تستعد محافظة بني سويف لتعميم تجربة إنشاء محطات الصرف الصحي غير التقليدي بنظام المعالجة المدمجة، والتي بدأت بقرية البساتين ببني سويف؛ في محاولة لمعالجة مشكلة الصرف الصحي التي تواجه قرى بني سويف بصفة خاصة، ويأتي المشروع الأول من نوعه كتكنولوجيا حديثة في أنظمة معالجة الصرف والتى يتم البدء بتطبيقها في بني سويف، وتم تطبيق هذا النموذج منذ فترات بعيدة في العديد من دول العالم وبعض الدول العربية. وتشمل التجربة العديد من المزايا، منها خفض التكلفة وقلة مساحة الأرض المطلوبة وإنتاج مياه معالجة ثلاثية تصلح للري والزراعة، فضلًا عن الزمن القياسي في التنفيذ، على نقيض ما تتكلفه مشروعات الصرف الصحي من أعباء مالية كبيرة، مما يتيح إمكانية نجاح تعميم نظام المعالجة المدمجة بالقرى الأقل كثافة سكانية، وكذلك عزب ونجوع المحافظة. نجاح تجربة البساتين يفتح المجال لتكرارها دفع نجاح تجربة الصرف الصحي غير التقليدي بقرية البساتين المهندس، شريف حبيب، محافظ بني سويف، إلى الإعلان عن تكرار العمل بهذه التجربة بحوالي 40 قرية، خاصة أن معامل تحاليل شركة المياه والصحة أثبتت أن المياه المعالجة الناتجة عن المحطة تصلح للري وتميزت التجربة باخيتار تلك القرى خارج خطة الدولة لمشروعات الصرف، بجانب أن التمويل تتحمله المؤسسات الأهلية، مع تحمل الأهالي قطع الأرض، ومشاركة مركز البحوث والبناء بهذا المجال، وتشير التوقعات إلى البدء في تنفيذ المشروع بقرى جزيرة ببا وقرية بني هاشم بمركز ببا، بعد زيارة محافظ بني سويف إليهما خلال الفترة الماضية. الاستعانة بكبرى الشركات العالمية وبحث محافظ بني سويف مع مسؤولي شركة waste water إحدى الشركات العالمية المتخصصة في تصنيع وحدات معالجة الصرف الصحي المتنقلة، وهي تكنولوجيا حديثة توفر في البنية الأساسية والوقت اللازم للتصنيع، إضافة إلى عدم استخدام المواد الكيمياوية ومعالجة متطورة، واستمع المحافظ إلى عرض من مسؤولي الشركة يشرح هذه التكنولوجيا ومميزاتها، والتي من أهمها أن المياه الناتجة بعد المعالجة تصلح للزراعة، إضافة إلى صلاحيتها للاستعمال الآدمي كمياه للشرب وأن تصنيع هذه التكنولوجيا ووحدات المعالجة تتم محليًّا بنسبة 80% ومن الخامات المصرية، فضلًا عن أن الصيانة والتركيب تتم أيضًا محليًّا. وعرض مسؤولو الشركة مميزات تلك الوحدات، خاصة في مجال استهلاك الطاقة الكهربائية، والذي يقل بكثيرعن التقليدية، ويمكن أن تعمل بالطاقة الشمسية ويتم تنفيذها بتكلفة أقل من الوحدات التقليدية، بالإضافة إلى قصر المدة الزمنية التي تستغرقها في التنفيذ. وناقش المحافظ مع مسؤولي الشركة إمكانية تنفيذ هذه التكنولوجيا بقرى المحافظة خلال 3 أشهر، مدة التصنيع والتركيب، وهي تعد فترة قياسية مقارنة بالمحطات التقليدية، ودراسة إمكانية خفض تكلفة الصيانة بعد التشغيل إلى أقل ما يمكن، والذي سيسهم في تعميم التجربة على مستوى القرى ويحقق الحل النهائي لمشكلة الصرف الصحي في أقل فترة ممكنة. خبراء: التجربة متميزة وتحل مشكلة الصرف بالقرى وقال المهندس محمد عودة، المدير التنفيذي لمشروع الصرف الصحي بقرية البساتين، ل«البديل»: تأتي أهم مميزات العمل بتلك التجربة قلة المساحة، التي تتم إقامة المحطة عليها، حيث إنها لا تتجاوز 600 متر، بجانب أن المياه يتم استخدامها في الزراعة، بحسب الأبحاث التي أجريت في وقت سابق بهذا الشأن، وتأثير المحطة بيئيًّا يكون مطابقًا للمواصافت، وليست هناك أضرار إزاء إقامتها، بجانب أنها لا تحتاج إلى تكلفة كبرى، أو مدة زمنية كبيرة لإقامتها، وهو ما يسهل تعميمها بباقي القرى. فيما قال المهندس محمد سعيد نشأت، رئيس فرع شركة مياه الشرب والصرف الصحي ببني سويف، ل«البديل»: قرية البساتين كان مخططًا لها دخول خدمة الصرف الصحي في عامي 2020 – 2022، وهذه المحطة وفرت المدة، حيث لا تحتاج إلى ربطها بالقرية الأم، فإنها وحدة مستقلة تخدم نفسها وتمتاز بمساحة أقل، فمحطه الرفع داخل وحدة المعالجة، وهذة الأنظمة غير التقليدية لحل مشكلات الصرف الصحي لمناطق سكنية لا تزيد عن 3 آلاف نسمة، والمعالجة الثلاثية تتيح إعادة استخدام المياه في ري المساحات الخضراء والأشجار. وكان العمل في تنفيذ مشروع الصرف الصحي غير التقليدى بنظام المعالجة المدمجة بقرية البسايتن، قد جاء تفعيلًا للبروتوكول الموقَّع بين المحافظة وشركة المياه ومركزبحوث الإسكان ومؤسسة نهضة بني سويف بنظام المعالجة المدمجة «mbr».