يستعد الجيش التايواني لصد غزو صيني متوقع، مع تزايد المخاوف بشأن تأثير سياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، في المستقبل تجاه بكين، والتي قد تؤثر على الاستقرار الاقليمي. بدأ الجيش التايواني في مناورات عسكرية تستمر ليومين، ابتداء من الثلاثاء الماضي، محاكاة لهجوم شنه جيش التحرير الشعبي الصيني عبر 180 كيلو متر تجاه مضيق تايوان، والذي يفصل البر الرئيسي للجزيرة البالغ عدد سكانها 23 مليون نسمة، وسط تدهور العلاقات بين بكين وتايبيه. تجمعت القوات المسلحة للجزيرة في تايتشونغ بوسط تايوان، لتلقي التدريبات السنوية والتأكيد على الفاعلية والجاهزية القتالية بالدبابات والمروحيات الهجومية والمدفعية، بالإضافة إلى القفز بالمظلات، من قبل فريق معروف باسم فريق التنين القوي، والذي أظهر مهارة الهبوط بدقة. تحاكي العملية سيناريو عبور السفن الحربية الصينية خط الوسط التابع لمضيق تايوان، حيث قال المتحدث باسم وزارة الدفاع التايوانية، تشن تشونغ تشي: لدى الجيش تدابير فعالة للتعامل مع الموقف في مضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، وبالتالي يمكن للشعب أن يطمئن، كما أننا سوف نعزز التدريبات على مدى 365 يومًا في السنة. تأتي المناورات بعد أسبوع واحد من دق الصين ناقوس الخطر بشأن تايوان، من خلال إبحار حاملة الطائرات لياونينغ عبر المضيق، برفقة أسطول من السفن الحربية. لم تبحر لياونينغ في المياه التايوانية، ولكنها دخلت منطقة من مناطق الدفاع الجوي التي تغطي كامل الجزيرة، وهذا يعد استعراضًا للقوة، والذي دفع القوات الجوية في تايوان لتغيير معالم مقاتلاتها، ومحاولة السيطرة على مرور الأسطول. تسعى الحكومة التايوانية بقيادة الرئيسة، تساي إنغ ون، إلى طمأنة الرأي العام حول تزايد التهديدات العسكرية الصينية، في أعقاب حديثها غير المسبوق مع الرئيس الأمريكي ترامب، والذي كان في ديسمبر الماضي. هذه المكالمة حطمت عقودًا من البرتوكول، والذي حال دون التعامل المباشر بين الرئيسين منذ تحول الولاياتالمتحدة واعترافها الدبلوماسي للصين بأن تايبيه إقليم تابع لبكين، في عام 1979. تعتبر الصينتايوان دولة ديمقراطية تتمتع بالحكم الذاتي، وهي اقليم منشق تابع لها، ويمكن أن تستخدم القوة معها إذا لزم الأمر، كما أنها تعتبر أي محاولة للاعتراف بهوية تايوان اعتداء على سيادتها. في الأسابيع الأخيرة أثار ترامب غضب الحكومة الصينية بحديثه مع رئيسة تايوان، وقد حذرت صحف صينية من أنه حال استمرار استفزاز بكين بورقة تايوان، فإن بكين ستضطر إلى خلع القفازات. وفي هذا السياق قال روس داريل فينجولد، من مكتب استشارات المخاطر السياسية الدولية في تايبيه: من الواضح أن تايوان تواجه تهديدًا عسكريًّا مستمرًّا من الصين، سواء كانت هذه التدريبات الصينية تهدف إلى الضغط على تايوان، أو الاستعداد وعرض القدرة لغزو كامل على المدى الطويل. يحذر الخبراء من انجرار الصينوتايوانوالولاياتالمتحدة إلى صراع عسكري فوضوي، اذا استمر ضغط ترامب على بكين بشأن تايوان، بمجرد توليه الحكم بشكل رسمي، وبناء عليه سيضطر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، للرد بدلًا من أن يبدو موقفه ضعيفًا داخل بلاده. ومن جانبها حذرت سوزان شيرك، نائب مساعد وزير الخارجية السابق، ورئيسة معهد القرن 21 في جامعة كاليفورنيا : سيرى شي ذلك الوضع مهينًا جدًّا، حيث وضعه ترامب في موقف مهين في نظر شعبه، وبالتالي سيجبره على الابتعاد بالقوة؛ لحماية موقفه داخل الصين، وتضيف أن المخاطر كبيرة جدًّا، وربما تصل إلى مواجهة عسكرية مباشرة. جارديان