اجتماع جديد انطلق أمس الخميس بين العشرين دولة التي تملك أكبر اقتصادات العالم، وعلى الرغم من انطلاق الاجتماع في وقت تضج فيه معظم الدول المشاركة في المجموعه بأزمات اقتصادية وسياسية، إلا أن مشاركة وزير الخارجية الأمريكي الجديد في هذا الاجتماع تعتبر نقطة الاهتمام الأولى التي اجتمع حولها العديد من المسؤولين المشاركين في المجموعه، في محاولة لمعرفة استراتيجية الرئيس الأمريكي التي من المقرر أن يطبقها وزير خارجيته. خيث انطلق في مدينة بون الألمانية، أمس الخميس، اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في "مجموعة العشرين G20"، والذي سيستمر لمدة يومين، ومن المقرر أن يتناول الاجتماع الوزاري موضوع أهداف التنمية العالمية حتى عام 2030، بالإضافة إلى تجنب وقوع أزمات في المستقبل وتقديم المساعدات لإفريقيا، كما سيناقش الاجتماع سبلًا لمكافحة الفقر في القارة ودعم المؤسسات الحكومية والاستغلال الأفضل لقدرات الكثير من الدول الإفريقية، ومن المقرر أن يناقش الوزراء كذلك الحرب في سوريا والعنف في شرق أوكرانيا وأزمات عالمية أخرى. يشارك في الاجتماع وزراء خارجية كبريات الدول المتقدمة والنامية، الصين والهند وإندونيسيا واليابان وكوريا الجنوبية والسعودية وجنوب إفريقيا والأرجنتين والبرازيل والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وروسيا وتركيا والولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك وأستراليا، وبحضور عدد من الضيوف. لقاءات هامشية من المقرر أن يلتقي وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع نظيره الألماني، زيغمار غابرييل، لأول مرة على هامش المشاورات غير الرسمية لوزراء خارجية دول العشرين في مدينة "بون" الألمانية، وفقما أعلنت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، التي أكدت أيضًا أن "لافروف" قد التقى نظيره الأمريكي الجديد، ريكس تيلرسون، الذي يخطو أولى خطواته الدبلوماسية خلال هذا الاجتماع بعد أن تم تعيينه الشهر الماضي، مشيرة إلى أن الوزيرين سيبحثان "الأجندة العالمية كافة"، وعلى هامش الاجتماع أيضًا التقى وزيرا خارجية الولاياتالمتحدة وبريطانيا، ومن المقرر أن يلتقي "تيلرسون" للمرة الأولى في بون نظيره الصيني وانغ يي. في ذات الإطار اجتمع وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، أمس الخميس، مع وفد من اليمن على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين، وشارك أيضًا في الاجتماع الذي عقد في فندق "في باد نوينار" القريب من مدينة بون الألمانية، كل من وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، ووزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، وآخرون. من جانبه قال نائب المستشارة الألمانية، ووزير الخارجية، زيجمار جابريل، قبل الاجتماع، إن السياسة الخارجية يجب أن تكون أكثر من إدارة أزمات، وأضاف: نصحنا بألا نهرب من نار لأخرى دائمًا، بل أن نخمدها، ولذلك من الهام للغاية أن تلتقي ال20 دولة صاحبة أكبر اقتصادات العالم لبحث قضايا النزاعات وخيارات منع الأزمات السلمية وحل الصراع، وتابع: لا توجد دولة في العالم قادرة على مواجهة المشكلات الدولية الكبرى في زمننا بمفردها، وأشار إلى أن الإرهاب والشح المائي والتهجير القسري وحالات الطواريء الإنسانية مشكلات لا يمكن حلها بالعزلة، فلا يمكن حل مشكلة تغير المناخ بسلك شائك. "ريكس تيلرسون".. محور الاهتمام وزير الخارجية الأمريكي الجديد، ريكس تيلرسون، كان في مقدمة المسؤولين الذين خطفوا الأضواء خلال الاجتماع، فبعيدًا عن الموقف الذي تعرض له "تيلرسون" عقب وصوله إلى مدينة "بون"، حيث اضطر منظمو اجتماع الG20إلى إسكان وزير الخارجية الأمريكي بمنتجع يبعد 30 دقيقة عن مكان الاجتماع، لعدم وجود أماكن خالية في فنادق المدينة، حيث أكدت مصادر سياسية أنه حينما أكد "تيلرسون" مشاركته في الاجتماع كانت جميع الفنادق محجوزة، مشيرة إلى أن كل من يريد لقاء تيلرسون بمن فيهم وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، يتعين عليهم إضاعة وقت في الطريق، فقد ظهر جليًّا محاولات وزير الخارجية الأمريكي تفادي التعامل مع الصحافة، ففي لقاء "تيلرسون" ب"لافروف"، أخرج مساعد وزير الخارجية الأمريكي بسرعة الصحفيين من القاعة المخصصة للاجتماع، وعقب اللقاء اكتفى الوزير الأمريكي بالإدلاء بتصريح مقتضب لممثلي وسائل الإعلام، وامتنع عن الإجابة عن أسئلة الصحفيين، وكان هذا نفس الموقف الذي اتخذه مساعد "تيلرسون" خلال لقاء الأخير مع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، حيث تم طرد الصحفييون من مكان اللقاء عقب المصافحة التقليدية بين الوزيرين. اجتماع مجموعة العشرين يأتي في مرحلة سياسية دبلوماسية مهمة، يأمل فيها الكثير من أعضاء المجموعة، وعلى رأسهم الصين وروسيا وألمانيا، أن يوضح لهم وزير الخارجية الأمريكي ما يعنيه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بشعاره الجديد "أمريكا أولًا" بالنسبة لباقي العالم، كما أنه يأتي في وقت يسعى فيه الرئيس الأمريكي ومعاونوه إلى طمأنة الحلفاء في القارة العجوز، القلقين من توجهات الرئيس الأمريكي الجديد ووزرائه تجاه أوروبا وحلف الناتو وباقي قضايا الشرق الأوسط، الأمر الذي دفع بعض المراقبين إلى القول بأن اجتماع مجموعة العشرين سيسمح ربما بإلقاء الضوء على غموض المواقف الأمريكية في الوقت الحاضر.