تزخر مصر بالعديد من الأماكن والآثار التاريخية التي يجهل الكثير من المصريين تاريخها الحقيقي، في ظل عدم انتشار الوعي الأثري والتاريخي.. و«البديل» تقوم بدورها في التوعية بتاريخنا العريق من خلال حملة «اعرف تاريخك»، وحديثنا اليوم عن «حصن بابليون». قال صلاح الناظر، باحث أثري حر، إن حصن بابليون الواقع بالفسطاط في مصر القديمة بالقرب من محطة ماري جرجس، ويحمل رقم 571 في تعداد الآثار، أنشأه الإمبراطور الروماني تراجان في القرن الثاني الميلادي، وتم ترميمه وتوسيعه على يد الإمبراطور الروماني أركاديوس في القرن الرابع الميلادي. وأضاف «الناظر» أن الأحجار التي استعملت في بناء الحصن أُخذت من معابد فرعونية، وأكملت بالطوب الأحمر، وكان مقاسها يتراوح بين 15 و30 سم، وبناه تراجان لكي يكون حصنًا منيعًا في وجه الأعداء، حيث يتم مراقبتهم من أعلى أثناء هجومهم، وعرف حصن بابليون لدى الناس باسم قصر الشمع، وكان البيزنطيون قد اتخذوا من موقع منف العاصمة القديمة مركزًا يتحكمون منه في شمال مصر وجنوبها متحصنين في حصن بابليون. ويقول المؤرخون إن إطلاق اسم قصر الشمع على حصن بابليون يرجع إلى أنه في أول كل شهر كانت الشموع توقد على أحد أبراج الحصن الذي تظهر عليه الشمس، وتبلغ مساحته حوالي نصف كيلومتر مربع، ويقع بداخله المتحف القبطي وست كنائس قبطية ودير. ويرجع المؤرخون سبب تسميته "بابليون" إلى "بر-حابي-ن-إيونو"، ومعناه "بيت النيل في هليوبوليس"، وهي عاصمة بلد مجاورة للحصن، كانت مركز عبادة حابي إله النيل في هليوبوليس. سقط الحصن في يد عمرو بن العاص عام 641م أثناء فتح مصر بعد حصار دام نحو 7 أشهر، ومما يدل على قوة الحصن أن ابن العاص بنى مدينة الفسطاط شماله؛ لتكون محمية بالحصن وجبل المقطم، ويعد ذلك مكانًا استراتيجيًّا لكشف أي هجوم على المدينة.