أجواء متوترة تسيطر على الحملات الانتخابية للرئاسة الفرنسية، المقرر إجراؤها في السابع من مايو المقبل؛ تضمنت اتهامات بالفساد وإهدار المال العام واستغلال السلطات، الأمر الذي يعيد رسم الخريطة الانتخابية الفرنسية. فيون.. انهيار مفاجئ شهد اليمين الفرنسي خلال الأيام القليلة الماضية، العديد من الانشقاقات، خاصة بعد اتهام المرشح اليميني، فرانسوا فيون، في قضية وظائف وهمية لزوجته واثنين من أبنائه، وتلقيه استدعاء للمثول أمام القضاء في 15 مارس المقبل، حيث أجرى محققون عمليات تفتيش الخميس والجمعة الماضيين، لمنزل المرشح الفرنسي وزوجته "بينيلوب"، في إطار التحقيق في شبهات وظائف وهمية. الاتهامات التي تم توجيهها إلى فيون واحتمالية مثوله أمام القضاء على خلفيتها، دفعت الكثير من مؤيديه إلى التخلي عنه، حيث قالت صحيفة "ليبراسيون"، إن حوالي 250 ناخبًا اختاروا التخلي عن فيون، كما دعاه العديد من شخصيات اليمين في الأيام الأخيرة إلى الانسحاب، وإفساح المجال لترشح آلان جوبيه، الذي هُزم أمام فيون في الانتخابات التمهيدية، واشترط الأول أن ينسحب الأخير من تلقاء نفسه. كما تخلى عن فيون الناطق باسمه، تييري سولير، الذي كان يُعد الأكثر قربا من المرشح المحافظ، حيث قدم استقالته، وكتب على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "لقد قررت أن أضع حدًا لمهماتي كناطق باسم فرنسوا فيون"، وانضم إلى سولير، مدير حملة فيون، باتريك ستيفانيني، لتشكل الخطوة ضربة تعد الأقسى من نوعها للمرشح اليميني؛ لأن ستيفانيني، الملقب ب"صانع الرؤساء"، كان من أقوى المؤيدين لفيون قبل أن ينضم إلى لائحة طويلة ممن تخلوا عن رئيس الوزراء الأسبق، وكتبت صحيفة "لوموند"، إن فيون يراهن على الشارع لإنقاذ ترشحه، ولم يبق معه إلا بعض المخلصين بينهم، رئيس شركة التامين اكسا، هنري دو كارستري. الانقسامات حاصرت فيون من كل جانب، الأمر الذي دفعه إلى حض أنصاره على عدم الخوف، مؤكدًا على إمكانية تجاوز الانشقاقات والدعوات لسحب ترشحه، وأقر أمام قاعة امتلأ نصفها في المنطقة الباريسية، بأن "هذه الحملة معركة غريبة.. وهناك من يريد إخافتكم، لا تخضعوا ولا تتخلوا أبدًا"، وحاول استماله مشاعر مؤيديه من جديد، قائلًا: "يعتقدون إنني وحيد، إنهم يريدونني أن أكون وحيدًا، شكرًا لوجودكم، انتم من تحديتم الأنواء والإنذارات وحتى أحيانًا الإهانات"، وتابع: "أدُين لكم باعتذارات، بينها وجوب الدفاع عن شرفي وشرف زوجتي، في حين أن المهم بالنسبة إليكم وإليّ هو واجب الدفاع عن بلادنا، أدرك تمامًا حصتي من المسؤولية في هذه المحنة، بعيدًا عن الخيانات والروزنامة القضائية وحملة تشويه السمعة، فإن المشروع الذي أحمله وأؤمن به وتؤمنون أنتم به، يصادف هذه المعوقات الكبيرة جراء خطأ ارتكبته". البلبلة التي حدثت في صفوف معسكر اليمين الفرنسي، دفعت باسم آلان جوبيه إلى المقدمة مجددًا بديلًا من المرشح الحالي، فرنسوا فيون، بعد استبعاد الأول من الدورة الثانية في الانتخابات التمهيدية لليمين الفرنسي، إلا أن المرشح البديل، أعلن اليوم الاثنين، أنه لن يكون مرشحًا للانتخابات الرئاسية الفرنسية المرتقبة في مايو المقبل، محذرًا من أن "تعنت فيون الذي يواجه متاعب قضائية يقود إلى طريق مسدود"، ما يضع اليمين الفرنسي في أزمة اختيار؛ إما أن يُبقي على مرشح ضعيف قد مثُل أمام القضاء وانفض المؤيدون من حوله، أو استبداله رغمًا عنه بمرشح أضعف لم يحقق تقدمًا في الانتخابات التمهيدية داخل الحزب نفسه. لوبان.. للخلف دُر مرشحة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، ماريان لوبان، لم تختلف ظروفها كثيرًا عن نظيرها المرشح الرئاسي، فرانسوا فيون؛ حيث رفع البرلمان الأوروبي الحصانة عنها تمهيدًا لمثولها أمام القضاء، على خلفية نشرها ثلاث صور لعمليات إعدام نفذها تنظيم داعش في ديسمبر عام 2015، بينها قطع رأس الصحفي الأمريكي، جيمس فولي، كم اتهمت لوبان بتزييف طبيعة عمل حارسها، وتوظيفه في البرلمان الأوروبي كمساعد شخصي لها، والتهم الموجهه إليها بسبب هذه القضية، قد تصل عقوبتها إلى السجن لمدة ثلاث سنوات وغرامة 75 ألف يورو في الظروف الطبيعية. ماكرون.. الفرص تتصاعد "مصائب لوبان وفيون عند ماكرون فوائد".. كلمات تصف وضع المرشح الرئاسى الفرنسى المستقل، ووزير الاقتصاد بين عامي 2014 و2016 في حكومة مانويل فالس الاشتراكية، إيمانويل ماكرون، فوقوع فيون ولوبان تحت مقصلة القضاء، يصب بالطبع في صالحه، وهو ما أكده آخر استطلاع للرأى، أجرته مؤسسة أودوكسا لصالح شركة دنتسو- كونسالتينج، الأسبوع الماضي، حيث أشار إلى أن ماكرون، سيهزم زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، فى الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة بنسبة 61 % من الأصوات، مؤكدا أن فرصه تعززت بفضل تحالفه الذى أعلن الأسبوع الماضى مع السياسي الوسطي، فرانسوا بايرو، ما مكنه من التقدم على المرشح المحافظ، فرانسوا فيون، وبذلك يكون قصر الإليزيه مفتوحًا أمام ماكرون.