رغم الأزمة الشديدة التي عانى منها المواطن المصري خلال الشهور القليلة الماضية بسبب اختفاء لبن الأطفال، والتي أدت إلى تنظيم بعض السيدات مظاهرات تقطع الطريق اعتراضًا على اختفاء لبن الأطفال من الصيدليات، وإعلان وزارة الصحة عن توفره بمراكز الأمومة بالمستشفيات العامة، وتدخل القوات المسلحة في الأزمة واستيراد 20 مليون علبة من الخارج، يكتشف وزير الصحة بالصدفة وجود مصنع «لاكتو مصر» بمنطقة الصناعية بالشرقية، والذي ينتج نحو 35 مليون علبة لبن سنويًّا، أي ما يزيد عن ضعف احتياج مصر من اللبن الذي يتراوح بين 14 إلى 18 مليون علبة سنويًّا. كشفت تلك الواقعة عن جهل الدولة الموارد التي تمتلكها، ورغم استمرار وزير الصحة الدكتور أحمد عماد الدين في منصبه على مدى 18 شهرًا لم يكن يعلم شيئًا عن هذا المصنع الذي تم اكتشافه بالصدفة البحتة، عدد من القوى السياسية أكد أن هذا يعد فشلًا جديدًا للوزير الحالي، ينضم إلى سلسلة الفشل التي حققها خلال فترة توليه منصبه، وتساءلوا: هل هناك مصانع أخرى في مجال صناعة لبن الأطفال، وهل هناك مصانع في مجالات مختلفة؟ تعاون وزارة الإنتاج الحربي مع المصنع على الجانب الآخر أعلنت وزارة الإنتاج الحربي، في يناير الماضي، عن توقيع بروتوكول تعاون بين الوزارة وشركة «لاكتو مصر» لإنتاج ألبان وأغذية الأطفال، بشأن المصنع، وتم عقد مؤتمر صحفي بمقر الوزارة بوسط البلد؛ للحديث حول خطة العمل وكيفية تنفيذ بنود البروتوكول. وقال وزير الصحة والسكان في بيان له، المصنع نقلة نوعية في صناعة ألبان الأطفال بمصر؛ نظرًا لما يمتلكه من مقومات قادرة على الاكتفاء الذاتي من الألبان بل والتصدير أيضًا، مضيفًا أنه منذ توليه الحقيبة الوزارية كانت هناك مشكلة في توفير ألبان الأطفال، وتم التغلب عليها بالمناقصة الأخيرة، وأوضح الوزير، أن وجود مثل هذا المصنع في مصر، والذي تساهم فيه شركة «أكديما» الحكومية، سيوفر الكثير، لافتًا إلى إنتاج المصنع بإنتاج حوالي 35 مليون عبوة سنويًّا، مشيرًا إلى أن استهلاك مصر حاليًا لا يتعدى ال18 مليون عبوة سنويًّا، أي سيكون هناك فائض للتصدير. كما أكد الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة، أن الوزارة لم تكن تعلم بوجود مصنع لإنتاج ألبان الأطفال في مصر، مشيرًا إلى أنه فوجئ بوجود مصنع يصدر 35 مليون علبة للخارج، وهو ما أصابه بالدهشة. الجزر المنعزلة قال النائب أيمن أبو العلا، وكيل لجنة الصحة بالبرلمان: إن وزراء حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، يعملون في جزر منعزلة، ولا يوجد تواصل بينهم في القضايا التي تخص المجتمع، مستدلًّا على ذلك بعدم إنجاز بعض القوانين الصادرة منذ 2014 والمصدق عليها من مجلس النواب، ضاربًا المثل بقانون التأمين على الفلاحين، وتابع: «مجموعة الوزراء قاعدين في جزر منعزلة يجتمعوا كل يوم أربعاء ومش عارفين يكلموا بعض.. للأسف الشديد منتهى الاستهتار بالمواطن المصري الذي يعاني». «الحق في الدواء»: الوزير لا يعرف شيئًا عن صناعة الدواء بمصر قال محمود فؤاد، عضو المركز المصري للحق في الدواء: وزير الصحة الحالي لا يعرف شيئًا عن صناعة الدواء بمصر، وأنه فعلًا صادق في عدم معرفة المصانع التي تنتج الدواء في مصر، مشيرًا إلى أن جميع إجراءات هذه المصانع منذ الإنشاء حتى الاستيراد تصدر من وزارة الصحة، وهناك مشرف من الوزارة لأخذ العينات ومعرفة هل هي مطابقة للمواصفات أم لا، وللأسف وزير الصحة يزيد الوضع سوءًا؛ بسبب تصرفاته، مشيرًا إلى أن موقف الوزير من هذا المصنع يطرح تساؤلًا مهمًّا وهو: أين دور وزارة الصحة في الرقابة على مصانع الأدوية وفعلية المادة الفعالة في الدواء، وإذا كان الوزير يجهل المصانع الموجودة في الدولة فكيف يشرف عليها؟