مع اقتراب الانتخابات الداخلية لحركة حماس والمقرر عقدها أواخر الشهر الجاري، صدرت تصريحات توضح أن الحركة تنتوي إصدار وثيقة سياسية جديدة لتعاملاتها الخارجية وتتناول مواقفها السياسية. وأجرت صحيفة المونيتور الأمريكية حوارا مع عضو المكتب السياسي للحركة، سامي خاطر، قال فيه إن الحركة ستصدر الوثيقة بعد 30 عاما من تأسيسها، تعكس توجهاتها، وليس مراجعة لمواقفها المتعلقة بتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأضاف أن المرونة التي تبديها "حماس" في التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، تعبير عن نضج الحركة السياسي وقدرتها مع التعامل مع الأزمات، واصفا حركته ب"فلسطينية وطنية"، لها مؤسساتها التي تُصدر القرارات السياسية دون الحاجة لإملاءات خارجية. وينص ميثاق حماس التأسيسي الذي صدر عام 1988، على أن معركة الفلسطينيين مع اليهود، لكن الوثيقة الجديدة تُخرج اليهود من دائرة العداء، وتُبقي على الاحتلال الإسرائيلي، حيث تستبدل مفردة اليهود ب"الاحتلال"، حتى تتخلص من اتهامات إسرائيل لها بمعاداة السامية، وهو ما أكده خاطر بأن الوثيقة تعبر عن مرونة الحركة في التعامل مع الملفات الحالية التي طرأ عليها تغيرات كثيرة منذ إصدار الوثيقة الأولى، كأن قبلت حماس بدولة فلسطينية على حدود 1967، وتوجيه صراعها مع الاحتلال وليس مع اليهود كأصحاب ديانة. وتحمل الوثيقة الجديدة مرونة وانفتاحا من شأنه كسر العزلة التي يفرضها الاحتلال على الحركة في قطاع غزة، تحديداً لعلاقات "حماس" مع عدة أطراف مثل الإخوان المسلمين، حيث أشار محللون إلى أن الحركة قد لا تُبقي علاقاتها ضمن دائرة الإخوان لما تسببه لها من مشكلات مع أطراف عربية خصوصا القاهرة، ذات الأهمية الكبيرة في المساعدة على كسر حصار قطاع غزة. وقال القيادي بالحركة أحمد يوسف، إن الوثيقة ستشكل الرؤية المرجعية التي ستلتزم بها الحركة في خطابها السياسي واستراتيجيتها للتحرك، كما ستكون خارطة طريق للتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، وعلاقة الحركة بالمجتمع الدولي، مشيراً إلى أنها ستبتعد عن مآخذ الجهات الدولية على ميثاق الحركة التي تستغلها إسرائيل للتحريض عليها. وقال مصدر داخل "حماس"، إن الوثيقة ستعلن في أواخر مارس وربما في بداية أبريل، وسيعلنها رئيس المكتب السياسي الحالي، خالد مشعل، بعد أن مضى على صياغتها أكثر من عامين ونصف، وتم تمريرها على المؤسسات التنظيمية للحركة وسيتم تمريرها للجهات القانونية والتحريرية وترجمتها للإنجليزية والفرنسية، والتصويت عليها من قبل الهيئات الجديدة للحركة. وقال رئيس المركز المعاصر للدراسات وتحليل السياسات، رائد نعيرات، إن وثيقة حماس قد تكون خطوة لفك حصارها وعزلتها، ستطرح على المجتمع الدولي لقبول الحركة، وستتضمن الاعتراف بإسرائيل، وبحسب الوثيقة، لن تحل حماس محل منظمة التحرير كممثل للشعب الفلسطيني. وتحدثت الصحف الإسرائيلية عن وثيقة حماس الجديدة، حيث ذكرت "هآرتس" أن وثيقة حماس ستؤكد النضال الشعبي السلمي ضد الاحتلال بجانب النضال المسلح، ما يساعد الحركة على توسيع اتصالاتها بالمجتمع الدولي.