وسام حسين – بسمات السعيد تسبب وقف صرف مساعدات "تكافل وكرامة" لآلاف الأسر بمحافظات الصعيد والوجه البحري في حالة من الغضب الشديد والاستياء بين الأشخاص المستفيدين من تلك المساعدات، خاصة أن التوقف تم لأسباب غير معلومة لوكلاء وزارة التضامن الاجتماعي بالمحافظات أو القائمين على المشروع في المدن والمراكز المختلفة، رغم تدريبهم على "سيستم" البرنامج قبل بداية العمل به. العديد من أرباب الأسر المستفيدة من المشروع أعلنوا عن متاعبهم بعد انقطاع المساعدات ووقف فيزا الصرف، وقالوا إن حياتهم أصبحت أكثر جحيما وبؤسا خاصة مع بداية الفصل الدراسي الثاني وحاجة أبنائهم الطلاب لمزيد من المصاريف والمتطلبات المدرسية فضلا عن احتياجات الأسرة اليومية. ففي محافظاتسوهاج وقنا وأسوان، توقفت الآلاف من "فيزا" صرف مساعدات تكافل وكرامة منذ عدة شهور، رغم صرف تلك الأسر لهذه المساعدات لمدة عام أو أكثر، وتم وقف الصرف دون أسباب معلومة، ما أرهق المواطنين في محاولة تجديد الأوراق والبحث عن التقديم لاستئناف صرف المساعدات من جديد. تصريحات مسؤولي التضامن الاجتماعي بداية من الوزيرة الدكتورة غادة والي، مرورا بوكلاء الوزارات وانتهاء برئيسي وحدات الشؤون الاجتماعية المنتشرة على مستوى القرى في مختلف مراكز ومدن المحافظات، جاءت لتؤكد أنه لا توجد مشاكل في صرف مساعدات تكافل وكرامة، وأنها تصرف للمستحقين فقط، وأنها تستهدف الأسر الأولى بالرعاية والتي ليس لها دخل ثابت، ولديها أبناء في مراحل التعلىم المختلفة. محمد عبد السلام، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بسوهاج، قال إن المديرية أو الموظفين الذين يقومون بإدخال بيانات المواطنين على البرنامج ليس لهم دخل من قريب أو بعيد، بتوقف "فيزا" تكافل وكرامة التي تم وقفها عن الصرف سواء من شهر أو شهرين أو أكثر، موضحا أن سقوط تلك الفيز راجع للوزارة بالقاهرة، وطالب المواطنين أصحاب الفيز الموقوفة بالتواصل مع رؤساء وحدات الشؤون الاجتماعية واستيفاء البيانات الخاصة بهم من جديد . وقال مصدر بمديرية التضامن الاجتماعي بسوهاج، طلب عدم ذكر اسمه، إن سبب توقف عدد كبير من الفيز ضمن مساعدات تكافل وكرامة هو عدم توخي المواطنين الدقة والحذر خلال الإدلاء بالبيانات الخاصة بهم عند التسجيل في البرنامج، مضيفا أن موظفي وحدات التضامن الاجتماعي على مستوى المحافظة عليهم أيضا بعض المسؤولية، لعدم تحققهم من تلك البيانات قبل إدخالها على البرنامج، موضحا أن هناك المئات من الأسر التي انقطعت عنها المساعدات ظروفها الاجتماعية صعبة جدا وتعاني وفاة رب الأسرة وعدم وجود تأمينات اجتماعية، مؤكدا أنه لا أحد يعرف، حتى وكيل الوزارة، سبب وقف المساعدات عن تلك الأسر، لكن المتداول أن هذه الأسر غير مستحقة. وفي محافظة الدقهلية، أكد عدد كبير من مستفيدي معاش تكافل وكرامة أنه تم إيقاف كارت الصرف الخاص بهم، وأكد أحد العاملين بالمشروع داخل مديرية التضامن بالدقهلية، أنه بالفعل تم إيقاف كروت الصرف من قبل الوزارة بعدما زاد عدد المستحقين وذلك لتنقية الكشوف من الأشخاص الذين لا يستحقون المساعدات، ورفض وائل محمد عبد العزيز، وكيل وزارة التضامن بالدقهلية، الإدلاء بأي تصريح صحفي عن مشاكل مشروع تكافل وكرامة، معللا بأن أي تصريحات تكون من خلال الدكتورة نيفين القباج، المتحدث الرسمي للوزارة. فيما أوضح أحمد لطيف، مسؤول العمليات في برنامج تكافل وكرامة، في بيان صحفى، أن البرنامج شهد حركة توسع غير مسبوقة، وذلك لزيادة عدد المستفيدين استجابة لتوجيهات الرئيس السيسي، لحماية الأسر محدودة الدخل والأكثر فقرا لتغطية احتياجاتهم، ضمن خطة الدولة لمكافحة الفقر، لافتا إلى أن عدد الأسر المستفيدة من البرنامج تخطى المليون أسرة، ويهدف البرنامج لتوسيع قاعدة المستفيدين، للوصول بعدد الأسر المستفيدة إلى المليون ونصف أسرة بحلول يونيو 2017. يذكر أن برنامج تكافل وكرامة يهدف إلى توفير خدمة اجتماعية مؤثرة وعادلة ذات كفاءة عالية تتجه نحو دعم نقدي مشروط للفئات المهمشة والأكثر فقرا، ولا تستطيع أن تعمل أو تنتج ومن كبار السن فوق 65 ودون معاش ثابت، ومن لديهم عجز كلي أو إعاقة، حيث يقدم برنامج "كرامة" لشخص واحد 350 جنيها ولشخصين 425 ولثلاثة فأكثر 500 جنيه. فيما يتضمن برنامج تكافل صرف مساعدات مالية للأسر الأولى بالرعاية منها 350 جنيها للفرد بالأسرة الواحدة مع صرف 60 جنيها شهريا لكل طالب بالمرحلة الابتدائية و80 جنيها لطالب المرحلة الإعدادية و100 جنيه لطالب المرحلة الثانوية بحد أقصى 3 طلاب في الأسرة، شريطة أن تلتزم الأسر المستفيدة بالشروط وهى بالنسبة للأطفال الأكثر من 6 سنوات أن يكونوا مسجلين بالمدارس بنسبة حضور لا تقل عن 80% من عدد أيام الدراسة، ويلزم البرنامج الأسر بمتابعة برامج الوقاية والصحة الأولية للأطفال والأمهات بالوحدات الصحية.