أغلقت القوات السورية الساحات العامة في حماة يوم الخميس بعد أن سكب سكان الطلاء الأحمر على الأرض كرمز للدماء لإحياء الذكرى الثلاثين للمذبحة التي ارتكبها الرئيس الراحل حافظ الأسد والد بشار الأسد خلال انتفاضة على حكمه في الثمانينات. جاءت تلك الخطوة من جانب السكان في الوقت الذي حذرت فيه روسيا من أنها ستستخدم حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار تعتبره غير مقبول يطرح على مجلس الأمن الدولي بشأن سوريا وأوضحت انها تريد منع التدخل في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا بسبب قمع الأسد للاحتجاجات المستمرة منذ 11 شهرا. وأسفر العنف السياسي في سوريا عن مقتل خمسة الاف شخص مؤخرا ويقول نشطاء إن قوات الأسد كثفت من العمليات في أنحاء البلاد بعد أن قضت فيما يبدو على قوات معارضة نقلت المعركة إلى مشارف العاصمة دمشق. وقال نشطاء في حماة إن سيارات الإطفاء أزالت الطلاء الذي سكب على الأرض ليل يوم الأربعاء لإحياء ذكرى الهجوم على حماة عام 1982 بعد اندلاع انتفاضة إسلامية ضد حكم حافظ الأسد مما أسفر عن سقوط أكثر من 30 ألف قتيل. وقال سكان إن الدبابات سدت الساحات الرئيسية في المدينة لمنع المظاهرات. وقال نشط في حماة “يريدون طمس الذكرى ولا يريدوننا أن نتذكر... لكننا لن نقبل هذا.” وتأتي ذكرى مذبحة حماة في الوقت الذي تحاول فيه روسيا منع محاولات في الأممالمتحدة لاستصدار قرار ضد سوريا. وتقول موسكو التي تسلمت مشروع قرار مدعوم من الجامعة العربية وتؤيده واشنطن وباريس إن الخطة التي تدعو الأسد إلى تسليم السلطة إلى نائبه تتطلب استبعاد أي نص يدعو للتدخل محذرة من أنها ستستخدم حق النقض ضد أي قرار “غير مقبول”. وتقف روسيا والصين وهما عضوان دائمان في مجلس الأمن لهما حق النقض (الفيتو) أمام حملة غربية لإصدار قرار لإدانة قمع الحكومة السورية للاحتجاجات. والتقى سفراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لبحث سبل التغلب على خلافاتهم بشأن نص مشروع قرار غربي عربي قدمه المغرب إلى أعضاء المجلس يوم الجمعة.