاصة عقب زحف المسلحين للمناطق المحيطة ومشاركة أبناء القبيلة من مدن القناة والجنوب لدعم إخوانهم وأبناء عمومتهم في الشمال. وأشار سلمان إلى انضمام الكثير من القبائل بشمال سيناء إلى "الترابين" للدفاع عن أرضهم وأعراضهم في مواجهة التنظيمات الإرهابية؛ إذ تحركت قبائل جنوبسيناء من مدينتي رأس سدر ونويبع وقبائل السويس والسخنة وأبو سيال وقبائل الترابين بالإسماعيلية وجنوب بورسعيد باتجاه مدينة رفح لدعم إخوانهم وبقية قبائل شمال سيناء في حربها ضد التنظيمات المسلحة في تحركات مصحوبة بسياراتهم وأسلحتهم عبر الدروب الجبلية للالتحام مع أشقائهم من بدو شمال سيناء بهدف تطهير سيناء من الإرهاب. وفي سياق آخر، قال اللواء أسامة الطويل، الخبير الأمني، إن إعلان القبائل القتال المسلح ينذر بكارثة من الممكن تدخلنا في صراع قبلي لا نهاية له، مؤكدًا أن تحرك قبيلة الترابين يعتبر فشلا أمنيا في سيناء؛ فالقبائل لم تجد الحماية من الجيش والشرطة المنوطين بذلك، فقرروا حماية أنفسهم. ومن جانبه، قال اللواء عبد الفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، إنه يتابع الموقف جيدا مع رجال الأمن لضبط الأوضاع، مؤكدا أن غالبية بدو سيناء ومنهم قبيلة الترابين يعاونون قوات الجيش لمعرفتهم جيدا بطبيعة الأرض، مشددا على ضرورة أن يكون التعاون في إطار قانوني حتى لا تنفلت الأمور وتأتي بنتائج عكسية تزيد الأزمة، لافتا إلى أن مشايخ القبائل شاركوا معه في اجتماع مغلق بحضور القيادات الأمنية والعسكرية لبحث طرق مواجهة التنظيمات الإرهابية داخل سيناء. كانت قبيلة الترابين أصدرت بيانا قبل أيام تدعو فيه بقية القبائل للتوحد والاصطفاف في مواجهة الإرهابيين، يفيد أنهم ليسوا بعاجزين عن الرد بقوة على تلك التجاوزات، وأن علاقة القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء علاقة دين ووطن ودم، لن تسقطها الأقنعة والبنادق المأجورة، أو أي جهات خارجية شغلها الشاغل تنفيذ مخططات الموساد الإسرائيلى، واختتمت برسالة لأبناء القبائل الأخرى، قائلة "ابتداء من تاريخ صدور البيان، على جميع عقلاء وحكماء القبائل البدوية فى محافظة شمال سيناء بالتواجد الفعلي فى الميدان وتشكيل خلية مشتركة".