قال موقع نيوز ويك إن دولة الكونغو الديمقراطية مرت بفترات نزاع طويلة وعنيفة، استطاعت تحويل الرفاق إلى أعداء؛ فمنذ تولي الرئيس موبوتو سيسي سيسكو الحكم في 1965، أصبحت الكونغو إحدى بؤر الصراع الرئيسية في قارة إفريقيا. واعتبر الموقع موبوتو حاكما دكتاتوريا ويدا للاستعمار الجديد في القارة، وحول الكونغو من إمكانية أن تكون أغنى دولة إلى الأفقر، وخدم موبوتو المصالح الغربية لعقود من الزمن، وحافظ على العلاقات مع النظام العنصري في جنوب إفريقيا، والتي تعمل كوكيل ضد الأنظمة الاشتراكية في المنطقة. وأضاف «نيوز ويك»: في عام 1996، أصيب موبوتو بالسرطان وضعفت قوته، كما أن اندلاع الأزمة الكبرى في منطقة البحيرات الإفريقية أواسط التسعينيات أظهرت شخصية لوران كابيلا (الرئيس السابق)، الذي نظم قوات من القبائل الإفريقية، وكان واضحا أنه يمتلك إمكانات مالية وعسكرية ضخمة جدا لم تتح لأي دولة في المنطقة, وفي أغسطس 1998، سقطت كينشاسا، عاصمة الكونغو الحالية، في قبضة كابيلا وجيشه المندفع نحوها، بعد سقوط الدكتاتور موبوتو سيسي سيكو، وأعاد تسمية البلاد من زئير إلى الكونغو كما كانت قبل موبوتو، ما منحها وإفريقيا الوسطى ككل، فرصة للاستقلال الثاني. وتابع: جاء ائتلاف الوحدويين الإفريقيين في عام 1996 بقيادة الجبهة الوطنية الرواندية، المدعوم بشكل كبير من قبل أقرب حليف للجبهة الوطنية الرواندية، أوغندا، وتحت رعاية سياسية وفكرية من الرئيس التنزاني السابق جوليوس نيريري، كما انضمت أنجولا وبوروندي وإريتريا وإثيوبيا للتحالف، وقدموا الدعم للغزو على نطاق واسع. وأوضح «نيوز ويك»: يوم الثلاثاء 28 يوليو 1998، انقلب الحلفاء على بعضهم بعضا؛ حيث إن أحداث الإبادة الجماعية في رواندا ألقت بظلالها على الكونغو، فكان لعمليات الإبادة الجماعية في رواندا أثر مباشر في حدوث حالة من الاضطراب داخل جمهورية الكونغو، استمرت ما يقرب من عقدين، وأدت إلى مقتل خمسة ملايين شخص، بل إن قوات الحكومة الرواندية، التي كانت تديرها الجبهة الوطنية حينذاك، غزت أراضي جارتها الكونغو مرتين، متهمة إياها بأنها تسمح لميليشيات الهوتو بتنفيذ عمليات على أراضيها، كما عملت رواندا على تسليح أفراد التوتسي المحليين من الكونغو، فيما شكل السكان المحليون أيضا مجموعات دفاعية للتصدي لتلك الهجمات، وكان المدنيون من المناطق الشرقية من دفعوا الثمن. واستطرد الموقع: في 22 أغسطس 1998، تحرك الجنود الكونغوليون إلى كينشاسا، وحرضوا على حرب الكونغو الثانية، بدعم من أنجولا وزيمبابوي وناميبيا، ضد المتمردين المدعومين من رواندا وأوغندا، وحاولت الصين التدخل واقترحت وثيقة للسلام، لكن قائد الدفاع الرواندي قال إنه وصل لنقطة اللاعودة ولابد من الحرب، فأجبر الهجوم كابيلا على الفرار إلى مسقط رأسه في منطقة كاتانغا. وأردف: في الوقت الذي اقترب فيه نجاح المتمردين المدعومين من رواندا وأوغندا بإسقاط عاصمة الكونغو، تم إحباط ذلك في اللحظة الأخيرة؛ عندما تدخلت الطائرات الأنجولية وزيمبابوي والقوات الآلية لوقف قوات كاباريبي، وهزيمة الجبهة الوطنية الرواندية في الغرب، ما كتب ختام الفصل الأول من الحرب الكبرى في إفريقيا، حيث واصلت قوات مكافحة كابيلا تقدمهم من الشرق، وأصبحت البلاد مقسمة إلى نصفين ما بين الحكومة الكونغولية المدعومة من أنجولا وزيمبابوي وناميبيا وبين المتمردين الكونغوليين في الغرب والمدعومين من رواندا وأوغندا وبوروندي، وقاتل حلفاء الأمس بمرارة على أرض المعركة، التي عانى على أثرها الشعب الكونغولي بما لا يقاس، وخلف ذلك وفاة الملايين من الحرب والأمراض المرتبطة بالحرب والمجاعة.