منذ 13 عامًا ينتظر أبناء محافظة المنيا افتتاح المتحف الإخناتوني، الذي يضم مقتنيات الملك إخناتون، أو كما يطلق عليه «موحد الآلهة» وزوج الملكة نفرتيتي؛ ليصبح متحفًا فريدًا من نوعه على مستوى محافظات مصر، وثالث أكبر متاحف الجمهورية، حيث دخل المتحف مرحلته الأخيرة. جاءت فكرة إنشاء المتحف من خلال اتفاقية التآخي بين محافظة المنيا ومدينة «هيلدزهايم» الألمانية ومتحف برلين، ليصبح المتحف منارة ثقافية مهمة في محافظات الصعيد، ويشير لفترة من أهم فترات حكم الملك إخناتون، التي قضى فيها 17 عامًا بمنطقة تل العمارنة، ضمن دعوته الأولى لتوحيد الآلهة برفقة زوجته الملكة نفرتيتي. حجم ما أنفق على المتحف منذ بدء إنشاءاته في عام 2004 تخطى ال120 مليون جنيه، جميعها كانت منحة من الجانب الألماني، إلى أن تعطلت الأعمال بعد ثورة 25 يناير عام 2011، ليعود استكمال أعمال الإنشاء من قِبَل الحكومة المصرية باعتماد المهندس إبراهيم محلب 40 مليون جنيه في 2015، بينما يسعى الدكتور خالد العناني للحصول على 10 ملايين يورو كان قد وعد الجانب الألماني بمنحها للمتحف خلال زيارة الوفد للمنيا في العام الماضي، ولم تتسلمها المحافظة حتى الآن دون إبداء أسباب. المتحف مقام حاليًّا على مساحة 25 فدانًا، بينما تبلغ مساحة المبنى الرئيسي 5 آلاف متر تقريبًا، على شكل مثلثات، تجاوره مجموعة من البازارات ومركز لترميم الآثار، هو الأكبر على مستوى الصعيد. ثالث أكبر المتاحف يقول مدير المتحف الدكتور أحمد حميدة: إن المتحف الإخناتوني يعد ثالث أكبر متاحف الجمهورية، بعد متحفي «الحضارة» و«المصري الكبير»، حيث يضم المبنى الرئيسي 16 صالة عرض متحفي، ومكتبة ومسرحًا للمؤتمرات، وبمحيطه مركز لترميم الآثار و19 بازارًا. ولفت حميدة خلال حديثه ل«البديل» إلى أن المتحف لن يقتصر على آثار ومقتنيات الملك إخناتون ومقبرته وحاشيته الملكية في فترة العمارنة، بل سيضم في صالة الدور الأول مقتنيات أثرية للعصور التاريخية كافة، والتي تحتل محافظة المنيا في كل منها مكانة كبيرة في التاريخ المصري. وعن الآثار الخاصة بالملك إخناتون التي سيضمها المتحف، أكد أن هناك مقتنيات مميزة عثر عليها في مقبرة الملك، وهي الآن موجودة في المتحف المصري والأقصر ومخازن الأشمونين، وتتمثل في تماثيل ولوحات مهمة للملك الذي كان يدعو لعبادة الشمس، كأول موحد للآلهة، وحاشيته الملكية والملكة نفرتيتي. ونفى حميدة إمكانية استرجاع مصر لرأس الملكة نفرتيتي الموجودة في متحف برلين حاليًّا، التي تم استخراجها من أرض تل العمارنة بمحافظة المنيا منذ عشرات السنين، مؤكدًا أن قيمة المتحف الألماني تقوم بالكامل على ذلك التمثال، الذي دفع الألمان إلى تسمية نفرتيتي بأنها سيدة ألمانيا الأولى، ووضع صورتها على العديد من الشوارع والسيارات هناك. أول محكى تعليمي ثابت للحفائر بمصر كما أوضح مدير المتحف أنه تم الحصول على موافقة من مدير المتاحف المصرية بإنشاء أول محكى للحفائر ثابت في مصر، ويهدف لدفن قطع أثرية مقلدة، ويقوم الطلاب باستخراجها الطلاب ووصف حالتها وحقبتها التاريخية، مما يعد نوعًا جديدًا للتعليم الذي يهدف إلى معرفة الأبناء تاريخ بلدهم. مبنى لإحياء الحرف المنقرضة وأشار حميدة إلى أن المتحف لن يقتصر في جانبه التعليمي على المحكى، بل سيمتد لتعريف الكثير من طلاب كلية الآثار والفنون الجميلة بفن الترميم على أيدي متخصصين، بالإضافة إلى دراسة إنشاء مبنى لإحياء الحرف المنقرضة بالمحافظة، مثل صناعات الفخار والسجاد وما شابهها، وعرضها للبيع في البازارات المجاورة، مما يساعد في توفير فرص عمل، وتشغيل تلك البازارات، ويخلق تنمية مستديمة للعاملين هناك كافة. واختتم بأنه جارٍ الاتفاق على شكل «فاترينات» العرض، والتي سيتم إنشاؤها في إحدى الدول الأجنبية، مؤكدًا انتهاء أزمة بناء أحد المولات التجارية بجوار المتحف، والتي كانت تهدد مصير افتتاحه؛ لمخالفته الشروط اللازمة لمثل تلك المتاحف، حيث تصدى له الجميع حتى تم إلغاء القرار.